إن إضاعة الفرصة، تضعك في دائرة الخطر وليس في دائرة الخسارة. فالأمم اليوم تتداعى وتتكالب على الوطن العربي، ليس لجوع تلك الأمم أو لعطشها، ولكن لأن جميع الفرص التي كانت لدينا، فرطنا بها ولم نوظفها أو نستثمرها، فسقطت في البحر، فتلقفها الحوت ضدنا ليجعل منا أسماكا صغيرة.
نحن نعرف أن الاستعمار قسم الجغرافيا العربية، بطريقة مفخخة بالكثير من المشكلات القابلة للاشتعال، لكن كان بمقدور الدول العربية، لو توفرت الثقة والإدارة، أن تتغلب على تلك المفخخات في الجغرافيا التي تركها الاستعمار وتورثتها الدول العربية.
لم تنجح الدول العربية خلال الستين سنة في تجاوز الحدود السايكوس بيكية، ولم تتقدم باتجاه مشروع عربي وحدوي يقطع الطريق على شهية المستعمرين القدماء وتذمر الداخل العربي من حالة التقزم بين الأمم الأخرى التي نجح أغلبها في إيجاد أطر اقتصادية أو سياسية واقتصادية لمواجهة معطيات مستجدة مثل العولمة والتجارة الدولية ومناطق العملات الجديدة.
لم يعد المشروع العربي الوحدوي اليوم ترفا سياسيا أو سجالا إعلاميا وأدبيا، لكنه قارب النجاة، لما تبقى من الدول العربية، ولست متأكدا مما إذا كان الوقت يسمح بتقاربات ثنائية في المسارين السياسي والاقتصادي.
فمنطقة الشرق الأوسط، لم تدخل بعد إلى نطاق القانون الدولي ولا يمكن أن تكون استراتيجية الدفاع ضمانة لحدود الدول أو لسيادتها، فمنذ معاهدة سايكوس بيكو، دخلت المنطقة في سلسلة من الحروب. وفي كل مرة من تلك الحروب، تتوسع فيها جغرافية إسرائيل وتتآكل معها الجغرافيا العربية. ويبدو أن سلسلة الحروب تلك تفتح شهية إسرائيل كل مرة لشن المزيد من الحروب لقضم المزيد من أراضي الدول العربية، فضلا عن الضحية الأولى لإسرائيل وهي دولة فلسطين. والتي لم تكتف إسرائيل بقرار الأمم المتحدة، القائم على تقسيم فلسطين إلى دولتين: فلسطينية وإسرائيلية، حيث شهيتها المفتوحة لابتلاع المزيد من أرض فلسطين بالتزامن مع قتل وتهجير المزيد من الفلسطينيين، وجلب يهود العالم إلى فلسطين.
ليس أمام الدول العربية اليوم وفي حلكة هذه المؤامرة الكبرى، إلا التقدم سريعا باتجاه الفرصة التي أضاعتها دولنا العربية لفترة طويلة، وهو نوع من أنواع الوحدة العربية المقبولة لدى الغالبية، لسحب البساط من تحت أقدام الطابور الخامس في دولنا العربية والمتمثل في المجموعات الإرهابية التي باتت كثير من مشروعاتها مرتبطة إما بقوى توسعية إقليمية أو بالجيل الثالث من الاحتلال القادم عبر القارات والمحيطات.
الأحداث في منطقتنا متسارعة، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط، سقطت أنظمة وتطاحنت شعوب، وقسمت دول، واختفت حدود، واحتلت دول بشكل لم يسبق له مثيل، وأصبح الإرهاب العابر للقارات بديلا عن المرتزقة، في اقتطاع أجزاء من جغرافية الدول وتهجير سكانها على أساس طائفي أو ديني وعرقي وتجزئتها وتفتيتها.
فالمؤشرات واضحة كل الوضوح أن معاهدة سايكوس بيكو لن تبقى طويلا، وهي بالتأكيد ليست حلما أو طموحا للشعوب العربية، لكن على الدول العربية القادرة والفاعلة، أن تغير هذه المعاهدة باتجاه وحدة الدول القائمة وتوحدها في كيانات أكبر وأنضج وليس بتجزئتها وتقزيمها وتذويب العنصر العربي والثقافة العربية وسط كيانات من الثقافات والمنتجات غير العربية.
إن التاريخ يعلمنا أن الظروف التي يتم فيها تقسيم وانقسام الدول هي نفسها الظروف التي تتم بها الوحدة والاتحاد، ونحن فقط من يقرر أن يذهب إلى التقسيم والانقسام أو إلى الوحدة والاتحاد.
نحن نعرف أن الاستعمار قسم الجغرافيا العربية، بطريقة مفخخة بالكثير من المشكلات القابلة للاشتعال، لكن كان بمقدور الدول العربية، لو توفرت الثقة والإدارة، أن تتغلب على تلك المفخخات في الجغرافيا التي تركها الاستعمار وتورثتها الدول العربية.
لم تنجح الدول العربية خلال الستين سنة في تجاوز الحدود السايكوس بيكية، ولم تتقدم باتجاه مشروع عربي وحدوي يقطع الطريق على شهية المستعمرين القدماء وتذمر الداخل العربي من حالة التقزم بين الأمم الأخرى التي نجح أغلبها في إيجاد أطر اقتصادية أو سياسية واقتصادية لمواجهة معطيات مستجدة مثل العولمة والتجارة الدولية ومناطق العملات الجديدة.
لم يعد المشروع العربي الوحدوي اليوم ترفا سياسيا أو سجالا إعلاميا وأدبيا، لكنه قارب النجاة، لما تبقى من الدول العربية، ولست متأكدا مما إذا كان الوقت يسمح بتقاربات ثنائية في المسارين السياسي والاقتصادي.
فمنطقة الشرق الأوسط، لم تدخل بعد إلى نطاق القانون الدولي ولا يمكن أن تكون استراتيجية الدفاع ضمانة لحدود الدول أو لسيادتها، فمنذ معاهدة سايكوس بيكو، دخلت المنطقة في سلسلة من الحروب. وفي كل مرة من تلك الحروب، تتوسع فيها جغرافية إسرائيل وتتآكل معها الجغرافيا العربية. ويبدو أن سلسلة الحروب تلك تفتح شهية إسرائيل كل مرة لشن المزيد من الحروب لقضم المزيد من أراضي الدول العربية، فضلا عن الضحية الأولى لإسرائيل وهي دولة فلسطين. والتي لم تكتف إسرائيل بقرار الأمم المتحدة، القائم على تقسيم فلسطين إلى دولتين: فلسطينية وإسرائيلية، حيث شهيتها المفتوحة لابتلاع المزيد من أرض فلسطين بالتزامن مع قتل وتهجير المزيد من الفلسطينيين، وجلب يهود العالم إلى فلسطين.
ليس أمام الدول العربية اليوم وفي حلكة هذه المؤامرة الكبرى، إلا التقدم سريعا باتجاه الفرصة التي أضاعتها دولنا العربية لفترة طويلة، وهو نوع من أنواع الوحدة العربية المقبولة لدى الغالبية، لسحب البساط من تحت أقدام الطابور الخامس في دولنا العربية والمتمثل في المجموعات الإرهابية التي باتت كثير من مشروعاتها مرتبطة إما بقوى توسعية إقليمية أو بالجيل الثالث من الاحتلال القادم عبر القارات والمحيطات.
الأحداث في منطقتنا متسارعة، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط، سقطت أنظمة وتطاحنت شعوب، وقسمت دول، واختفت حدود، واحتلت دول بشكل لم يسبق له مثيل، وأصبح الإرهاب العابر للقارات بديلا عن المرتزقة، في اقتطاع أجزاء من جغرافية الدول وتهجير سكانها على أساس طائفي أو ديني وعرقي وتجزئتها وتفتيتها.
فالمؤشرات واضحة كل الوضوح أن معاهدة سايكوس بيكو لن تبقى طويلا، وهي بالتأكيد ليست حلما أو طموحا للشعوب العربية، لكن على الدول العربية القادرة والفاعلة، أن تغير هذه المعاهدة باتجاه وحدة الدول القائمة وتوحدها في كيانات أكبر وأنضج وليس بتجزئتها وتقزيمها وتذويب العنصر العربي والثقافة العربية وسط كيانات من الثقافات والمنتجات غير العربية.
إن التاريخ يعلمنا أن الظروف التي يتم فيها تقسيم وانقسام الدول هي نفسها الظروف التي تتم بها الوحدة والاتحاد، ونحن فقط من يقرر أن يذهب إلى التقسيم والانقسام أو إلى الوحدة والاتحاد.