أهلا بضيوف الرحمن في بلاد الرحمن الرحيم الذي سخر صفوة انبيائه محمدا وأباه إبراهيم عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم لرفع قواعد بيتيه في مكة والمدينة. وبيت الله الحرام في مكة الذي تهوي قلوبنا اليه جميعا طهر للطائفين والعاكفين والركع السجود وما زال أبناء هذه البلاد البررة بأبيهم إبراهيم وسيدهم محمد يطهرونه ويوسعونه ويبذلون في سبيله كل غال ونفيس طمعا بما عند الله وخوفا من وعيده وامتنانا لعهده الأزلي بقوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود * وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرت من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير).
نعم، فلقد تقبل آباؤنا وأجدادنا هذا العهد شاكرين حامدين وحافظوا على شروطه بخدمة البيت وأهله فآمنوا بربهم فآمنهم والناس خائفون ورزقهم من الثمرات والناس جائعون. فنحن نعرف عبر تاريخنا الطويل أن من يخل بشروط هذا العهد يذقه الله سوء العذاب ورأينا جزاء من يفرطون فيه فقدانا للأمن وحتى لشرف مجاورة الحرم.
وهذا العهد الإلهي لا يقتصر على أهل الحرم بل على كل من جاورهم أو هوت نفسه إليهم طالما أنه بين ظهرانيهم فله ما لهم وعليه ما عليهم، ولذلك من أراد من أهل الحرم أو غيرهم نقض أي شرط من شروط هذا العهد الأزلي بإلحاد بظلم فلا مناص له من العذاب الأليم لقوله تعالى: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). فبحسب تفسير بعض العلماء فإن العاكف في الآية هو المقيم في الحرم، وأما الباد فهو القادم اليه مما سواه. والالحاد يدخل فيه ارتكاب المعاصي والأذى المتعمد للمسلمين. وفي شمول الآية للقادمين للحرم حتى وإن لم يصلوه ورد في تفسيرها عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول في قوله عز وجل: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم): «لو أن رجلا هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله عز وجل عذابا أليما».
هنيئا لكم يا حجاج بيت الله الحرام أن رزقكم الاستطاعة ويسر لكم شرف الحلول في الحرم لتقفوا بعد غد الجمعة في عرفات وقفة نادرة لا تتكرر كثيرا وهي وقفة الجمعة التي تعيد تاريخا مجيدا يوم وقفها خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إكمال الله لدينه واتمامه لنعمته، قال عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ: إن رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). قال عمر ــ رضي الله عنه ــ: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
فحجنا هذا العام قلما يتكرر في التاريخ فهو في يوم جمعة وإكمال دين وإتمام نعمة ورضى من الله علينا بمنه وإحسانه وارتضاء منه عز وجل للإسلام دين لنا. إنه أول أيام العيد لأهل الموقف كما أخبرنا رسولنا (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام) وما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وفوق كل هذا أن نكون جزءا من مباهاة الله عز وجل بأهل عرفات لأهل السماء وإنه والله لشرف لا يعدله في الدنيا شرف.
ويبقى أن نتذكر بأن خير الدعاء دعاء يوم عرفة فلا تبخلوا على أنفسكم وأهليكم وجيرانكم وأصفيائكم وأوطانكم بخير الدعاء ولا تنسونا من شرفنا بخدمتكم في بلاد الحرمين من الدعاء لعل الله أن يستجيب فيحل الأمن والأمان في بلاد المسلمين ويرفع الله عنهم البلاء والوباء وتسلط الظالمين.
نعم، فلقد تقبل آباؤنا وأجدادنا هذا العهد شاكرين حامدين وحافظوا على شروطه بخدمة البيت وأهله فآمنوا بربهم فآمنهم والناس خائفون ورزقهم من الثمرات والناس جائعون. فنحن نعرف عبر تاريخنا الطويل أن من يخل بشروط هذا العهد يذقه الله سوء العذاب ورأينا جزاء من يفرطون فيه فقدانا للأمن وحتى لشرف مجاورة الحرم.
وهذا العهد الإلهي لا يقتصر على أهل الحرم بل على كل من جاورهم أو هوت نفسه إليهم طالما أنه بين ظهرانيهم فله ما لهم وعليه ما عليهم، ولذلك من أراد من أهل الحرم أو غيرهم نقض أي شرط من شروط هذا العهد الأزلي بإلحاد بظلم فلا مناص له من العذاب الأليم لقوله تعالى: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). فبحسب تفسير بعض العلماء فإن العاكف في الآية هو المقيم في الحرم، وأما الباد فهو القادم اليه مما سواه. والالحاد يدخل فيه ارتكاب المعاصي والأذى المتعمد للمسلمين. وفي شمول الآية للقادمين للحرم حتى وإن لم يصلوه ورد في تفسيرها عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول في قوله عز وجل: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم): «لو أن رجلا هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله عز وجل عذابا أليما».
هنيئا لكم يا حجاج بيت الله الحرام أن رزقكم الاستطاعة ويسر لكم شرف الحلول في الحرم لتقفوا بعد غد الجمعة في عرفات وقفة نادرة لا تتكرر كثيرا وهي وقفة الجمعة التي تعيد تاريخا مجيدا يوم وقفها خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إكمال الله لدينه واتمامه لنعمته، قال عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ: إن رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). قال عمر ــ رضي الله عنه ــ: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
فحجنا هذا العام قلما يتكرر في التاريخ فهو في يوم جمعة وإكمال دين وإتمام نعمة ورضى من الله علينا بمنه وإحسانه وارتضاء منه عز وجل للإسلام دين لنا. إنه أول أيام العيد لأهل الموقف كما أخبرنا رسولنا (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام) وما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وفوق كل هذا أن نكون جزءا من مباهاة الله عز وجل بأهل عرفات لأهل السماء وإنه والله لشرف لا يعدله في الدنيا شرف.
ويبقى أن نتذكر بأن خير الدعاء دعاء يوم عرفة فلا تبخلوا على أنفسكم وأهليكم وجيرانكم وأصفيائكم وأوطانكم بخير الدعاء ولا تنسونا من شرفنا بخدمتكم في بلاد الحرمين من الدعاء لعل الله أن يستجيب فيحل الأمن والأمان في بلاد المسلمين ويرفع الله عنهم البلاء والوباء وتسلط الظالمين.