عند ذكر هذه الكلمة تخطر على بالنا صفات تنطبق على البشر، وسأركز في هذا المقال على بعض القبضايات في عالم آخر. خطر على بالي سمك «البلطي» الذي يتحلى بصفات عجيبة، ومنها قدرته بمشيئة الله على التفاعل مع البيئة الصعبة. أنعم الله عز وجل على هذا الكائن بالقدرة على تحمل التلوث، فهو يستطيع العيش في وسط الماء الذي لا تتحمله العديد من الأسماك الأخرى، من العوالق العضوية، إلى المعادن الثقيلة، والأتربة، كلها تعتبر «لعب عيال» بالنسبة للبلطي. تجده يسبح ويبحث عن رزقه وكأنه يهمس كلمة «عادي يا جماعة». وسأضرب أحد الأمثلة العجيبة من الهند حيث تم تربية هذا النوع من السمك بنجاح في بحيرة الصرف الصحي الأكبر حجما في العاصمة الهندية. فضلا توقف لحظة هنا وتخيل هذه البيئة المخيفة. مصدر هذه المياه هي مياه الصرف من ملايين المساكن يوميا. ويتم صيده على مدار الساعة، ويستخدم عدة استخدامات شاملة صناعة الأسمدة العضوية. طبعا لو حصلت على دعوة لتناول وجبة سمك بلطي في الهند، فتأكد من المصدر قبل قبول الدعوة، فقد تكون تجربة أكثر إثارة مما تتخيل. الشاهد أن خصائص التحمل في البلطي جعلته من الأسماك الواسعة الانتشار في العالم في المزارع السمكية. أضف إلى ذلك أنه يمكن زراعته بإنتاجية عالية لأن كل كيلو جرام من هذا السمك يمكن إنتاجه بمقدار قليل نسبيا من الغذاء. ولا تستغرب أن تجد هذا المخلوق «القبضاي» على قوائم طعام أفضل المطاعم العالمية، فهو من الأسماك اللاحمة الغنية التي تقبل التشكيل والتتبيل بمختلف الطرق.
وأما المثال العجيب الثاني فهو من عالم النبات، حيث نجد أن نبات «البردى» يحتوي على العديد من الأسرار. ينتمي هذا النبات إلى فئة «القبضايات» لأنه يتحمل الأذية البيئية. يتعامل مع التلوث البيئي بمشيئة الله بآلية جميلة جدا لأنه ينظفها. ومن أروع الأمثلة على ذلك تقع على ضفاف نهر النيل، حيث تجد أن المستنقعات التي يتجمع فيها هذا النبات تتميز بنظافة المياه والهواء. ولكن روائع هذا النبات العجيب تفوق ذلك التنظيف البيئي، فتركيبة ورق البردى قوية جدا وتتميز بأنسجة شديدة ومرتبة بمشية الله بطريقة تمنحها صفات جميلة جعلتها تفوز بالريادة التاريخية في صناعة الورق. كان ذلك الورق هو أحد أهم المكونات الحضارية للفراعنة، وكتب عليه تاريخهم ودلائل ثقافتهم. وهناك المزيد، فالخصائص الهندسية الإنشائية الرائعة لقوة أوراق البردى جعلته من أهم مقومات القوارب التي ربطت الحضارة الفرعونية من شمال مصر إلى جنوبها عبر نهر النيل. واستخدمت تلك الأنسجة أيضا في صناعة الحبال الشديدة جدا التي سمحت ببناء المنشآت العملاقة. تخيل قوة هذا النبات الطبيعي الذي يمنح مقاومة جبارة للتلوث، بل وتنظيف البيئة، وبناء القوارب الضخمة، وصناعة الحبال المتينة. وتأمل في تأثيره على الحضارة العالمية بأكملها.
وأخيرا ففي عالم الكيمياء نجد أن بعض العناصر تعتبر قبضايات لأنها ترغم العناصر الأخرى بالاتحاد معها رغما عن أنفها وأخص بالذكر هنا عنصر «الفلورين» الذي يتميز بعنفوان في إشباع شهيته العجيبة في الحصول على إلكترونات من خلال الاتحاد مع العناصر الأخرى حتى تلك التي لا ترغب في ذلك. وتحديدا فتجد هذا «المتهور» يطبق مبدأ «خشوني ولا تنسوني» في أقوى أدواره وسبحان الله في خلقه الرائع. والغالب أنك بدأت نهارك باستخدامه ضمن مكونات معجون أسنانك.
أمنيــــــــــــة
أتمنى أن نتذكر ألطاف الله التي لا تعد ولا تحصى لأن القبضايات حولنا كثيرة، وهي متعددة القوة، والمهارات وقد تكون من مصادر تهديد سلامتنا، وصحتنا، وحياتنا بشكل عام. وطبعا سأترك موضوع قبضايات البشر، وأشباه البشر إلى مقالات قادمة إن شاء الله. اللهم يقينا شرورهم،
وهو من وراء القصد.
وأما المثال العجيب الثاني فهو من عالم النبات، حيث نجد أن نبات «البردى» يحتوي على العديد من الأسرار. ينتمي هذا النبات إلى فئة «القبضايات» لأنه يتحمل الأذية البيئية. يتعامل مع التلوث البيئي بمشيئة الله بآلية جميلة جدا لأنه ينظفها. ومن أروع الأمثلة على ذلك تقع على ضفاف نهر النيل، حيث تجد أن المستنقعات التي يتجمع فيها هذا النبات تتميز بنظافة المياه والهواء. ولكن روائع هذا النبات العجيب تفوق ذلك التنظيف البيئي، فتركيبة ورق البردى قوية جدا وتتميز بأنسجة شديدة ومرتبة بمشية الله بطريقة تمنحها صفات جميلة جعلتها تفوز بالريادة التاريخية في صناعة الورق. كان ذلك الورق هو أحد أهم المكونات الحضارية للفراعنة، وكتب عليه تاريخهم ودلائل ثقافتهم. وهناك المزيد، فالخصائص الهندسية الإنشائية الرائعة لقوة أوراق البردى جعلته من أهم مقومات القوارب التي ربطت الحضارة الفرعونية من شمال مصر إلى جنوبها عبر نهر النيل. واستخدمت تلك الأنسجة أيضا في صناعة الحبال الشديدة جدا التي سمحت ببناء المنشآت العملاقة. تخيل قوة هذا النبات الطبيعي الذي يمنح مقاومة جبارة للتلوث، بل وتنظيف البيئة، وبناء القوارب الضخمة، وصناعة الحبال المتينة. وتأمل في تأثيره على الحضارة العالمية بأكملها.
وأخيرا ففي عالم الكيمياء نجد أن بعض العناصر تعتبر قبضايات لأنها ترغم العناصر الأخرى بالاتحاد معها رغما عن أنفها وأخص بالذكر هنا عنصر «الفلورين» الذي يتميز بعنفوان في إشباع شهيته العجيبة في الحصول على إلكترونات من خلال الاتحاد مع العناصر الأخرى حتى تلك التي لا ترغب في ذلك. وتحديدا فتجد هذا «المتهور» يطبق مبدأ «خشوني ولا تنسوني» في أقوى أدواره وسبحان الله في خلقه الرائع. والغالب أنك بدأت نهارك باستخدامه ضمن مكونات معجون أسنانك.
أمنيــــــــــــة
أتمنى أن نتذكر ألطاف الله التي لا تعد ولا تحصى لأن القبضايات حولنا كثيرة، وهي متعددة القوة، والمهارات وقد تكون من مصادر تهديد سلامتنا، وصحتنا، وحياتنا بشكل عام. وطبعا سأترك موضوع قبضايات البشر، وأشباه البشر إلى مقالات قادمة إن شاء الله. اللهم يقينا شرورهم،
وهو من وراء القصد.