يتمنى الرئيس الأمريكي أوباما القضاء على تنظيم (داعش) دون أن يخسر جيشه جنديا واحدا من خلال الاعتماد على الضربات الجوية ومساعدة الحلفاء على الأرض، ولكن ليس كل ما يتمناه أوباما يدركه، فداعش بلا حدود ولا حكومة ولا مقرات، بل هي مجرد فكرة سوداء قابلة للتمدد والانكماش حسب الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بها، هذه الحرب التي يستعد لها أوباما اليوم سوف تساهم في تمدد فكرة داعش؛ لأن بعضا لا بأس به من القنابل الأمريكية سوف يسقط على الأبرياء مثلما حدث في أفغانستان وباكستان فلا يجد أقارب الضحايا خيارا أفضل من التشبث بفكرة داعش وهكذا سوف تتوقف الطائرات الأمريكية في يوم ما عن القصف العشوائي فيكتشف الجميع أن الفكرة السوداء (باقية وتتمدد)!.
سوف ينظر البعض إلى هذه الحرب باعتبارها حربا غير عادلة تستهدف الطائفة السنية أكثر من استهدافها لتنظيم داعش الإرهابي، لأن الولايات المتحدة تركت حزب الله وحلفاءه مثل لواء أبو الفضل العباس وعصائب الحق يعيثون في الأرض فسادا ويقتلون الأبرياء دون أن يتعامل معهم أحد باعتبارهم تنظيمات إرهابية أجنبية أو يطالب بوقف تمويلهم وضرورة مغادرتهم الفورية للأراضي السورية بل على العكس من ذلك يتم دعمهم عبر ضرب خصومهم، ومثل هذا الواقع سوف يشكل دعما استثنائيا لفكرة داعش فالاستقطاب الطائفي سيكون على أشده وسوف تكون داعش أكبر الرابحين من هذه الحرب بعد أن ينخرط في صفوفها آلاف المتطوعين الجدد.
وما هو أخطر من ذلك كله أن أوباما يخشى منذ توليه الرئاسة أن يخوض حربا حقيقية، لذلك سوف يبحث غالبا عن انتصار سريع في حرب إلكترونية (نظيفة) لا ينزل فيها جيشه إلى أرض المعركة وهذا ضرب من ضروب المستحيل، فمقاتلو داعش يملكون وقتا طويلا للمناورة واستنزاف الخصم خصوصا وهذا ممكن جدا لأنهم لا يملكون قواعد أو معسكرات يخافون عليها من الدمار ولا حدود يخشون عليها من الاجتياح ما يمكنهم من الهرب بفكرتهم السوداء من القصف الأمريكي كلما حل المساء والعودة لمقاتلة حلفاء أمريكا المحليين في الصباح فيطول أمد الحرب ويتململ أوباما لأن الأمور لا تسير وفقا لجدوله السريع المزدحم فتبدو داعش وكأنها شوكة في حلق الأمريكان ويبدو أبو بكر البغدادي وكأنه الرجل الذي تصدى لأوباما وهذا أقصى ما يبحث عنه تنظيم من هذا النوع كي يملأ الفراغ الكبير بعد توقف الطائرات الأمريكية عن القصف!.
باختصار يكون أوباما قد خسر ومن وراءه المجتمع الدولي فرصة هزيمة داعش وما شابهها من تنظيمات متوحشة منذ لحظة التواطؤ الأولى مع مجازر بشار الأسد واليوم لن يستطيع أوباما الذي عرف الروس والإيرانيون والسوريون والعراقيون والداعشيون حجم تردده أن ينهي الحرب بالطريقة التي يريد وفي اللحظة التي يريد، وهذا بالضبط ما تريده داعش كي تقول إنها كسبت الحرب، خصوصا أنه مهما بلغ عدد ضحايا الحرب من أعضاء التنظيم فإنه لا يعد أمرا ذا قيمة فقد انخرط هؤلاء أصلا في هذا التنظيم كي ينتحروا من أجل بقاء فكرتهم السوداء.
سوف ينظر البعض إلى هذه الحرب باعتبارها حربا غير عادلة تستهدف الطائفة السنية أكثر من استهدافها لتنظيم داعش الإرهابي، لأن الولايات المتحدة تركت حزب الله وحلفاءه مثل لواء أبو الفضل العباس وعصائب الحق يعيثون في الأرض فسادا ويقتلون الأبرياء دون أن يتعامل معهم أحد باعتبارهم تنظيمات إرهابية أجنبية أو يطالب بوقف تمويلهم وضرورة مغادرتهم الفورية للأراضي السورية بل على العكس من ذلك يتم دعمهم عبر ضرب خصومهم، ومثل هذا الواقع سوف يشكل دعما استثنائيا لفكرة داعش فالاستقطاب الطائفي سيكون على أشده وسوف تكون داعش أكبر الرابحين من هذه الحرب بعد أن ينخرط في صفوفها آلاف المتطوعين الجدد.
وما هو أخطر من ذلك كله أن أوباما يخشى منذ توليه الرئاسة أن يخوض حربا حقيقية، لذلك سوف يبحث غالبا عن انتصار سريع في حرب إلكترونية (نظيفة) لا ينزل فيها جيشه إلى أرض المعركة وهذا ضرب من ضروب المستحيل، فمقاتلو داعش يملكون وقتا طويلا للمناورة واستنزاف الخصم خصوصا وهذا ممكن جدا لأنهم لا يملكون قواعد أو معسكرات يخافون عليها من الدمار ولا حدود يخشون عليها من الاجتياح ما يمكنهم من الهرب بفكرتهم السوداء من القصف الأمريكي كلما حل المساء والعودة لمقاتلة حلفاء أمريكا المحليين في الصباح فيطول أمد الحرب ويتململ أوباما لأن الأمور لا تسير وفقا لجدوله السريع المزدحم فتبدو داعش وكأنها شوكة في حلق الأمريكان ويبدو أبو بكر البغدادي وكأنه الرجل الذي تصدى لأوباما وهذا أقصى ما يبحث عنه تنظيم من هذا النوع كي يملأ الفراغ الكبير بعد توقف الطائرات الأمريكية عن القصف!.
باختصار يكون أوباما قد خسر ومن وراءه المجتمع الدولي فرصة هزيمة داعش وما شابهها من تنظيمات متوحشة منذ لحظة التواطؤ الأولى مع مجازر بشار الأسد واليوم لن يستطيع أوباما الذي عرف الروس والإيرانيون والسوريون والعراقيون والداعشيون حجم تردده أن ينهي الحرب بالطريقة التي يريد وفي اللحظة التي يريد، وهذا بالضبط ما تريده داعش كي تقول إنها كسبت الحرب، خصوصا أنه مهما بلغ عدد ضحايا الحرب من أعضاء التنظيم فإنه لا يعد أمرا ذا قيمة فقد انخرط هؤلاء أصلا في هذا التنظيم كي ينتحروا من أجل بقاء فكرتهم السوداء.