أكد لـ «عكاظ» عدد من المتعافين من الإدمان أن حملة الحج المجانية التي أهداها لهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، أنها بداية لهم لمستقبل مشرق.
وبينوا أن المخدرات التي انهالت على بعض الشباب أبعدتهم عن حياتهم الاجتماعية وفرقت الكثير من الأسر، مشيرين إلى أن كثيرا من المدمنين الذين خسروا أعمالهم وتجاراتهم وأهاليهم ولهثوا وراء هذه السموم عادوا وتيقنوا أن المخدرات لا تجلب السعادة بل تجعل الحياة مليئة بالخوف وعدم الطمأنينة وتفقدهم الأمل.
«عكاظ» التقت حجيجا امتلأوا بحب الحياة وعادوا من كابوس أخذهم لفترات طويلة وأبعدهم عن حياتهم الاجتماعية والأسرية، كانوا في طريق الضلال والبحث عن المخدرات بأي وسيلة ولكنهم تابوا وعادوا إلى الطريق الصحيح ورسموا مستقبلهم من جديد ووجهوا رسالة صريحة للمدمنين بقولهم «إن الإدمان نقمة والإرادة تصنع المستحيل».
وروى س. ع أحد المتعافين من الإدمان قصته التي أعادته من طريق الضلالة إلى الطريق الصحيح، قائلا «كنت غير مستمتع بحياتي عندما كنت في عالم المخدرات ولكن بعد دخولي مستشفى الأمل وجدت المساعدة من جميع القائمين في المستشفى الذين قدموا لي الكثير من الأمور التي كانت السبب في جعل الكثيرين من المدمنين يتوبون إلى الله عز وجل ويبتعدون عن المخدرات».
وأكمل: رسمت طريقي من جديد لمستقبل جميل وسأكمل دراستي الثانوية والجامعية وأعمل لأخدم ديني ووطني بلا كلل أو ملل، مضيفا سأكون داعيا لكل المدمنين وسأوجه النصائح لكل مدمن ليعود من طريق الضلال إلى الطريق المستقيم.
إلى ذلك أكد فهد و(أ.ج) أنهم سلكوا طريق الضلال بانغماسهم في الإدمان ولكن بعد دخولهم البرنامج العلاجي تقربوا إلى الله كثيرا وعادوا من الضلال خاصة أنهم قاموا بأداء فريضة الحج لهذا العام وهي التي ستجعل من حياتهم المستقبلية أكمل وأجمل.
وذكر ح.ع أنه ابتدأ التعاطي منذ أن كان عمره 12 عاما بسيجارة حشيش واستمر عشرة أعوام والتحق بوظيفة حكومية واستمر فيها فترة ثم فصل من العمل وأصبحت حياته تتدهور بين السجون والشارع، وأصبح يسرق ويعمل كل الأمور التي تجعله يحصل على الجرعة المخدرة بأي وسيلة كانت، ودخل مستشفى الأمل للصحة النفسية قبل 10 أعوام وبدأ يتعالج والتحق بالبرنامج العلاجي وأكمل فترته العلاجية وتحسنت حياته تدريجيا وتقرب من عائلته مرة أخرى.
وأضاف: آخر جرعة أخذتها قبل 9 أعوام والآن ولله الحمد أنا ملتحق بالعمل بمستشفى الأمل بالمنطقة الشرقية وانتهت حياة الإدمان.
وقال مشرف الحملة يوسف اليوسف «أولى الأمير محمد بن نايف اهتماما كبيرا بفئة المدمنين الذين يريدون التوبة والعلاج، وهنالك كثير من المدمنين تعافوا وتعالجوا وأصبحوا داعين إلى البعد عن المخدرات ويعملون معنا في مستشفيات الأمل المنتشرة في المملكة»، مضيفا قمنا هذا العام بتحجيج 140 متعافى من الإدمان بتوجيه من سموه من خلال برامج ايمانية تقربهم إلى الله لأن أفضل طريقة للعلاج هي التقرب من الله عز وجل.
وزاد «نحن في هذا البرنامج نقوم بتحجيج من تعافى من الإدمان وجلس بعد العلاج مدة 6 أشهر لنأخذه بعدها إلى الحج»، مشيرا إلى أنهم يعملون على تعزيز تقربهم إلى الله عز وجل من خلال الرحلات الإيمانية التي تزرع الوازع الديني خاصة الحج، لأن الحجيج يعودون كما ولدتهم أمهاتهم بلا أي ذنوب، فهذا سبب رئيسي يجعل الكثير من المدمنين يتوبون إلى الله ويحجون ليبدأوا حياتهم بخطة جديدة وطريق صحيح بلا إدمان.
ورفع الشكر للقيادة ووزير الداخلية وجميع الجهات الحكومية المشاركة في الحج على ما بذلوه من جهود جبارة لإنجاح حج هذا العام من خلال التنظيم الرائع الذي لاقى استحسان كل الحجيج.
وكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، قد وجه بتنظيم رحلة حج مجانية للمتعافين من الإدمان على مستوى المملكة، بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وأكد لـ «عكاظ» أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف أن توجيه سمو وزير الداخلية دلالة على رعايته للتائبين، وثقته بعدم عودتهم إلى ما كانوا عليه، وتهيئة كل سبل الصلاح والاستقامة لهم، بما في ذلك رعايتهم صحيا واجتماعيا، فضلا عن تنظيم رحلة الحج لهم.
وإشار إلى انضمام 140 متعاطى من الإدمان إلى قافلة الحج هذا العام، مبينا مدى سعادتهم وفرحتهم بتوجيه وزير الداخلية، واحتضانه لهم، مثمنين له هذه الثقة، التي تحضهم على فتح صفحة جديدة مع أنفسهم وذويهم، بما يخدم الوطن والمواطن.
وأوضح الشريف أن اللجنة الوطنية تقيم اليوم حفل تكريم لهم، بحضور قيادات أمنية واجتماعية، لتعزيز الثقة بهم، ودمجهم مع المجتمع.