أقرأ وأحيانا أسمع شكوى صادرة من بعض المتعاملين مع بطاقات الائتمان التي تقدمها البنوك لعملائها لتسهيل توفير قوة مالية شرائية لهم أو نقدية في حالة حاجتهم لها لشراء ما يحتاجونه أو لدفع رسوم علاج أو ثمن دواء أو تذاكر سفر أو فواتير فنادق، وتتلخص معظم تلك الشكوى في أن حامل البطاقة تغريه تسهيلاتها وما توفره له من سيولة ناجزة في حدود المبلغ المحدد في البطاقة وهو بعشرات الآلاف فيدفع كالطفل لشراء كل ما يحتاجه أو يشتهيه أو يراه أمامه فيعجبه، فإذا جاء موعد سداد الديون التي على البطاقة وجدها أثقل من تحمله فيتأخر في التسديد فيكون جزاء التأخر إضافة فوائد قد تصل في مجموعها خلال عام واحد إلى حجم مبلغ الدين الذي على البطاقة، فيبدأ الصياح والنواح والشكوى من البطاقة ويلعن سنسفيلها وقد يقوده عجزه المطرد عن السداد إلى دوائر الملاحقة القضائية والأمنية، وقد يضطر إلى شراء سيارة بالتقسيط وبيعها بثمن يقل عشرات الآلاف عن مجموع ثمن أقساطها، لكي يسدد دين البطاقة قبل الكلبشة!
وهذا الوضع ربما يجد تعاطفا من قبل بعض من يسمع شكاوى المتورطين في ديون بطاقات الائتمان وقد تتهم البنوك بأنها وراء تورط حاملي تلك البطاقات في الديون لأنها هي التي أغرتهم باقتنائها وأظهرت لهم محاسنها وكأنها «خضراء الدمن!» إلى غير ذلك من الكلام العاطفي الذي لا يقدم ولا يؤخر، ولكن واقع الحال يؤكد أن كل حامل بطاقة حصل عليها بطلب منه وبعد ترتيب وإجراءات مع البنك وملء استمارات والتوقيع عليها وأنه يعلم سلفا أن البطاقة سواء أعطيت له مجانا أم برسوم سنوية تسهل له السيولة والقوة الشرائية في حالة الحاجة إليها وقد تنقذه من ورطة وموقف عصيب لو أنه فقد ما معه من نقد وتذاكر خلال سفره من وطنه إلى الخارج للسياحة أو العلاج، فيدفع عن طريقها ما يحتاجه ويسدد بها قيمة تذاكر جديدة وفواتير علاج ودواء وفنادق ونحوها، بل إن بعض المسافرين من حاملي البطاقات قد يحصل لديه عجز في المصاريف لعدم تقديره ما يحتاجه من مال خلال رحلته بشكل دقيق فتكون البطاقة هي الحل، فإن عاد إلى وطنه وسدد فورا ما عليه من ديون فلن يترتب على تلك الديون فوائد ـ حسب علمي ـ، أما إن أظهر نفسه أمام «أم العيال» بأنه «أبو الملايين» وأخذ يسحب البطاقة من جيبه ويتفشخر بشراء الهدايا الغالية والمجوهرات الثمينة والعطور الشاهقة ويدفع لفنادق النجوم السبعة، وهو في الأصل «كحتوت شحتوت» فما هو ذنب البنوك إن عجز عن تسديد ديون البطاقة فأرسلت إليه من يطالبه بالتسديد ولماذا لم يعمل بالمثل الشعبي الجميل «مد رجلك على قد لحافك» وهل كان حضرته يتصور أن البنوك جمعيات خيرية وأن بطاقة الائتمان هي بطاقة «بلاي ستيشن»، وإذا لم يكن على قدر المسؤولية فلماذا اقتناها أصلا، بل وعمل على أن تكون ذهبية ليريها لأصدقائه ليقولوا عنه: إنه لذو حظ عظيم!
وأقول لكل من يقتني بطاقة ائتمان ثم لا يجيد استخدامها إن عليه أن يعلم: أن الحجر من الأرض والدم من رأسه وأن كل ما يسمعه من تعاطف مقابل شكواه لا يساوى شروى نقير!! وأختم بقوله عز وجل «بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره» صدق الله العظيم.
وهذا الوضع ربما يجد تعاطفا من قبل بعض من يسمع شكاوى المتورطين في ديون بطاقات الائتمان وقد تتهم البنوك بأنها وراء تورط حاملي تلك البطاقات في الديون لأنها هي التي أغرتهم باقتنائها وأظهرت لهم محاسنها وكأنها «خضراء الدمن!» إلى غير ذلك من الكلام العاطفي الذي لا يقدم ولا يؤخر، ولكن واقع الحال يؤكد أن كل حامل بطاقة حصل عليها بطلب منه وبعد ترتيب وإجراءات مع البنك وملء استمارات والتوقيع عليها وأنه يعلم سلفا أن البطاقة سواء أعطيت له مجانا أم برسوم سنوية تسهل له السيولة والقوة الشرائية في حالة الحاجة إليها وقد تنقذه من ورطة وموقف عصيب لو أنه فقد ما معه من نقد وتذاكر خلال سفره من وطنه إلى الخارج للسياحة أو العلاج، فيدفع عن طريقها ما يحتاجه ويسدد بها قيمة تذاكر جديدة وفواتير علاج ودواء وفنادق ونحوها، بل إن بعض المسافرين من حاملي البطاقات قد يحصل لديه عجز في المصاريف لعدم تقديره ما يحتاجه من مال خلال رحلته بشكل دقيق فتكون البطاقة هي الحل، فإن عاد إلى وطنه وسدد فورا ما عليه من ديون فلن يترتب على تلك الديون فوائد ـ حسب علمي ـ، أما إن أظهر نفسه أمام «أم العيال» بأنه «أبو الملايين» وأخذ يسحب البطاقة من جيبه ويتفشخر بشراء الهدايا الغالية والمجوهرات الثمينة والعطور الشاهقة ويدفع لفنادق النجوم السبعة، وهو في الأصل «كحتوت شحتوت» فما هو ذنب البنوك إن عجز عن تسديد ديون البطاقة فأرسلت إليه من يطالبه بالتسديد ولماذا لم يعمل بالمثل الشعبي الجميل «مد رجلك على قد لحافك» وهل كان حضرته يتصور أن البنوك جمعيات خيرية وأن بطاقة الائتمان هي بطاقة «بلاي ستيشن»، وإذا لم يكن على قدر المسؤولية فلماذا اقتناها أصلا، بل وعمل على أن تكون ذهبية ليريها لأصدقائه ليقولوا عنه: إنه لذو حظ عظيم!
وأقول لكل من يقتني بطاقة ائتمان ثم لا يجيد استخدامها إن عليه أن يعلم: أن الحجر من الأرض والدم من رأسه وأن كل ما يسمعه من تعاطف مقابل شكواه لا يساوى شروى نقير!! وأختم بقوله عز وجل «بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره» صدق الله العظيم.