-A +A
حسين الشريف
كثير من الأمور في إعلامنا الرياضي لا تقاس وفق معاييرها المهنية وإنما يحكمها الهوى والميول وأحيانا المزاجية الطاغية الخالية من أدنى معدلات الوعي والتثقيف مما يؤثر على مبادئ التقييم واعوجاج أسلوب الانتقاد وهذا يؤدي إلى ضياع العمل الجيد بينهما.
ثمة من الإعلاميين من يرى الأبيض رمادي والأزرق كحلي، بل ربما هناك من يرى الأسود أصفر يسر الناظرين، فتقنين الأمور وتحليلها في غاية الصعوبة وربما تكون أصعب من استحداثها، وعادة ما تكون ظالمة للعمل ولا تعطي المؤشرات الحقيقية لما يجب أن يكون مما ينعكس سلبا على مستقبل الكرة السعودية، فكم سمعنا من رجل أعمال ابتعد بسبب الإعلام وكم لمسنا غياب الشركات الداعمة لعدم وجود قانون يحميها، وكم وكم من أشياء كثيرة خسرتها الرياضة بسبب تجاوزات وإسقاطات إعلامية ووزارة الإعلام تشهد على ذلك...

هذا واقع مجتمعنا الإعلامي بكل أسف، والسبب ضعف التخصص المهني والتحصيل العلمي لمن يحملون الأقلام ويديرون الأقسام، ويقفون خلف الشاشات والمايكات، متفشخرين على أنفسهم.. لا نملك إلا التعجب أمام إعلام آخر زمن.
أدرك تماما بأن هذا الوصف قد يغضب البعض إلا أنه حقيقة واقعنا المرير، وهذا لا يحجب وجود المبدعين بينهم، فهناك قلة من الإعلاميين الذين يؤدون الأمانة المهنية بكل اقتدار، وتعرفهم بمواقفهم وآرائهم ويصعب تكميم أقلامهم، ولكنهم قلة، أما السواد الأعظم فهم من حضروا من الباب الخلفي متسلقين كيانات ومؤسسات إعلامية متكين على ثقافة ورقية ضحلة سهل اختراقها وسهل احتوائها، لا يفرقون بين كوع العمل الإعلامي وبوعه..
فإذا كنا ننشد الارتقاء المهني والعملي وكسب احترام الآخرين لا بد أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومع من منحونا أوقاتهم الثمينة لمتابعتنا وقراءة آرائنا، لذا فضلت أن يكون طرحي اليوم شفافا وواقعيا، فمتى ما غاب العلم والوعي في ابداء الرأي ونقل الخبر وتحليل الأحداث، فمن الطبيعي أن تكون مخرجاته مظللة وأن يتحول ذلك القلم إلى عامل هدم ومحور رئيسي في إثارة البلبلة، وبالتالي لا نستنكر وجود فجوات بين أهدافنا كإعلام يدعي المثالية والرقي وبين ما نمارسه نحن في واقعنا، فهناك فجوة فكر وفجوة مبدأ وفجوة مصداقية والأهم هناك فجوة بين الإعلامي وضميره الغائب عن المهنية..
فليتنا كما سمحنا لأنفسنا بأن نقيم أعمال الآخرين ونجلد أداءهم بحجة أننا السلطة الرابعة وأن يحق لنا ما لا يحق لغيرنا وأن نسمح للآخرين أن يقيموا أعمالنا وينقدوا أداءنا ويجلدوا آراءنا، حتى نعرف إلى أي وجهة نحن سائرون.
في تصوري لو فتح المجال لشركات إعلامية متخصصة لتطبيق بحوثها العلمية على الوسط الإعلامي الرياضي بمختلف شرائحه ومارست حقها في تقيم الأداء وقياس القدرات وجس نبض الحس الصحفي لكل من ينتمي لهذه المهنة، وأسهمت في البحث عن توفر معايير العمل الإعلامي ومتطلباته من خلال أخذ عينة عشوائية لمن يمارسون المهنة ويتشدقون بها لخرجت بـ «فضائح» جعلتهم يولوا مدبرين.
وقفة..
تصوروا أن هناك من يرى أن الهلال صغير والأهلي للتقبيل والاتحاد نادي الصعاليك والنصر بلا تاريخ.. عجبي من إعلام آخر زمن.