بعد تسع وعشرين يوما من العدوان الإسرائيلي العنيف والممنهج على غزة، خرجت إسرائيل مكللة بالخزي والعار من القطاع، حتى إنها لم تساوم على شروط خروجها، على الأقل من باب حفظ ماء وجه قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين تجاه جبهتهم الداخلية. كما بلغ تحدي المقاومة مداه عند إمطار المدن الإسرائيلية بما يزيد على عشرين صاروخا بعيد المدى، قبل أقل من عشر دقائق من بدء وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 72 ساعة فقط.
استراتيجيا، عند بدء وقف إطلاق النار المؤقت، لم تحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية والسياسية من وراء عدوانها الأخير على قطاع غزة، وأهم تلك الأهداف القضاء على المقاومة في غزة.. أو حتى هز ثقة أهل غزة بالمقاومة وزعامتها السياسية وقيادتها الميدانية... دعك من الزعم بإعادة احتلال القطاع. بل إن المقاومة قد حققت واحدا من أهم أهدافها من مواجهة العدوان غير المتكافئ وباهظ الثمن، بأن لا يبقى على تراب غزة الطاهر جندي إسرائيلي واحد يدنس ذلك التراب الطاهر.
لكن لا يمكن، بثقة منهجية علمية، القول: بأن المقاومة في غزة قد انتصرت، كما لا يمكن الزعم بأن إسرائيل قد انهزمت. قياس مدى الانتصار والهزيمة يكمن موضوعيا في الحصيلة النهائية للنزال كما تقدر سياسيا من خلال تحقيق أهداف قرار الحرب (إسرائيل) وقرار التصدي لها (المقاومة).
لا شك أن قبول الطرفين بوقف إطلاق النار، يعكس حالة من الإعياء لا تستقيم تكلفته مع خيار الاستمرار في القتال. من هنا تأتي خطورة قرار مثل قرار الاتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت. يكفي إسرائيل، على سبيل المثال، أن تسعى لمد وقف إطلاق النار لآجال قصيرة أو طويلة، حتى دون الاتفاق على ذلك، تكرس معه تهدئة تفرضها كأمر واقع. فإذا نتج عن مثل هذه التهدئة استمرار الحصار، وتلكؤ في إعادة الإعمار أو تباطؤ في رفع معاناة الفلسطينيين جراء العدوان، مما يقود مع الوقت لفقد المقاومة لحاضنتها الاجتماعية، فإن إسرائيل ومن تواطأ معها بعدوانها على غزة، يحق لهم عندئذ أن يعلنوا انتصارهم في هذا العدوان.
وعلى الطرف الآخر: إذا ما احتفظت المقاومة بخيار مواصلة القتال وأصرت على رفع الحصار.. وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية.. ومد حرية الصيد لتغطي المياه الإقليمية للقطاع.. ووضع العالم أمام مسؤوليته التاريخية والسياسية والأخلاقية تجاه ما خلفه العدوان الإسرائيلي لغزة من دمار ومآس... مع عدم السماح هذه المرة، بإفلات مجرمي الحرب الإسرائيليين تجاه ما اقترفوه ضد غزة وأهلها، فإننا يمكن أن نقول: إن المقاومة انتصرت في مواجهتها لأعتى عدوان تعرضت له جماعة إنسانية في تاريخ الحروب قديما وحديثا.
لكن من قام بالعدوان ومن تواطأ معه دوليا لن يقبل بأن يخسر رهانه على العدوان بسهولة بعد أن استثمروا فيه الكثير عسكريا وسياسيا وأخلاقيا. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن جانب المعتدي هذا يتمتع بوفرة في التأييد السياسي تخدمه آلة إعلامية لا تقل فتكا عن ما يمتلكه من أسلحة دمار شامل مهلكة، مع ارتباطه بمصالح دولية ممتدة، وسيطرة مؤيديه على مؤسسات سياسية ومالية واستراتيجية وإعلامية عابرة للقارات، يتبين مدى التحدي الذي تواجهه المقاومة في المرحلة القادمة، خاصة عندما تبرد مع الوقت، حمية ما يبدو من اتفاق وطني فلسطيني قد تفسده خلافات قديمة.
لكن هل معاودة الحرب بعد وقفها، ولو مؤقتا، تتساوى مع ساعات بدئها الأولى أول مرة. المقاومة في غزة تواجه وضعا صعبا للغاية لبدء القتال من جديد. لقد زعمت إسرائيل بأنها دمرت شبكة الأنفاق التي حفرتها المقاومة على امتداد الجبهة مع العدو! كما أن مخزون المقاومة من الصواريخ لم يعد بنفس الكمية التي بدأت فيها عملية العصف المأكول... هذا بالإضافة إلى أن المعابر جميعها مغلقة، ليس فقط أمام الإمدات العسكرية والمؤن، بل حتى أمام نقل المصابين وإجلاء من تقطعت بهم السبل في غزة. الوضع جد خطير أمام المقاومة إذا ما استؤنف القتال، وإذا ما طالت فترة وقف إطلاق النار وتواصلت عملية التراشق عن بعد بين الجانبين بأسلحة غير متكافئة.
مع كل هذه التحديات أمام قرار المقاومة لمعاودة القتال، فإن المقاومة في غزة عودتنا على الأداء القتالي والسياسي أو الإعلامي المبهر، بإدارتها للصراع مع عدوها، وعدو العرب جمعيا... أكيد في جعبة المقاومة من المفاجآت والمعجزات والإبداعات لم تسفر بعد عن خباياها وأسرارها، كما أن الغضب الشعبي إقليميا ودوليا ضد جرائم إسرائيل في غزة من شأنه أن يتنامى في الفترة القادمة، بما لن يسمح باستغلال إسرائيل ومن يدعمونها لمعاناة أهل غزة من جراء العدوان. لكن في التحليل الأخير ومن أجل إحداث اختراق سياسي في أهدف المقاومة عليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية في الطرق على الحديد وهو لا يزال ساخنا، تماما كما تعاملت مع العدوان خلال الجولة الأخيرة من النزال مع العدو.
لن يكتمل انتصار المقاومة إلا بهزيمة إسرائيل عن طريق دحر أهدافها، من وراء العدوان على غزة.. وتحقيق المقاومة في غزة لأهدافها من وراء قرار التصدي لذلك العدوان. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم (صدق الله العظيم).
استراتيجيا، عند بدء وقف إطلاق النار المؤقت، لم تحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية والسياسية من وراء عدوانها الأخير على قطاع غزة، وأهم تلك الأهداف القضاء على المقاومة في غزة.. أو حتى هز ثقة أهل غزة بالمقاومة وزعامتها السياسية وقيادتها الميدانية... دعك من الزعم بإعادة احتلال القطاع. بل إن المقاومة قد حققت واحدا من أهم أهدافها من مواجهة العدوان غير المتكافئ وباهظ الثمن، بأن لا يبقى على تراب غزة الطاهر جندي إسرائيلي واحد يدنس ذلك التراب الطاهر.
لكن لا يمكن، بثقة منهجية علمية، القول: بأن المقاومة في غزة قد انتصرت، كما لا يمكن الزعم بأن إسرائيل قد انهزمت. قياس مدى الانتصار والهزيمة يكمن موضوعيا في الحصيلة النهائية للنزال كما تقدر سياسيا من خلال تحقيق أهداف قرار الحرب (إسرائيل) وقرار التصدي لها (المقاومة).
لا شك أن قبول الطرفين بوقف إطلاق النار، يعكس حالة من الإعياء لا تستقيم تكلفته مع خيار الاستمرار في القتال. من هنا تأتي خطورة قرار مثل قرار الاتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت. يكفي إسرائيل، على سبيل المثال، أن تسعى لمد وقف إطلاق النار لآجال قصيرة أو طويلة، حتى دون الاتفاق على ذلك، تكرس معه تهدئة تفرضها كأمر واقع. فإذا نتج عن مثل هذه التهدئة استمرار الحصار، وتلكؤ في إعادة الإعمار أو تباطؤ في رفع معاناة الفلسطينيين جراء العدوان، مما يقود مع الوقت لفقد المقاومة لحاضنتها الاجتماعية، فإن إسرائيل ومن تواطأ معها بعدوانها على غزة، يحق لهم عندئذ أن يعلنوا انتصارهم في هذا العدوان.
وعلى الطرف الآخر: إذا ما احتفظت المقاومة بخيار مواصلة القتال وأصرت على رفع الحصار.. وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية.. ومد حرية الصيد لتغطي المياه الإقليمية للقطاع.. ووضع العالم أمام مسؤوليته التاريخية والسياسية والأخلاقية تجاه ما خلفه العدوان الإسرائيلي لغزة من دمار ومآس... مع عدم السماح هذه المرة، بإفلات مجرمي الحرب الإسرائيليين تجاه ما اقترفوه ضد غزة وأهلها، فإننا يمكن أن نقول: إن المقاومة انتصرت في مواجهتها لأعتى عدوان تعرضت له جماعة إنسانية في تاريخ الحروب قديما وحديثا.
لكن من قام بالعدوان ومن تواطأ معه دوليا لن يقبل بأن يخسر رهانه على العدوان بسهولة بعد أن استثمروا فيه الكثير عسكريا وسياسيا وأخلاقيا. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن جانب المعتدي هذا يتمتع بوفرة في التأييد السياسي تخدمه آلة إعلامية لا تقل فتكا عن ما يمتلكه من أسلحة دمار شامل مهلكة، مع ارتباطه بمصالح دولية ممتدة، وسيطرة مؤيديه على مؤسسات سياسية ومالية واستراتيجية وإعلامية عابرة للقارات، يتبين مدى التحدي الذي تواجهه المقاومة في المرحلة القادمة، خاصة عندما تبرد مع الوقت، حمية ما يبدو من اتفاق وطني فلسطيني قد تفسده خلافات قديمة.
لكن هل معاودة الحرب بعد وقفها، ولو مؤقتا، تتساوى مع ساعات بدئها الأولى أول مرة. المقاومة في غزة تواجه وضعا صعبا للغاية لبدء القتال من جديد. لقد زعمت إسرائيل بأنها دمرت شبكة الأنفاق التي حفرتها المقاومة على امتداد الجبهة مع العدو! كما أن مخزون المقاومة من الصواريخ لم يعد بنفس الكمية التي بدأت فيها عملية العصف المأكول... هذا بالإضافة إلى أن المعابر جميعها مغلقة، ليس فقط أمام الإمدات العسكرية والمؤن، بل حتى أمام نقل المصابين وإجلاء من تقطعت بهم السبل في غزة. الوضع جد خطير أمام المقاومة إذا ما استؤنف القتال، وإذا ما طالت فترة وقف إطلاق النار وتواصلت عملية التراشق عن بعد بين الجانبين بأسلحة غير متكافئة.
مع كل هذه التحديات أمام قرار المقاومة لمعاودة القتال، فإن المقاومة في غزة عودتنا على الأداء القتالي والسياسي أو الإعلامي المبهر، بإدارتها للصراع مع عدوها، وعدو العرب جمعيا... أكيد في جعبة المقاومة من المفاجآت والمعجزات والإبداعات لم تسفر بعد عن خباياها وأسرارها، كما أن الغضب الشعبي إقليميا ودوليا ضد جرائم إسرائيل في غزة من شأنه أن يتنامى في الفترة القادمة، بما لن يسمح باستغلال إسرائيل ومن يدعمونها لمعاناة أهل غزة من جراء العدوان. لكن في التحليل الأخير ومن أجل إحداث اختراق سياسي في أهدف المقاومة عليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية في الطرق على الحديد وهو لا يزال ساخنا، تماما كما تعاملت مع العدوان خلال الجولة الأخيرة من النزال مع العدو.
لن يكتمل انتصار المقاومة إلا بهزيمة إسرائيل عن طريق دحر أهدافها، من وراء العدوان على غزة.. وتحقيق المقاومة في غزة لأهدافها من وراء قرار التصدي لذلك العدوان. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم (صدق الله العظيم).