-A +A
عهود مكرم (بون)
يتوجه 4.2 مليون مواطن في أسكتلندا لصناديق الاقتراع للتصويت في الاستفتاء الشعبي الذي يجرى اليوم الخميس للانفصال عن بريطانيا في توقيت حاولت فيه الحكومة استقطاب رضا الحكومة الأسكتلندية والتي يرأسها للمرة الثانية ألكس سالموند زعيم الحزب الأسكتلندي وصاحب فكرة الانفصال والتي ستعيد كتابة تاريخ البلاد بعد 300 عام من العيش في أحضان مملكة بريطانيا العظمى مثلها مثل ويلز وشمال أيرلندا.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي نشر أمس، أن 48 بالمئة من الناخبين الأسكتلنديين يؤيدون الاستقلال عن المملكة المتحدة وذلك عشية استفتاء سيقرر مصير أسكتلندا.

وأشار استطلاع أجرته مؤسسة آي سي إم لحساب صحيفة سكوتسمان، إلى أن التأييد للاستقلال في أسكتلندا ارتفع ثلاث نقاط مئوية إلى 48 بالمئة.
وتسببت خطوة اللجوء إلى صناديق الاقتراع للحصول على الاستقلال من الدولة الأم، في قلق كبير في الأوساط الأوروبية التي تخشى خطوات مماثلة في إسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا فيما تسعى أدنبرة للحصول على صفة الدولة الأوروبية المصدرة للبترول.
ورأى عضو البرلمان الأوروبي مانفريد فيبر، أن الاتحاد الأوروبي سيواجه تحديات كبيرة لكيفية التعامل مع أسكتلندا في حالة الاستقلال، موضحا أن هناك بعض الوقت لوضع أسس لما أسماه الأقاليم الأوروبية التي تسعى للاستقلال وعضويتها الجديدة في الاتحاد الأوروبي. وأكد في تصريحات لـ«عكاظ»، أن بريطانيا ليست دولة عضوة في اتفاقية شينجن التي تبيح السفر إلى الدول الأوروبية، وبالتالي فإن أسكتلندا أيضا لن تصبح تلقائيا دولة عضوة في عملية شينجن، والمتوقع أن تلتزم أسكتلندا بشروط تأشيرات الدخول حسب القوانين البريطانية وكما هو متبع الآن وهذا يعني أنه لا تغيير في مسألة فيزا دخول أسكتلندا.
وأفادت الأوساط الاقتصادية الأوروبية، أن مستقبل المحطة النووية للسلاح النووي البريطاني الذي يتخذ من بحر الشمال مقرا له، تم حسمه، حيث أعلنت حكومة أدنبرة وقبل الاستفتاء أنه في حالة الحصول على نعم فإن خطوات عاجلة سيتم اتخاذها حتى تقوم بريطانيا بنقل أسلحتها النووية إلى مكان آخر بعيد عن أسكتلندا.
وفي هذا الإطار، صرح ألين سميث ممثل أسكتلندا في البرلمان الأوروبي، أن مائة في المائة من السلاح النووي البريطاني متواجد في غواصات أمام شواطئ أسكتلندا. وقال لـ«عكاظ»: إن هذه الغواصات يمكن نقلها بسهولة إلى أماكن أخرى، منوها بأن تطلعات أسكتلندا الجديدة تتمثل في أن تكون دولة غير نووية عضوة في الأطلسي.
ومع التغييرات المرتقبة على الوضع البريطاني الأسكتلندي، فإن أدنبرة لن تتخلى عن الملكة إليزابيث، حيث أشار ألين سميث إلى أنه لا انفصال عن التاج البريطاني وأن ملكة بريطانيا ستبقى ملكة لأسكتلندا، منوها بأن قصر أدنبرة يحفظ تاج ومصوغات الملكة إليزابيث، ملفتا إلى أن أدنبرة حين تتحدث عن مصاغ الملكة فهي تعني المصاغ الأسكتلندي الملكي.