-A +A
حسين هزازي(جدة)

أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم على أهمية تطوير المناهج والتوازن بين قيمنا وخصوصيتنا، وبين متطلبات الارتقاء الحضاري والتعايش الكوني، مشيرا في الحفل السنوي لبرنامج «إنجاز السعودية» في جدة البارحة، الى أن وزارة التربية والتعليم سعت الى بناء شراكات استراتيجية مع وزارتي العمل والتعليم العالي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من أجل توحيد الرؤى والسياسات العامة والنظم في الحقل التعليمي، وإعادة تقييم عمليات تأهيل معلمين وترشيد بعض التخصصات في مقابل استحداث تخصصات جديدة، توائم بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل ومستحدثاته.

وقال سموه في كلمة ألقاها في الحفل: «يسعدني أن أكون بينكم الليلة نحتفل بثمار «إنجاز» مع مع أبنائنا وبناتنا رواد الأعمال الناشئين وهم يقتحون سوق العمل بهمة وأمل، على جسور التعاون البناء للاستثمار في الثروة البشرية بين الأسرة والمدرسة وقطاع المال والأعمال، ومع ارتفاع سقف طموحاتنا فإن النجاح يكون بعد توفيق الله على هذه الثلاثية بمنظومة تنشيطية جامعة حيث المهمة شاقة تتطلب تظافر المقومات لدى الجميع».

وأضاف: «الاخوة والاخوات، إن أفضل عمل يؤديه الإنسان هو ما يتوافق مع رغبته وامكاناته وضمن المهمة الرئيسية للتعليم العام في اكتشاف مواهب النشء وتنمية قدراتهم ومساعدتهم في ضوء ذلك على اختيار طريق مستقبلهم إما بالالتحاق بالتعليم الجامعي أو التدريب المهني أو الاتجاه الى سوق العمل لذلك سعينا الى بناء شراكات استراتيجية مع وزارتي العمل والتعليم العالي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من اجل توحيد الروئ والسياسات العامة والنظم في الحقل التعليمي واعادة تقييم عمليات تأهيل معلمين في الجامعات وترشيد بعض التخصصات في مقابل استحداث تخصصات جديدة، توائم بين مخرجات التعليم وبين احتياجات سوق العمل ومستحدثاته».

واستدرك قائلا: «وهو ما يمثل أحد مرتكزات المراجعة الدورية للمناهج الدراسية وما أسفرت عنه على سبيل المثال من التوسع في تطبيق نظام المقررات الجديد في المرحلة الثانوية بما يحمله من أساليب حديثه تزيد من درجة اندماج أجزاء الاقتصاد وإضفاء اللمسة الثقافية تجاه نوعية العمل والارتباط المبكر بالمهن اليدوية».

وتابع الأمير خالد الفيصل قائلا: «الحفل الكريم إن إمامنا اليوم فرصة ثمينة للتأمل في جوانب المرحلة الحضارية في بلادنا وإثر التعليم في التنمية الاقتصادية. وعلينا ان نسابق الزمن في تنمية مدارك اجيالنا بما يعينهم على اتخاذ القرارات الصحيحة والمبادرات المفيدة على ضوء الوعي بمجمل التحديات والفرص المستقبيلة. ولعل هذا هو جوهر العملية التربوبة، وحيث يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل كبير على عامل المعرفة الذي يرتكز على الارتقاء بمهارات القوى العاملة والتقنية والابتكار وريادة الأعمال والتعليم والتعلم مدى الحياة، ولذلك فإن وزارة التربية والتعليم على أهبة الاستعداد التام للمشاركة في تنفيذ خطة التنمية العاشرة للدولة، ورؤيتها في التحول الى مجتمع معرفي بل وتأخذ في حسبانها ما بعد المجتمع المعرفي، ذلك أن مكانة أي أمة لا تنبع من الركون الى ما تعرف الآن فحسب وانما في استقصائها عما لا تعرف سعيا بالإمساك بزمام الحضارة المتجددة». وأضاف «هذا ما نعمل على تهيئة اجيالنا حيث يجري تنفيذ استراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار وبرنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم العام في اطار تعزيز التحول الاقتصادي للمعرفة من خلال توفير البيئة النموذجية الجاذبة وتأهيل القوى العاملة معرفيا وتقنيا الى جانب التركيز على تطوير المناهج لتبقى على توازن بين قيمنا وخصوصيتنا وبين متطلبات الارتقاء الحضاري والتعايش الكوني. وختاما أبارك لأبنائي وبناتي المستفيدين من برنامج «إنجاز السعودية»، كما اشكر اعضاء مجلسي ادارة البرنامج والشركات واللجان الاستشارية ورجال الاعمال الداعمين والمتطوعين والجهات الراعية للبرنامج وجميع شركاء النجاح الاستراتيجيين، متمنيا للجميع التوفيق».

ومن جهته قال رئيس مجلس إدارة برنامج «إنجاز» عبدالكريم أبو النصر إن الحفل يهدف إلى استعراض أهم إنجازات الشباب من خلال مبادرات برنامج «إنجاز السعودية» وإظهار أفضل الممارسات لمساندة المواءمة بين مخرجات التعليم العام واحتياجات سوق العمل، بحضور وزراء التربية والتعليم والعمل والتجارة والصناعة ومسؤولي إدارات التربية والتعليم في 25 منطقة تعليمية، إضافة إلى أكاديميين ورواد أعمال وممثلين للقطاع الخاص.

ومن ناحيته أشار الرئيس التنفيذي للبرنامج وعضو مجلس الإدارة نائل سمير فايز، الى أن هذا الحفل يتزامن وتوسع برنامج «إنجاز السعودية» ليتم تطبيق برامجه في كافة المناطق التعليمية الـ25 حول المملكة في خطوة تمثل حجر الأساس لبناء مجتمع معرفي ومواكبة لعملية تنمية المجتمع المحلي، . وبدوره، أفاد مدير إدارة البرامج لبرنامج إنجاز السعودية مهند الأحمدي، أن عام 1435 شهد وصول برنامج إنجاز إلى 25 منطقة تعليمية وتغطية شاملة لجميع مناطق المملكة في أكثر من 50 مدينة، ونفذت 691 مدرسة برامج إنجاز في العام الدراسي 1434 – 1435، فيما تم تقديم مبادرة محيطي حتى الآن لأكثر من 55,000 طالب على مدى 4 سنوات، مؤكدا أن «إنجاز السعودية» تعمل على استباق الاحتياجات الأساسية للطالب السعودي بما يمكنه من الدخول إلى سوق العمل بتنفيذ مبادرة هدف إنجاز في أكثر من 30 مدينة وحصول أكثر من 12 ألف طالب وطالبة لرخص سوق العمل للمشاركة بفعالية في تطوير وتنمية المجتمع.