-A +A
عبدالعزيز الربيعي (الطائف)
مرض التوحد أو «المرض المجهول» كما يطلق عليه الأطباء يهدد آلاف الأطفال وسط غياب تام للمراكز المتخصصة وللمتخصصين في هذا المرض، ويعجز الآباء والأمهات في العثور على طبيب مختص يتعاطى مع مرض أطفالهم، ويشكل غياب المراكز الحكومية المتخصصة معضلة كبيرة في الوقت الذي بدا فيه المرض في الانتشار بين الأطفال مع عدم معرفة الكثير من الأطباء في المستشفيات الحكومية بتفاصيل المرض وتشخيصه، الأمر الذي يدفع الكثير من أولياء الأمور للمطالبة بإيجاد مراكز حكومية ونشر أعراض وطرق العلاج لهذا المرض للمجتمع لتثقيفهم.
المتحدثون قالوا إن مراكز التأهيل الشامل في مناطق المملكة لا يتوفر بها التخصص، وإن توفر فيكون مع مجموعة من الأطفال المصابين بإعاقات عقلية أو حالات لا تناسب وجود أطفال التوحد بجانبهم، ما حدا بالكثير من الأسر بتحويل علاج أبنائهم للخارج على حسابهم الخاص في معاهد بمصر والأردن.

الطفل مقرن ومعه يوسف يعانيان من التوحد واضطر أحدهم للتواصل مع مركز متقدم في أوكرانيا للبحث عن علاج بواسطة طريق الخلايا الجذعية، وبلغت التكلفة نحو 300 ألف. ويقول محمد الثبيتي: إن غياب مراكز التوحد المتخصصة تسبب في معاناة الأهالي والأطفال على حد سواء، فالكثير من المحافظات والمناطق يتم دمج الأطفال المعاقين مع المرضى العقليين والتوحد، وهذا لا يخدم الجميع، بل يؤدي إلى انتكاس للحالات المتحسنة، وأشار الثبيتي إلى أنه اضطر لنقل ابنه وإلحاقه بمركز متخصص بالتوحد في خارج المملكة.
عوض سليم ينتقد ما أسماه عدم الاهتمام بهؤلاء المرضى وأسرهم، حيث ضاعوا بين الشؤون الاجتماعية والتعليم، وأصبح الأطفال وأسرهم ضحية للمراكز الخاصة التي تدعي علاج التوحد وتدريب الأطفال وهي بعيدة عن ذلك.
وتعلق الأخصائية دلال كمال، وتقول: إن هناك دراسة سعودية، كشفت أن نسبة الثلث تقريبا في مجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد تربطهم صلة قرابة.