-A +A
منصور الطبيقي
كلمة معبرة جدا تلامس شغاف القلب ولباب العقل تلك التي أدلى بها إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين -نصره الله- في يوم الجمعة.. جاءت مختصرة ولكن شاملة ومبينة للخطر العظيم الذي أصاب الأمة في أعز ما لديها وهو دينها الذي اختطف من قلة ممن تلبسهم الشيطان فصار يزين لهم أفعالهم الهمجية والإجرامية من قتل وذبح باسم الدين، ودين الرحمة منهم براء.
كيف استطاعوا أن يختطفوا إسلامنا؟، من دعاهم إلى مواطن الفتن؟، من شرع لهم؟، من أعانهم ومولهم؟، من هم المستفيدون من كل ما يحصل في المنطقة من قتل وتهجير وتنكيل؟ الأجوبة على كل تلك الأسئلة لدى من ساعد في إحداث هذه الفوضى المجنونة في المنطقة، من شاهد تدمير مدن كاملة وإبادة ساكنيها بالكيماوي في سوريا ولم يحرك ساكنا، من يشاهد جرائم الحرب التي يقوم بها المحتل الإسرائيلي ضد أطفال ونساء غزة ويقوم ظلما بمدهم بمزيد من الأسلحة الهجومية لقتل المزيد!!

هؤلاء المفتونون بانتصارات «الذباحين» الوهمية، لا يعرفون أنه متى ما انقضت المهمة الأساسية التي جاؤوا من أجلها من إحداث الفوضى، سيصطادهم المخططون والمتعاونون معهم بالطائرات بدون طيار كاصطياد الجرذان!
ألم يتبادر في أذهانهم كيف يصمتون ويغضون الطرف عن أرتال المركبات المسلحة التي تسير مئات الكيلومترات بين الشام والعراق في وسط النهار دون أن يعترضهم أحدهم أو تصيبهم طلقة واحدة، كيف ولماذا تنشر مئات الفيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحوي مقاطع في غاية الرعب لقطع الرؤوس ويشاهدها مئات الآلاف من العرب والمسلمين، ولو تم نشر مقطع إباحي واحد يتم إزالته فورا من قبل المسيطرين على هذه المواقع!!
إن حجم المؤامرة كبير جدا وتلاقت مصالح الغرب مع أعداء المسلمين التاريخيين والمندسين، وكان لابد من هذه الكلمة القوية لمليكنا -رعاه الله- لتبيان حجم هذا الخطر، وأشهد الله أنه قد بلغ ونصح للأمة العربية والإسلامية، ولا عزاء للمتخاذلين والمتواطئين والمأجورين.
أما بخصوص غزة العزة وما يروج له البائسون من كذب وافتراء حول الموقف السعودي من هذه الأزمة، فأقول إن ما قدمته هذه الدولة المباركة منذ نشأتها وحتى هذه الأيام من دعم على كافة الأصعدة وبمختلف الصور ليلجم هذه الأفواه الكريهة، والدعم الذي تلقاه الإخوة بغزة في منابر الأمم المتحدة ومن مساعدات إنسانية متواصلة وكلمة مليكنا الأخيرة التي وصف فيها العدوان الإسرائيلي بجرائم الحرب من دولة بحجم وثقل المملكة السياسي والعالمي.. هو أكبر رد على هذه الأقلام الغربية والعربية المأجورة.
إن مختطفي الإسلام بدأت ترفضهم المجتمعات التي تعرف إنسانية ورحمة هذا الدين العظيم، وتلفظهم الأرض التي مشى عليها الصحابة والتابعون الأخيار رضوان الله عليهم، والذين شاهدوا دور العبادة لغير المسلمين ولم يحطموها ولم يحرقوها ولم يهجروا أهلها ولم يجبروهم على اعتناق الدين، مختطفي الإسلام ليس فقط ممن ينتسب -زورا- لسنة سيد الورى والرحمة المهداه سيدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن من كل المتشددين الذين جعلوا هذا الدين العظيم وسيلة للوصول لإهدافهم الطائفية والفئوية الشريرة.
ومع خضم هذه الفوضى والفتن، فأنا لا زلت متفائلا، أن الحق يستبين، وأن الله تعالى سيكرم هذه الأمة بنصرها على أعدائها في كل مكان وأن يعيد ضال المسلمين إلى رشده.