وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة من مساء أمس «الثلاثاء» وفد إسرائيلى يضم ثلاثة من كبار المسؤولين في زيارة قصيرة للقاهرة تستغرق عدة ساعات يلتقي خلالها مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التوصل إلى اتفاق تهدئة بقطاع غزة.
وتم اصطحاب الوفد حسب مصدر مطلع إلى إحدى الجهات الأمنية للقاء كبار المسؤولين المصريين الذين يتولون المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل،حيث سيتم بحث التوصل إلى اتفاق تهدئة على ضوء المبادرة المصرية وبدء هدنة لمدة 72 ساعة والتي تمت في الثامنة صباح أمس «الثلاثاء» مع عرض ورقة المطالب التي تقدمت بها الفصائل الفلسطينية خلال الساعات الماضية. الى ذلك اعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها ستشارك «على الأرجح» في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة، مؤكدة أنها اضطلعت بدور رئيسي في التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي «سنشارك على الارجح في هذه المفاوضات سنحدد مستوى (هذه المشاركة) وموعدها». وسئلت بساكي عما إذا كان الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني يرغبان في مشاركة الامريكيين، فأجابت إن «جهودنا ومشاركتنا منذ البداية في هذه العملية حظيت بترحيب الجانبين» الإسرائيلي والفلسطيني.
كما وصل أيضا ظهر أمس وفد من حركتي حماس والجهاد الإسلامي من قطاع غزة عبر معبر رفح البري للانضمام الى وفد الفصائل الفلسطينية المشارك في المفاوضات برعاية مصرية.
وكان مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوي قال في تصريحات خاصة إن القاهرة تسعى الى إجراءات لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني وإسرائيل من أجل تثبيت الهدنة والبحث في تمديدها فترات أخرى لاحقة. وكشف عن جهود مكثفة جرت بصورة غير معلنة خلال الساعات التي سبقت التوصل الى اتفاق التهدئة للحصول على ضمانات من الجانبين بضرورة احترام هذا الاتفاق وعدم إقدام أي من الجانبين على خرقه كخطوة مهمة وضرورية لتهيئة المناخ لإطلاق مفاوضات جادة غير مباشرة للتوصل الى اتفاق شامل للتهدئة.. وكشف المصدر الذي طلب عدم تسميته في تصريحات خاصة عن أن المفاوضات ستكون غير مباشرة وبلا أي شروط مسبقة، واستبعد تماما ما أثير بشأن نزع أسلحة المقاومة «كشرط أو طلب إسرائيلي»، مؤكدا أن هذه الخطوة لا يمكن الحديث عنها إلا في إطار تسوية سياسية شاملة تنهي الاحتلال تماما وتفضي الي اقامة دولة مستقلة بعاصمتها القدس.
وأكد المصدر أن القاهرة تلقت أفكارا من الجانب الفلسطيني تعكس رؤيته للوضع الراهن ومقتضيات تغييره، وأنها ستنقلها الى الجانب الاسرائيلي في إطار التشاور والوساطة التي تقوم بها مصر من أجل تقريب وجهات النظر حيال سبل انهاء هذه الأزمة ووضع حد للاقتتال الدائر في غزة.
وشدد على أن المفاوضات غير المباشرة ستشمل كل الموضوعات بما فيها الأسرى من الجانبين والحصار المفروض على قطاع غزة، لكنه شدد على أن الأولوية تتركز على سبل إنجاح الهدنة وتثبيتها لأطول فترة ممكنة حتى تتهيأ الأجواء لاستكمال هذه المفاوضات.