-A +A
الحول هو عدم استقامة وضع العين، حيث إن الشخص المريض يستخدم العين السليمة للتركيز على المرئيات، بينما تنحرف العين المصابة بالحول إلى الداخل أو الخارج، أو إلى الأعلى أو إلى الأسفل حسب نوع الحول.
وأوضح الدكتور مصطفى صلاح رئيس قسم عيون الأطفال والحول - بمركز مغربي – جدة بالقول:

لقد زادت نسبة الإصابة بالحول في الآونة الأخيرة، وليس هنالك فرق بين الذكور والإناث، وأحياناً نرى أن الحول يورث في بعض العائلات فنجد أكثر من حالة في العائلة الواحدة.
الحول نوعان: حول يصيب الأطفال، وحول يصيب كبار السن والبالغين.
وقال: إن الحول عند الأطفال عدة أنواع منها: الحول الخلقي الذي يظهر عند الولادة، أو خلال الشهور الستة الأولى من عمر الطفل، وعادة يحتاج هذا النوع من الحول التدخل الجراحي لتعديله ومساعدة الرضيع على النظر السليم لاستعمال العينين معاً.
مشيرا إلى أن هناك نوعا آخر من الحول يظهر غالباً بعد النسة الثانية من عمر الطفل، ويكون نتيجة وجود طول نظر في العين، وقد تحدث إثر إصابة في الرأس أو حرارة مرتفعة عند الطفل تساعد على ظهور الحول بصورة مفاجئة، ومعظم هذه الحالات يتم علاجها بواسطة وصف نظارة طبية والمراجعة الدورية للعيادة لمتابعة حالة الحول وعلاج أي درجة لكسل بالعين، وقد تحتاج إلى تدخل جراحي.
وبالنسبة لتشخيص الحول يقول الدكتور مصطفى: من الضروري التفرقة بين الحول (الكاذب) و(الحقيقي) وذلك بالكشف عند الطبيب المتخصص لأن الحول الكاذب ليس حالة مرضية ولا يحتاج إلى علاج وعادة يختفي تلقائياً لدى الأطفال عند سن السابعة أو الثامنة من العمر، كما يجب أن يحدد الطبيب المختص ما إذا كان الحول هو الظاهرة المرضية الوحيدة، أو كان عرضاً مصاحباً لمرض آخر للعين سواء بالعدسة مثل المياه البيضاء أو أي من أمراض الشبكية أو العصب البصري، حيث يمكن أن يصيب أحد هذه الأمراض عين الطفل في الصغر ويؤدي عدم تشخيص المرض مبكراً إلى ظهور حول ثانوي بإحدى العينين، ولا ننسى دور الأسرة في تشخيص الحول، حيث إن ملاحظة والدي الطفل لابنهما دور كبير في ذلك.
وينصح الدكتور مصطفى الوالدين بمراقبة طفلهما عند اللعب واستذكار الدروس ومشاهدة التلفاز، حيث إن حركة العين في الاتجاهات المختلفة أحياناً تظهر الحول، وكذلك أحياناً يميل الطفل برأسه باتجاه معين لكي يستطيع توجيه العين المصابة بالحول بالاتجاه المعاكس ليرى الأشياء بصورة متطابقة ولكي يتخلص من رؤية الأشياء بصورة مزدوجة، وتكمن خطورة هذه الحالة في أنها على المدى الطويل تؤدي إلى تقلص في عضلات الرقبة ويكون العلاج عسيراً إذا أهملت الحالة كما أنه من المهم تشخيص وعلاج كسل العينين مبكرا قبل أو إثناء علاج الحول ونعني بكسل العين ضعف الإبصار لهذه العين نتيجة إهمال المخ لها وتركيزه على الإشارات الواردة من العين السليمة ويستطيع الطبيب تحديد درجة الكسل ومدى ضعف النظر عن طريق قياس النظر لدى الطفل حتى في الشهور الأولى من العمر بواسطة أجهزة خاصة وعلاج كسل العين ممكن لدى الأطفال حتى سن الثامنة فقط، وفي حالة البالغين فإن ضعف الإبصار الذي يسببه كسل العين يصبح مستديماً.
ومن هنا تتضح أهمية تشخيص وعلاج الحول وكسل العين في سن مبكرة.
وعلاج كسل العين يكون عادة عن طريق تدريبات تهدف إلى تنشيط النظر بالعين المصابة بالكسل، أما بالنسبة للحول فإن علاجه يكون بوصف نظارة طبية لتصحيح أي عيوب انكسار بالنظر إن وجد، وعن طريق إجراء جراحة بسيطة في عضلات العين لتقويم وضع العين، وهذه العملية تستغرق في الغالب من 20 – 30 دقيقة، وتتم تحت تأثير المخدر العام ثم ينقل الطفل إلى غرفة الإفاقة لمدة 3 – 4 ساعات يمكنه بعدها العودة إلى المنزل بحالة جيدة في نفس اليوم.
وعن حول الكبار يقول الدكتور مصطفى صلاح: أما بالنسبة للحول في البالغين وكبار السن فيتم تقسيمه إلى حول شللي وحول غير شللي، والحول الشللي يكون عادة لوجود حول في عصب من الأعصاب التي تغذي عضلات العين، نتيجة أمراض أو التهابات فيروسية في أعصاب العين أو نتيجة لارتفاع ضغط الدم في كثير من الحالات، أو ارتفاع نسبة السكر في الدم خاصة عند مرضى السكري، ومثل هذه الحالات تتحسن مع العلاج الطبي في فترة 3 – 4 أشهر لكن الحول الشللي يسبب عادة ازدواجية بالرؤية مما يستلزم استعمال نظارة ذات منشور خاص لمعادلة الازدواجية خلال فترة علاج العصب.
أما الحول غير الشللي فإنه يكون عادة بسبب وجود تضخم في عضلات العين مثل حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية أو وجود تيبس في عضلات العين في بعض الأمراض التي تصيب عضلات الجسم عامة وهذه الحالات في الغالب تحتاج إلى عملية جراحية لتعديل وضع العين بعد فترة من العلاج الطبي.
أخيراً يجب التذكير بأهمية الفحص المبكر والتشخيص السليم لحالات الحول خاصة عند الأطفال وعدم إهمال الحالة إلى وقت متأخر حتى يصبح العلاج فيه عسيراً، فكلما كان العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل والتغلب على المشكلة أسهل، ويجب عدم الإنصات إلى الخطأ الشائع بأن ظهور الحول في السنة الأولى من عمر الطفل ظاهرة طبيعية وأنه سيزول تلقائياً بعد فترة.