طالب أستاذنا الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، مخترع الفياجرا بتصنيع عقار مماثل لتنشيط الرجولة العربية، سأكون أكثر تواضعا وأطالب بعقار ينشط الذاكرة بدلا من الذكورة، فما يمر به العالم العربي والإسلامي من مآس ونكبات وصلت حد تفكيك دول قائمة وإغراقها في صراعات سياسية تلبست مسوح الدين والتمذهب والاثنية، يستدعي ذاكرة قوية قادرة على ربط المقدمات الأولية بنهاياتها المتوقعة وتداعياتها المأساوية.
ليس هذا حديثا عن نظرية المؤامرة، فقد تجاوز الزمن هذا المصطلح، ما نشهده حاليا تخطيط مع سبق الإصرار والترصد، ولا هو حديث للبحث عن مشاجب لتعليق إخفاقاتنا، فالتقصير يتلبس جميع تفاعلاتنا، أو بالأحق ردود أفعالنا على الأحداث بعد أن فقدنا قدرة الفعل ابتداء. تعقيدات ودرجة عنف وبشاعة ما يحدث حول خارطة العرب إلى مسرح سوريالي يصعب حتى على مبتدعي الخيال العلمي رسم ملامحه. قفازات أوباما الحريرية وورق السوليفان الذي يغلف به سياسته لم يخدع كثيرين، تحتها مازالت أظافر بوش الابن ومخالب ديك تشيني وأنياب رامسفيلد تعمل بكل جدية وإخلاص تحقيقا لرغبات أمريكا خلق كيانات مصطنعة وهامشية لتفتيت العالم العربي، ولعل داعش أوضح صورها، فتمويل أمريكا لها ودعمها لم يعد سرا بعد أن كشفه رجل المخابرات الأمريكي المنشق سنودان في ويكليكسه.
منذ أكثر من ثلث قرن ومع بداية تشكيل قوة التدخل السريع على عهد الرئيس الأسبق كارتر، صارت سياسة أمريكا وحلفائها معلنة، وما كان خفيا يدبر بليل أصبح يعلن ويتداوله الإعلام، بل حتى الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية صارت تناقش مسألة «الهيمنة» الأمريكية على مقدرات الشعوب ومصالحها في حلقات دراسية، ثم تطور الأمر مع إعلان الرغبة في إعادة تشكيل شرقنا على المقاس الصهيو أمريكي، ولعلكم تذكرون الفوضى الخلاقة لمز كوندي فهي أفضل مثال للرغبة الأمريكية في احتواء تداعيات الربيع العربي بعد أن رصدت مراكز استخباراتها إرهاصاته. تذكرون قديما مقولة زعيمة العالم الحر ونصيرة حقوق الإنسان، وبلد الديموقراطية والقانون، مقولات دعائية فجة، صحيح أنها خدعت كثيرين ومازالت تخدع قليلين، غير أن عوارها بدأ يتبدى من تحت نقاب الإعلام الذي فقد مصداقيته، فتبدت كل هذه أدوات سياسية تستخدم وقت الحاجة لمآرب أخرى. سيحتج كثيرون بالقول إنها تحمي مصالحها وأن سياسييها مخلصون لمن انتخبهم، هذا صحيح لكنه لا يستقيم مع الادعاء بنصرة حقوق الإنسان والتمسح بالديموقراطية، هي دول استعمارية في ثوب جديد لم يعد الاقتصاد ولا السياسة وحدهما أدواته.
سيقول آخرون بل هي دول ديموقراطية داخل حدودها ولمواطنيها، حسنا كيف قمعت مظاهرات مناصري غزة ومنعت الرأي الآخر، ماذا فعلت للفتاة الأمريكية راشيل التي دفنتها حية جرافة إسرائيلية، ماذا فعلت لمقتل أكثر من 60 من جنودها قتلوا على متن الفرقاطة «ليبرتي» في حرب 1967م. قوة اللوبي اليهودي لا تفسر كل شيء، هي رغبة مشتركة للسيطرة تتطلب رضوخ الجميع.
ليس هذا حديثا عن نظرية المؤامرة، فقد تجاوز الزمن هذا المصطلح، ما نشهده حاليا تخطيط مع سبق الإصرار والترصد، ولا هو حديث للبحث عن مشاجب لتعليق إخفاقاتنا، فالتقصير يتلبس جميع تفاعلاتنا، أو بالأحق ردود أفعالنا على الأحداث بعد أن فقدنا قدرة الفعل ابتداء. تعقيدات ودرجة عنف وبشاعة ما يحدث حول خارطة العرب إلى مسرح سوريالي يصعب حتى على مبتدعي الخيال العلمي رسم ملامحه. قفازات أوباما الحريرية وورق السوليفان الذي يغلف به سياسته لم يخدع كثيرين، تحتها مازالت أظافر بوش الابن ومخالب ديك تشيني وأنياب رامسفيلد تعمل بكل جدية وإخلاص تحقيقا لرغبات أمريكا خلق كيانات مصطنعة وهامشية لتفتيت العالم العربي، ولعل داعش أوضح صورها، فتمويل أمريكا لها ودعمها لم يعد سرا بعد أن كشفه رجل المخابرات الأمريكي المنشق سنودان في ويكليكسه.
منذ أكثر من ثلث قرن ومع بداية تشكيل قوة التدخل السريع على عهد الرئيس الأسبق كارتر، صارت سياسة أمريكا وحلفائها معلنة، وما كان خفيا يدبر بليل أصبح يعلن ويتداوله الإعلام، بل حتى الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية صارت تناقش مسألة «الهيمنة» الأمريكية على مقدرات الشعوب ومصالحها في حلقات دراسية، ثم تطور الأمر مع إعلان الرغبة في إعادة تشكيل شرقنا على المقاس الصهيو أمريكي، ولعلكم تذكرون الفوضى الخلاقة لمز كوندي فهي أفضل مثال للرغبة الأمريكية في احتواء تداعيات الربيع العربي بعد أن رصدت مراكز استخباراتها إرهاصاته. تذكرون قديما مقولة زعيمة العالم الحر ونصيرة حقوق الإنسان، وبلد الديموقراطية والقانون، مقولات دعائية فجة، صحيح أنها خدعت كثيرين ومازالت تخدع قليلين، غير أن عوارها بدأ يتبدى من تحت نقاب الإعلام الذي فقد مصداقيته، فتبدت كل هذه أدوات سياسية تستخدم وقت الحاجة لمآرب أخرى. سيحتج كثيرون بالقول إنها تحمي مصالحها وأن سياسييها مخلصون لمن انتخبهم، هذا صحيح لكنه لا يستقيم مع الادعاء بنصرة حقوق الإنسان والتمسح بالديموقراطية، هي دول استعمارية في ثوب جديد لم يعد الاقتصاد ولا السياسة وحدهما أدواته.
سيقول آخرون بل هي دول ديموقراطية داخل حدودها ولمواطنيها، حسنا كيف قمعت مظاهرات مناصري غزة ومنعت الرأي الآخر، ماذا فعلت للفتاة الأمريكية راشيل التي دفنتها حية جرافة إسرائيلية، ماذا فعلت لمقتل أكثر من 60 من جنودها قتلوا على متن الفرقاطة «ليبرتي» في حرب 1967م. قوة اللوبي اليهودي لا تفسر كل شيء، هي رغبة مشتركة للسيطرة تتطلب رضوخ الجميع.