-A +A
فهيم الحامد (جدة) فرح سمير (القدس المحتلة)
الحراك الاوروبي وتداخل وتفاعل الضفة الشمالية من البحر الابيض المتوسط مع الضفة الجنوبية يشهد نوبة استيقاظ وتوهج في هذه المرحلة..فبعد ساعات قليلة من اختتام قمة التضامن في الرياض وصلت الى المنطقة مستشارة المانيا ورئيسة الاتحاد الاوروبي انجيلا ميركل وبعد ان بحثت قضية السلام في الاردن مع الملك عبدالله الثاني أمس الاول اعربت عن تفاؤلها لدى وصولها مطار بن جوريون في اسرائيل امس وقالت ان السلام قادم الى المنطقة ودعت الى اعتماد المبادرة العربية وخارطة الطريق كأساس للحل في المنطقة. هذا التفاعل الاوروبي الذي ينشده ابناء الشرق الاوسط احيانا ويتمنونه احيانا اخرى بحكم القرب الجغرافي بين ضفتي المتوسط وبحكم العلاقات التاريخية بين العرب والفرنجة في القارة العجوز لا يأتي وفقا لما يتمناه ويطلبه العرب لاعتبارات عدة منها العقدة التاريخية بين اوروبا واليهود بالاضافة الى اللوبي الصهيوني والضغوط الامريكية وتداعيات مايسمى بحرب الارهاب التي اعقبت احداث 11 سبتمبر 2001.
ومع ذلك قدم العرب اكثر من خيار من شأنه دفع اوروبا للتفاعل مع قضية الشرق الاوسط المركزية وهي القضية الفلسطينية ولعل اهم هذه الخيارات هو خيار المبادرة العربية للسلام وخصوصا بعد اعادة طرحها بشكل عربي جماعي في قمة الرياض مؤخرا.

وفي ظل هذا الخضم الواسع من الحراك اكد خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسات الاوروبية ان دعم الاتحاد الاوروبي للمبادرة العربية يأتي في اطار الرغبة الاوروبية العارمة لاحلال السلام في الشرق الاوسط مؤكدا في هذا الصدد ان المبادرة العربية تحمل مقترحات شاملة وتمثل الاطار المقبول اوروبيا وعالميا لانهاء التوتر الذي استمر في المنطقة لاكثر من 60 عاما.
واشار سولانا في تصريح لـ”عكاظ” الى ان اجتماعات الاتحاد الاوروبي التي عقدت مؤخرا اقرت مسألة بحث اعادة تحويل المساعدات الاوروبية الى الحكومة الفلسطينية في اطار دعم السلام الذي تنادي به المبادرة العربية.
ومع ذلك يظل الموقف الفلسطيني ينتظر الموافقة الصريحة من حكومة الوحدة الوطنية من جانب اوروبا وفي هذا الصدد قال مصطفى البرغوثي وزير الاعلام الفلسطيني ان الاتحاد الاوروبي لم يحسم امره بعد من التعامل مع الحكومة الفلسطينية التي نالت الاجماع الفلسطيني والتأييد العربي والدولي ايضا واضافت يجب على الاتحاد الاوروبي ان يتعامل مع القضية الفلسطينية باتزان واعتدال ودون مجاملة لاي قوى اخرى اقليمية او دولية.
ومع ذلك مايزال الباب مواربا بين اوروبا وفلسطين حيث يصل اليوم الى باريس وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني زياد ابو عمرو تلبية لدعوة تلقاها من وزير الخارجية الفرنسي ..وتمثل زيارة ابو عمرو لباريس اهمية كبرى حيث هي الاولى من نوعها لوزير من الحكومة الفلسطينية الجديدة وقال ابو عمرو قبيل سفره الى باريس انه سيعمل على شرح موقف الحكومة الفلسطينية وسياساتها ومواقفها من كل الاتفاقيات كما قال في طلب من جميع الحكومات الاوروبية الى انتهاج سياسة جديدة مع حكومته.
وعلى صعيد ذي صلة يقوم وزير المالية الفلسطيني سلام فياض بزيارة الى بروكسل في الحادي عشر من شهر ابريل الجاري ليبحث مع القادة الاوروبيين كيفية تأمين المساعدات للفلسطينيين من اجل تأمين الاحتياجات الضرورية بالاضافة الى رواتب الموظفين والمتقاعدين.
وفي ظل هذه التطورات ينتظر الفلسطينيون ان تلعب اوروبا الدور المطلوب منها في المنطقة.. فهل يحدث ذلك بالفعل.