-A +A
فؤاد مصطفى عزب
ماذا تفعل الزوجة إذا فوجئت بزوجها ذات يوم يخبرها بأنه سيجري جراحة تجميل لوجهه؟ ردة الفعل الأولى لدى الزوجة كما شاهدته على شاشة التلفزيون على إحدى القنوات البريطانية هو الاستنكار والتساؤل هل جننت؟ طبعا سوف يندهش معشر القراء عندما يعلمون أن الزوج والذي قام فعلا بتغيير وجهه خلال عملية جراحة تجميلة واسمه «كرستوفر الوني» خمسون عاما.. شاهدنا صورته قبل العملية وهو رجل أعمال يمتلك شركة لتوزيع الكاميرات ومعدات التصوير وأنه اتخذ هذا القرار لشعوره بأن عملية التجميل سوف توسع فرص نجاحه في العمل وسوف تغير حياته إلى الأفضل «يعني الموضوع جراحة لتجميل حياته» لم يكن قرار الزوج موضوعا للنقاش ولم يقترح الأمر على زوجته «سوزان» 52 عاما التي تعمل كسكرتيرة لأحد مديري الشركات العقارية في لندن ولكنه فقط أخبرها باتفاقه مع الجراح المختص.. وفي الوقت الذي يستخدم معظم الرجال في سن الخمسين المال الذي يتوفر لهم في تحسين وصيانة البيت أو شراء سيارة جديدة أو حتى تمضية إجازة جميلة في أي مكان في العالم.. اتجه «كرستوفر» إلى فكرة تجميل وجهه لأنه يرى أن المنافسة الآن على أشدها في عالم «البزنس» ورجل الأعمال الذي يتمتع بوجه شاب يتفوق على منافسيه ولهذا كان يستشعر الخطر المحدق به.. والغريب في الأمر أن «كرستوفر» ليس وحده من ينتابه مثل هذا الشعور فهناك أعداد متزايدة من الرجال في أمريكا وأوربا الآن يجرون جراحات تجميلة مختلفة ويثبتون بذلك أن عمليات التجميل لم تعد وقفا على النساء فقط فبعض الإحصائيات تشير إلى أن حوالي 35% من عمليات وجراحات التجميل في بريطانيا تجرى لآلاف الرجال، هذه الجراحات لا يلجأ إليها الرجال من المشاهير فقط بل يجريها رجال عاديون والهدف الرئيسي وراء اتجاه الرجال هناك نحو هذه العمليات التي كان الشائع عنها أنها جراحات للنساء فقط ليس لاجتذاب الجنس الآخر ولكن محاولة تحقيق النجاح في مجالات العمل واستعادة الثقة في الذات في عالم يتزايد اهتمامه بالشكل والمظهر العام.. وعلى الرغم من تأكيد زملائي جراحي التجميل السعوديين لي «أن فكرة لجوء الرجال إلى عيادات التجميل بالمملكة العربية السعودية أصبحت فكرة مقبولة أكثر هذه الأيام في مجتمعنا السعودي» تصر «سوزان» زوجة «كرستوفر» على رأيها وهو أن زوجها أصابه شيء في عقله وتقول «لقد قلت إنه مجنون ولكننا لم نتخانق بسبب ذلك لأني أعرف أنه عندما يضع شيئا في رأسه فإنه يصمم على تنفيذه ولكنني في أعماق قلبي لا أوافق أبدا على مافعله بنفسه» وعلى شاشة التلفزيون شاهدت مع المشاهدين جانبا من العملية الجراحية الدقيقة التي اشتملت على فتح الوجه من الصدغ وحتى الرقبة من الجهتين وشد الوجه لأقصى حد ممكن وإزالة خطوط التجاعيد غير المرغوب فيها وإزالة الزوائد ثم إعادة توزيع العضلات وخياطتها في أماكنها الجديدة وظهر البعض على الشاشة كل يدلو بدلوه فيما شاهد ورأى.. قالت سيدة يبدو أن الرجال يصبحون غريبي الأطوار في منتصف العمر أو بعد ذلك بقليل وهم يحاولون استعاة شبابهم بمختلف الطرق وأخشى أن تكون مئات الجنيهات التي أنفقها المجنون عينة دالة على هذه الأعراض الغريبة!! وقال رجل لقد نشأت في أسرة كادحة في شمال لندن لذا فإن آخر ما يمكنني أن أفكر فيه أن أنفق نقودا جنيتها بعرق جبيني على هذا العبث!! أما زوجة «كرستوفر» فلازالت تعتقد أن زوجها أصيب بسكتة دماغية وأن مصحة الأمراض العقلية يجب أن تستضيفه بضعة أيام لعل العقل يفيق!! وكان السؤال الذي طرحه المذيع معلقا هو.. هل جراحات التجميل خاصة بالنساء فقط!! والإجابة لازالت متروكة لكل قارئ وقارئة.