... وهذه واحدة من تحف الموسيقار الكبير موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب من قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، ولدت وملحنها ومغنيها عبدالوهاب لما يزل فتى غضا ومحبا للعربية ومرافقا لشوقي، كان ذلك في آواخر عشرينيات القرن العشرين الذي أفل.
قدمها عبدالوهاب اسطوانة في تلك الفترة التي أفل بريقها إذا ما علمنا أن المتجدد عبدالوهاب يعيش مرحلة جديدة مع كل عصر، فجاءته فكرة أن يقدم العمل مجددا بصوت طلال مداح في نهاية الثمانينيات الميلادية وللموسيقار محمد عبدالوهاب حكايات طويلة.
كان بطل اللقاء الأول الفنان الكبير الراحل لطفي زيني توأم طلال في كثير من النجاحات الفنية الغنائية وغيرها، كان لطفي عراب اللقاء الأول بين طلال وعبدالوهاب في بيروت، حيث التقى بعبدالوهاب في إحدى إجازاته الصيفية التي كانت تشهدها سنويا بلودان والزبداني، وطلب منه كمنتج أن يلحن لحنا خاصا لطلال مداح الذي كان ينتظر دفعة قوية من اسم كعبدالوهاب لتسجيل الحضور العربي له كصوت صاحب إمكانات كبيرة، وبالفعل جاء لطفي بالنص للأغنية الشهيرة لطلال وعبدالوهاب «ماذا اقول؟» ولحنها عبدالوهاب لطلال على أن تكون مطروحة من خلال شركة اسطوانات عبدالوهاب وشركائه إلا أن طلال فعل فعلته بعد التسجيل وهرب الأغنية التي فرح بها كثيرا إلى إذاعة جدة، حيث أذيعت وجن جنون عبدالوهاب، نعود لأغنيتنا «منك يا هاجر دائي» التي قرر عبدالوهاب أن يجدد لحنها ولكنه نفسه وعلى نفس المقام (كرد)، واتفق مع طلال على غنائها في شقة طلال مداح في باريس في آواخر الثمانينيات الميلادية، وحفظها طلال كعادته سريعا بل وأحبها وأصبح يغنيها في مجالس أصدقائه فرحا بها، استعدادا لتسجيلها رسميا، ومن هذه الجلسات التي استمعت فيها لطلال وهو متجلي الأداء ما كان في بيته في كيلو 10 طريق مكة، ومرة في جلسة احتفائية بهذا العمل في بيت لطفي زيني بجدة، حيث دعانا يومها لطفي (رحمه الله) على شرف طلال مداح والنجم المصري يوسف شعبان الذي كان يزور المملكة أيامها هو والمخرج إبراهيم أبو ذكري، يومها كانت الأمسية واحدة من أجمل ما جمعنا بلطفي وطلال من أمسيات فنية، كان ذلك ربما في 1987 أو 1988 بحضور جلال أبو زيد ومحمد صادق دياب وأحمد المهندس وعمر صيرفي وغيرهم، حيث غنى طلال وغنى وهو فرح بلحن عبدالوهاب له، الذي يستعد لتسجيله قريبا إلا أنه قال لنا يومها إن هناك مشكلة ربما تعيق تسجيل الأغنية بصوتي وهي أن عبدالوهاب مصر على أن تطرح الأغنية من خلال شركته «صوت الفن»، وأنا موقع مع شركة فنون الجزيرة التي تحتكر صوتي، ولا أستطيع أن أسجل لغيرها من الشركات حتى لعبدالوهاب نفسه، في النهاية يبدو أن خوف طلال من حرمانه الأغنية كان في محله، وحول عبدالوهاب الأغنية إلى صوت المغربية الشابة الصغيرة يومها وصاحبة الصوت «القرار» سمية قيصر التي استمع إلى صوتها صدفة وهي في ستوديو 46 في ماسبيرو صحبة الموسيقار السعودي سامي إحسان والمهندس الشهير زكريا عامر، وطلب يومها عبدالوهاب من إحسان أن يستمع أكثر لسمية وهو ما تم بالفعل، وفي تلك الآونة التي لحقت التعامل مع طلال واستحالة أن يتنازل هو للحن إلى شركة أخرى واستحالة موافقة الشركة التي يعمل معها طلال على العكس أيضا حول الأغنية لسمية مع تغيير طفيف على اللحن إذ غيره إلى كرد عشيران وهو أوطى درجات مقام الكرد ليتناسب مع سمية قيصر إلا أنه توفى في تلك الآونة 1990 فسجلتها سمية في العام الذي تلاه 1991 وطرحت بعد وفاة عبدالوهاب، واكتفى طلال مداح بغنائها في جلسات الأصدقاء والمحبين كأغنية ليست له.
منك يا هاجر دائي
أشعار: أحمد شوقي
ألحان وغناء: محمد عبدالوهاب
منك يا هاجر دائي وبكفيك دوائي
يا منى روحي، ودنياي، وسؤلي، ورجائي
أنت إن شئت نعيمي وإذا شئت شقائي
ليس من عمري يوم لا ترى فيه لقائي
وحياتي في التداني ومماتي في التنائي
نم على نسيان سهدي فيك، وأضحكْ من بكائي
كل ما ترضاه يا مولاي يرضاه ولائي
وكما تعلم حبي وكما تدري وفائي
فيك يا راحة روحي طال بالوشي عنائي
وتواريت بدمعي عن عيون الرقباء
أنا أهواك، ولا أرضى الهوى من شركائي
غرت، حتى لترى أرضي غيري من سمائي
ليتني كنت رداء لك، أو كنت ردائي
ليتني ماؤك في الغلة، أو ليتك مائي
قدمها عبدالوهاب اسطوانة في تلك الفترة التي أفل بريقها إذا ما علمنا أن المتجدد عبدالوهاب يعيش مرحلة جديدة مع كل عصر، فجاءته فكرة أن يقدم العمل مجددا بصوت طلال مداح في نهاية الثمانينيات الميلادية وللموسيقار محمد عبدالوهاب حكايات طويلة.
كان بطل اللقاء الأول الفنان الكبير الراحل لطفي زيني توأم طلال في كثير من النجاحات الفنية الغنائية وغيرها، كان لطفي عراب اللقاء الأول بين طلال وعبدالوهاب في بيروت، حيث التقى بعبدالوهاب في إحدى إجازاته الصيفية التي كانت تشهدها سنويا بلودان والزبداني، وطلب منه كمنتج أن يلحن لحنا خاصا لطلال مداح الذي كان ينتظر دفعة قوية من اسم كعبدالوهاب لتسجيل الحضور العربي له كصوت صاحب إمكانات كبيرة، وبالفعل جاء لطفي بالنص للأغنية الشهيرة لطلال وعبدالوهاب «ماذا اقول؟» ولحنها عبدالوهاب لطلال على أن تكون مطروحة من خلال شركة اسطوانات عبدالوهاب وشركائه إلا أن طلال فعل فعلته بعد التسجيل وهرب الأغنية التي فرح بها كثيرا إلى إذاعة جدة، حيث أذيعت وجن جنون عبدالوهاب، نعود لأغنيتنا «منك يا هاجر دائي» التي قرر عبدالوهاب أن يجدد لحنها ولكنه نفسه وعلى نفس المقام (كرد)، واتفق مع طلال على غنائها في شقة طلال مداح في باريس في آواخر الثمانينيات الميلادية، وحفظها طلال كعادته سريعا بل وأحبها وأصبح يغنيها في مجالس أصدقائه فرحا بها، استعدادا لتسجيلها رسميا، ومن هذه الجلسات التي استمعت فيها لطلال وهو متجلي الأداء ما كان في بيته في كيلو 10 طريق مكة، ومرة في جلسة احتفائية بهذا العمل في بيت لطفي زيني بجدة، حيث دعانا يومها لطفي (رحمه الله) على شرف طلال مداح والنجم المصري يوسف شعبان الذي كان يزور المملكة أيامها هو والمخرج إبراهيم أبو ذكري، يومها كانت الأمسية واحدة من أجمل ما جمعنا بلطفي وطلال من أمسيات فنية، كان ذلك ربما في 1987 أو 1988 بحضور جلال أبو زيد ومحمد صادق دياب وأحمد المهندس وعمر صيرفي وغيرهم، حيث غنى طلال وغنى وهو فرح بلحن عبدالوهاب له، الذي يستعد لتسجيله قريبا إلا أنه قال لنا يومها إن هناك مشكلة ربما تعيق تسجيل الأغنية بصوتي وهي أن عبدالوهاب مصر على أن تطرح الأغنية من خلال شركته «صوت الفن»، وأنا موقع مع شركة فنون الجزيرة التي تحتكر صوتي، ولا أستطيع أن أسجل لغيرها من الشركات حتى لعبدالوهاب نفسه، في النهاية يبدو أن خوف طلال من حرمانه الأغنية كان في محله، وحول عبدالوهاب الأغنية إلى صوت المغربية الشابة الصغيرة يومها وصاحبة الصوت «القرار» سمية قيصر التي استمع إلى صوتها صدفة وهي في ستوديو 46 في ماسبيرو صحبة الموسيقار السعودي سامي إحسان والمهندس الشهير زكريا عامر، وطلب يومها عبدالوهاب من إحسان أن يستمع أكثر لسمية وهو ما تم بالفعل، وفي تلك الآونة التي لحقت التعامل مع طلال واستحالة أن يتنازل هو للحن إلى شركة أخرى واستحالة موافقة الشركة التي يعمل معها طلال على العكس أيضا حول الأغنية لسمية مع تغيير طفيف على اللحن إذ غيره إلى كرد عشيران وهو أوطى درجات مقام الكرد ليتناسب مع سمية قيصر إلا أنه توفى في تلك الآونة 1990 فسجلتها سمية في العام الذي تلاه 1991 وطرحت بعد وفاة عبدالوهاب، واكتفى طلال مداح بغنائها في جلسات الأصدقاء والمحبين كأغنية ليست له.
منك يا هاجر دائي
أشعار: أحمد شوقي
ألحان وغناء: محمد عبدالوهاب
منك يا هاجر دائي وبكفيك دوائي
يا منى روحي، ودنياي، وسؤلي، ورجائي
أنت إن شئت نعيمي وإذا شئت شقائي
ليس من عمري يوم لا ترى فيه لقائي
وحياتي في التداني ومماتي في التنائي
نم على نسيان سهدي فيك، وأضحكْ من بكائي
كل ما ترضاه يا مولاي يرضاه ولائي
وكما تعلم حبي وكما تدري وفائي
فيك يا راحة روحي طال بالوشي عنائي
وتواريت بدمعي عن عيون الرقباء
أنا أهواك، ولا أرضى الهوى من شركائي
غرت، حتى لترى أرضي غيري من سمائي
ليتني كنت رداء لك، أو كنت ردائي
ليتني ماؤك في الغلة، أو ليتك مائي