-A +A
بدر الرويس (الرياض)
أصبحنا بين سندان توقف استقدام العمالة المنزلية من بعض الدول، ومطرقة السوق السوداء لتلك العمالة التي أكلت الأخضر واليابس في جيوب المواطنين وخاصة من محدودي الدخل. ظاهرة السوق السوداء في تأجير الخادمات المنزليات برزت بشدة منذ إعلان هلال شهر رمضان المبارك حتى أول أيام عيد الفطر، حيث انتشر السماسرة من الجنسين (رجال ونساء) في أرجاء المدن وأشعلوا السوق السوداء في رابعة النهار دون خشية من الجهات الرقابية، وبات السماسرة يسابقون الزمن لأجل رفع مبلغ الإيجار في (الساعة، اليوم، الشهر)، حتى وصل الإيجار الشهري في آخر أيام رمضان، ومع دخول عيد الفطر إلى 4000 ريال، ليتقاسم السمسار المبلغ مع الخادمة المنزلية.
«عكاظ» استطلعت آراء بعض السيدات حول هذه الظاهرة.. فقالت سارة المصودع: نحن المواطنين نتعرض إلى ابتزاز مالي كبير من قبل سماسرة العاملات المنزليات؛ وذلك نظرا لاحتياجنا للخادمات في ظل الضغط العالي من أعمال المنزل الشاقة، خصوصا في عملية التجهيز لمائدة الإفطار.

وأضافت: أجبرت على استئجار عاملة منزلية بمبلغ 3500 في شهر رمضان من دون حول مني ولاقوة، بعد أن تعثرت عمليات الاستقدام.
وطالبت المصودع الجهات الرقابية والعمل بوضع حد لمثل هذه المخالفات الصريحة للنظام، وضبط المتسببين بها، وأن يتم التعجيل في تفعيل اتفاقيات الاستقدام مع الدول المتاحة. فيما قال أحد السماسرة والممتهنين لتأجير العمالة المخالفة الذي رفض الإفصاح عن هويته، بعد أن أوهمناه بأننا نبحث عن خادمة منزلية وطلبنا تسعيرة العاملات، فأجاب قائلا: «حسب جنسية الخادمة»، مضيفا: الخادمات من الجنسية الأفريقة وبسعر موحد 3500 ريال، أما الجنسيات الآسيوية فيتراوح إيجار الواحدة منهن بين4000 إلى 4500 ريال، حاولنا الوصول إليه، إلا أنه رفض الإفصاح عن هويته ومكان تواجده، موضحا أنه في حال الرغبة في استئجار عاملة منزلية عن طريقه، يتم توصيلها للمنزل المراد العمل به مع دفع أجرة إيجار التوصيل. وحول عدم خشيته الجهات الرقابية، قال «أنا أكسب رزقي، والجهات الرقابية غير متابعة»، مشيرا إلى أنه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من ثلاث سنوات، مؤكدا أن شهر رمضان والعيد هو الموسم الأكثر طلبا، ولانستطيع تلبية رغبات طالبي التأجير.
وحول مخالفة العاملات للأنظمة، قال «أنا مجرد حلقة وصل بين صاحب الطلب والخادمة ولا أتحمل أدنى مسؤولية عن ذلك».