-A +A
عهود مكرم (بون)

أكد عدد من الخبراء الاوروبيين المتخصصين في الشرق الأوسط ان نتائج زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى فرنسا ستظهر ايجابيا ازاء ايجاد حلول لقضايا المنطقة وتعزيز الجهود لمكافحة الارهاب وجددت الشراكة الاستراتيجية مع اوروبا معتبرين أنه الزيارة جددت الثقة المتبادلة ما بين المملكة وفرنسا من جانب وبين المملكة والاتحاد الأوروبي من جانب آخر لا سيما لما للمملكة من دور فعال على الساحة الشرق الأوسطية وجهودها الرامية الى تحقيق السلام والاستقرار ووقف التيار الارهابي الذي لا يهدد المنطقة العربية فحسب وانما ينتقل بجرائمه ونتائجه الخطيرة الى مجتمعات أوروبا.

وأوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور ميخائيل لودرز ان نتائج زيارة ولي العهد الى فرنسا ستظهر قريبا مؤكدا ان المملكة لها ثقل سياسي كبير ومستعدة للتعاون مع الشركاء في أوروبا في جميع الميادين السياسية ومكافحة الارهاب وهو الأمر الذي رحبت به أوساط الأتحاد الأوروبي لا سيما في ظل الجهود لوقف الصراعات في الشرق الأوسط وغزة وليبيا وحل الأزمة السورية التي تشكل تحديا كبيرا للمنطقة فضلا عن افرازها لتيارات ارهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال لـ«عكاظ» ان الزيارة كان لها جانب يتعلق بتعزيز العلاقات السعودية الفرنسية وجاءت في توقيت هام وصعب تمر به المنطقة العربية مع تزايد خطورة وميليشيات تنظيم داعش التي تهدد ملايين المواطنين في العراق، مؤكدا ان نداء خادم الحرمين الشريفين لمحاربة الارهاب وعدم التراخي في هذا الأمر كان له صدى كبير في الاوساط الاوروبية.

الى ذلك، رأى الخبير في شؤون الخليج والشرق الأوسط الدكتور جيدو شتاينبرج أن زيارة الامير سلمان نقلت الرؤى السعودية لما يدور من أحداث في الشرق الأوسط لا سيما ملف الارهاب. وقال: إن الزيارة تكتسب أهميتها انطلاقا من نتائجها لأنها جاءت في الوقت الذي تسعى عواصم أوروبية لتشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب في نفس الوقت مع انعقاد قمة حلف الأطلسي، منوها بأن قمة الناتو لن تقتصر على التطورات في أوروبا وروسيا وأوكرانيا فحسب وانما سيكون الملف العربي حاضرا بجانب ملف مكافحة الأرهاب.

وقال شتاينبرج إنه على ثقة من أن الزيارة بما كان لها من أبعاد سياسية واقتصادية على المستوى الثنائي فانها نقلت خلفيات استراتيجية هامة على المستوى السعودي الأوروبي والعربي الأوروبي وهو أمر مهم جدا في هذه المرحلة الحاسمة بالنسبة لأوروبا والعالم العربي ومنطقة الخليج انطلاقا من دور المملكة الفاعل في مجلس التعاون الخليجي وفي دعم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وهو ما يشكل عمقا أمنيا واستراتيجيا لأوروبا.