شكت لي صديقتي من أن ابنها الصغير يتعرض لسخرية زملائه في المدرسة لعرج في مشيته، وسمعت من بعض الممرضات تذمرا من سخرية بعض زملائهن أو المرافقين للمرضى من أشكال أنوفهن أو عيونهن متى غضبوا منهن، وحتى في الجامعة التي تعد بيئة الرقي العلمي، لا يفتأ أن يطرق سمعي من حين لآخر تعريض بلون طالبة أو سخرية من بدانتها أو غير ذلك.
الاستهزاء بأشكال الناس، مع الأسف عادة شائعة في مجتمعاتنا العربية، وهي وإن كانت ليست عادة خاصة بالعرب دون غيرهم، إلا أنها تنتشر بينهم أكثر من غيرهم. وما يجعل هذه العادة الكريهة تنتشر بين الناس، أن غالبيتهم لا يرون فيها بأسا، فهم ينظرون إليها كمادة تجلب السرور والترويح عن النفس بإثارة الضحك، ليس إلا!! فتنتشر في برامج التلفزيون والرسوم الكاريكتيرية وبعض الكتابات مقاطع تتندر بألوان الناس وأوزانهم وأطوالهم وسنهم متى شاخوا وما شابه ذلك مما يتصل بشكل خلقتهم، ومن المعتاد السخرية من العجائز والأقزام وداكني البشرة والبدينين والهزيلين وأمثالهم، وجعلهم مادة للتندر بهدف إضحاك الآخرين.
إنه أمر مثير للعجب كيف أن القيم الأخلاقية الإسلامية لم تتمكن من اقتلاع عادة الاستهزاء تلك من طباع الناس. فقد جاء الإسلام ناهيا عن كل خلق سيئ ومنه السخرية بالناس في آيات محكمة لايضل عن فهمها كل من كان له عقل.{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} لكن الناس مع ذلك، ظلوا لا يتورعون عن السخرية من غيرهم في كتاباتهم وأحاديثهم ونكاتهم فضلا عن خلافاتهم، يجدون في ذلك أثرا نفسيا ممتعا ينسيهم ما نهوا عنه، لينغمسوا في النهل من اللذة المحرمة.
معالجة مثل هذه الثقافة الرديئة تحتاج إلى تدخل من الإعلام والمدارس، فهاتان المؤسستان هما القادرتان على التأثير على الناشئة وغرس القيم والمفاهيم الجيدة في سلوكهم، أما الأسرة فإنه لا يعول عليها كثيرا في مثل هذه الأمور، لأن كثيرا من الأسر هي نفسها مصدر البلاء، يمارس فيها الوالدان التندر بأشكال الغير في حضور الصغار، فينشأون على قبول ذلك مقتدين بهما.
وأذكر كيف أني قبل سنوات وقفت أنظر متأملة فيما كانت تقوم به معلمة أطفال أمريكية من جهد للحفاظ على مشاعر الأطفال (المختلفين)، وذلك من خلال رفع الوعي لدى الأطفال بما هي عليه الحياة، فحين عاد الصغير المصاب باللوكيميا إلى المدرسة كان قد فقد شعره إثر المعالجة الكيماوية، وهو ما يتوقع أن يعرضه لسخرية زملائه، فبدأت معلمة الفصل درسها بالترحيب بعودة زميلهم المريض، وشرح المرض والحاجة إلى علاجه بما يسبب سقوط الشعر، ولم يفت عليها أن ترفع من معنويات الصغير بإطراء صبره وتحمله وغير ذلك من عبارات إنسانية تمحو فكرة السخرية من أذهان الصغار لتزرع بدلا منها فهما أعمق للحياة.
الاستهزاء بأشكال الناس، مع الأسف عادة شائعة في مجتمعاتنا العربية، وهي وإن كانت ليست عادة خاصة بالعرب دون غيرهم، إلا أنها تنتشر بينهم أكثر من غيرهم. وما يجعل هذه العادة الكريهة تنتشر بين الناس، أن غالبيتهم لا يرون فيها بأسا، فهم ينظرون إليها كمادة تجلب السرور والترويح عن النفس بإثارة الضحك، ليس إلا!! فتنتشر في برامج التلفزيون والرسوم الكاريكتيرية وبعض الكتابات مقاطع تتندر بألوان الناس وأوزانهم وأطوالهم وسنهم متى شاخوا وما شابه ذلك مما يتصل بشكل خلقتهم، ومن المعتاد السخرية من العجائز والأقزام وداكني البشرة والبدينين والهزيلين وأمثالهم، وجعلهم مادة للتندر بهدف إضحاك الآخرين.
إنه أمر مثير للعجب كيف أن القيم الأخلاقية الإسلامية لم تتمكن من اقتلاع عادة الاستهزاء تلك من طباع الناس. فقد جاء الإسلام ناهيا عن كل خلق سيئ ومنه السخرية بالناس في آيات محكمة لايضل عن فهمها كل من كان له عقل.{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} لكن الناس مع ذلك، ظلوا لا يتورعون عن السخرية من غيرهم في كتاباتهم وأحاديثهم ونكاتهم فضلا عن خلافاتهم، يجدون في ذلك أثرا نفسيا ممتعا ينسيهم ما نهوا عنه، لينغمسوا في النهل من اللذة المحرمة.
معالجة مثل هذه الثقافة الرديئة تحتاج إلى تدخل من الإعلام والمدارس، فهاتان المؤسستان هما القادرتان على التأثير على الناشئة وغرس القيم والمفاهيم الجيدة في سلوكهم، أما الأسرة فإنه لا يعول عليها كثيرا في مثل هذه الأمور، لأن كثيرا من الأسر هي نفسها مصدر البلاء، يمارس فيها الوالدان التندر بأشكال الغير في حضور الصغار، فينشأون على قبول ذلك مقتدين بهما.
وأذكر كيف أني قبل سنوات وقفت أنظر متأملة فيما كانت تقوم به معلمة أطفال أمريكية من جهد للحفاظ على مشاعر الأطفال (المختلفين)، وذلك من خلال رفع الوعي لدى الأطفال بما هي عليه الحياة، فحين عاد الصغير المصاب باللوكيميا إلى المدرسة كان قد فقد شعره إثر المعالجة الكيماوية، وهو ما يتوقع أن يعرضه لسخرية زملائه، فبدأت معلمة الفصل درسها بالترحيب بعودة زميلهم المريض، وشرح المرض والحاجة إلى علاجه بما يسبب سقوط الشعر، ولم يفت عليها أن ترفع من معنويات الصغير بإطراء صبره وتحمله وغير ذلك من عبارات إنسانية تمحو فكرة السخرية من أذهان الصغار لتزرع بدلا منها فهما أعمق للحياة.