-A +A
سعاد الشمراني (الرياض)
لم يكن دعاة الجهاد المزعوم يعون في بداية الأزمة السورية أن دعواتهم ستكون وبالا على أسر لدى أبنائها من الحماس الشيء الكثير، فعمدوا للمناداة بالجهاد وفقا لأفكارهم المشوشة، واستجاب لدعواتهم بعض المغرر بهم ليتحول الوضع فيما بعد إلى مشهد مأساوي، حيث تلقفتهم تنظيمات إرهابية أساءت للجهاد والمجاهدين، ومن هذه التنظيمات ما يسمى بتنظيم داعش، الذي أظهر المنتسبون له حقدهم وبغضهم وبدأوا يطلقون أكاذيبهم وترهاتهم وممارسة الإرهاب المنظم ضد كل من يخالفهم في آرائهم المريضة.
وبعد أن وقعت الفأس على الرأس اكتشف المغرر بهم زيف وخداع كوادر التنظيم الإرهابي بعدما لمسوا على أرض الواقع كيف أنهم يقولون ما لا يفعلون ويستغلون من انضم إليهم لتنفيذ مخططاتهم.

وحول هذا الأمر كشف لـ(عكاظ) سفير المملكة لدى تركيا الدكتور خالد مرداد أن السفارة وأثناء أداء دورها في التنسيق ومساعدة كل مواطن انخدع بهذا التنظيم ويريد العودة فإنها تلقت العديد من الشكاوى حول المخالفات التي يمارسها القائمون على التنظيم من ارتكاب الفواحش والبطش، وذلك ما يؤكده جميع العائدين دون استثناء. مؤكدا أنهم يسعون لاستعادة الطفلين أحمد وعبدالله.
ويضيف مرداد بقوله «ساهمت السفارة باستقبال عدد كبير من الفارين من وحوش هذا التنظيم»، موضحا أنهم جميعا متفقون على أن رؤوس التنظيم لديهم مخالفات كثيرة وأنهم يمارسون أعمالا تنافي ما يدعونه، وآخر هؤلاء العائد مؤخرا التائب أحمد المطيري الذي كشف أن التنظيم يمارس الخداع ويرتكب الفظائع ما جعله يفر بجلده منه.
وعن دور السفارة السعودية في تركيا قال مرداد: «دورنا تنسيقي بحت بالكامل، حيث نقوم بتوفير المساعدة والدعم لكل من يريد العودة بعد أن يقوم بالتواصل مع السفارة، حيث يتم التنسيق مع السلطات التركية لتسهيل دخوله واتخاذ الإجراءات الضرورية حتى يصل إليهم ومن ثم استقباله وإجراء الفحوصات اللازمة وتوفير المسكن له والتنسيق مع السلطات في المملكة وتوفير الحجوزات له، ومن ثم تسليمه لهم».
واستطرد بقوله إن بعضهم يكون في أماكن وعرة جدا ولكن بفضل من الله نتمكن من الوصول إليهم والعمل على عودتهم.
وعن الطفلين أحمد وعبدالله ناصر الشايق اللذين هرب بهما والدهما وانضما لتنظيم داعش الإرهابي أكد أنهم يعملون على استعادتهما ويبذلون جهودا كبيرة في هذا الجانب، مبينا عدم معرفتهم بتنفيذ والدهما لعملية إرهابية، حيث لم يصلهم شيء حول صحة هذا الأمر.
من جهته أوضح لـ(عكاظ) خالد ثامر الشاطري المطيري (أخو التائب أحمد) العائد مؤخرا من سوريا بعد تخليص نفسه من تنظيم داعش أن شقيقه أحمد هو أحد ثلاثة آخرين انضموا للتنظيم بعد تغرير شبكات التواصل بهم وأحدهم يدعى «فهد» قتل بعد وصوله للتنظيم بشهر والآخر صاحب نشيد «يا عاصب الرأس» واسمه «سعد» ما زال مع التنظيم، وأنهم يرجون توبته وعودته إليهم، إضافة لأحمد.
وأوضح خالد أن أخاه أحمد ذكر لهم أن هناك سعوديين آخرين فارين من نفس التنظيم بسبب ما شاهدوه، حيث إنهم يؤخرون الصلاة ويشربون الدخان وتنظيم الليالي الماجنة وتنفيذ الاغتيالات والتناحر فيما بينهم وأن التنظيم يستغل فقر الناس لحثهم على الانضمام إليه، مبينا أن كثيرا منهم من قارة أفريقيا، حيث يوفر لهم التنظيم المأكل والمشرب والمأوى ويستغلهم في تنفيذ مخططاته. وتحدث عن فرحة والدته بعودة أحمد، حيث كانت الأرض لا تحملها من شدة الفرحة، مع بكائها على أخويه اللذين قتل أحدهما، وتدعو الله أن يعيد لها الآخر. وأشار خالد للدور الذي قامت به السفارة في تركيا ليسلم أخوه نفسه، حيث تمت الإجراءات بسرعة وسهولة، حيث كان هناك تواصل مستمر فيما بينهم بعد معرفتهم بعودة أخيه حتى وصل إلى السعودية.