-A +A
عبدالرحمن الحبيب
التأهيل الطبي يمر بمراحل شاقة تبدأ بشرط الحصول على أعلى الدرجات في المرحلة الثانوية والاختبار التحصيلي واختبار القدرات واجتياز المقابلة الشخصية بتفوق والسنة التحضيرية في بعض الجامعات وبعد القبول تأتي صعوبة الدراسة الجامعية الطبية وبعد الحصول على البكالوريوس تبدأ المرحلة الأصعب في الحصول على قبول وخاصة ممن يرغبون في مواصلة دراساتهم العليا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث إن القبول في التخصصات الطبية في أمريكا صعب جدا لوجود برنامج المطابقة الأمريكية فيواجه المبتعث صعوبة كبيرة في القبول ذلك أن النظام الأمريكي لا يسمح للأطباء الأجانب أن يتدربوا فيها لأن الزمالة الأمريكية تشتمل على التدريب والدراسة في وقت واحد وملف التقديم للقبول يمر بمراحل ومحطات طويلة وجادة منها إعداد سيرة ذاتية وتوصيات أكاديمية وكشف درجات مشرف واختبارات تحريرية وعملية ومقابلة شخصية.
إلا أن بعبع القبول لدراسة الطب ولله الحمد بدأ يقل بفضل السياسة الحكيمة لوزارة التعليم العالي ودعم الملحقية الثقافية بأمريكا على وجه الخصوص حيث أحسن الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى في اختيار من يقوم بكسر صخرة القبول ويذلل هذه الصعاب عن المبتعثين والمبتعثات وذلك بتعيين الدكتورة سمر السقاف أستاذة علم التشريح كمديرة لقسم البرامج الطبية بالمحلقية بواشنطن والتي تعد أول سعودية ترأس القسم الطبي بالملحقية كما هي أيضا أول دكتورة سعودية في علم التشريح. هذه الدكتورة استطاعت بعملها الجاد والمخلص وتفانيها في مساعدة المبتعثين والمبتعثات أن تستثمر مهاراتها القيادية وعلاقات التفاوض والتواصل وأن تحقق نجاحات في خدمة الوطن فهي مهندسة الاتفاقيات الطبية مع أفضل المستشفيات والكليات الطبية الأمريكية حيث تجاوز عدد هذه الاتفاقيات 276 في هذا العام بعد أن كانت 20 اتفاقية في عام 2008م كما تم قبول 256 طالبا في التخصصات الطبية هذا العام في حين كان عدد الطلاب المقبولين عام 2008 لايتجاوز 57 طالبا.

من حقنا أن نفتخر بهذا الأنموذج الوطني النسائي المتميز ومن حق هذه المرأة العصامية أن تفخر بحصولها على الدكتوراه الفخرية من جامعة سانت جوزيف والعديد من شهادات التقدير من الجامعات والمستشفيات الأمريكية وحصولها على الموظف المثالي في الملحقية للعامين 2011 و2012.
وللأمانة عرفت الدكتورة جيدا قبل ثماني سنوات عندما كنت حينذاك رئيسا لقسم الإعلام بجامعة الملك العزيز ورئيسا لتحرير صحيفة أخبار الجامعة وكانت وقتها عميدة لشطر الطالبات بالجامعة وكانت ترد لي الكثير من الأخبار والتقارير الصحيفة عن إنجازاتها في مجالات العمل الأكاديمي والتدريب والتوظيف والتخطيط الاستراتيجي والجودة الشاملة والخدمات المبتكرة لذوي الإعاقة.
ولا أستغرب من إطلاق المبتعثين والمبتعثات عليها لقب (أم المبتعثين) فهي فعلا بمثابة الأم الحنون المعطاء التي تسعد وتهنأ بخدمتهم ورعايتهم ومساعدتهم والسهرعلى راحتهم وتذليل كافة العقبات والتحديات التي تواجهم فبيتها وقبلها عقلها مفتوح للجميع.