رجال الأمن السعوديون أشداء في الحروب وحماية الوطن وفي نفس الوقت رحماء في المواقف الإنسانية التي أظهروها في موسم حج هذا العام وغيره من المواسم الماضية.
ونقلت قنوات التواصل الاجتماعي مواقفهم الإنسانية واداءهم لمهامهم في تنظيم أفواج الحجيج ومراقبتهم ومساعدتهم، ما كان لذلك صدى كبيرا بين أوساط أفراد المجتمع، وأثار الكثير من الإعجاب بإنسانية أفراد رجال الطوارئ ومكافحة الشغب، وكان صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية قد كرم أحد الجنود بعد أن تبادلت مواقع التواصل الاجتماعي صوره وهو يرش رذاذ الماء على الحجاج لترطيبهم وتبريدهم من حرارة الشمس.
عدد من المثقفين عبروا عن إعجابهم بهذه المواقف الإنسانية لرجال الأمن، مشيرين إلى أنهم وغيرهم من أبناء المجتمع السعودي نماذج للقيم الأخلاقية التي نشأ عليها أبناء هذه البلاد.
وأكد المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي، أن هذا الموقف الإنساني من الجندي وغيره من رجال الأمن تمثل نموذج واضحا للقيم الأخلاقية التي ينشأ عليها أبناء هذه البلاد، سواء من خلال مناهج التعليم التي تعلموها أو هوية المجتمع وعاداته دون تكلف أو فرض أو إكراه، وقال «أبناء الوطن بصفة عامة ورجال الأمن بصفة خاصة حينما يطبقون هذه المواقف الإنسانية في عملهم تأتي لوجه الله تعالى، وهذا بيان للناس جميعا عن طبيعة وسلوك الإنسان السعودي السوي الذي يتمسك بدينه ووطنيته، وينعكس عليه ذلك سلوكا وأخلاقا، وسيظل جنود بلادنا بإذن الله يخدمون زوار بيته المعظم، يحفظون حرمة البيت وأمنه ويقرنون ذلك بأدب جم وتعامل حضاري أخلاقي كبير، يقربهم إلى ربهم تبارك وتعالى، ويكون فيه طاعة لولاة أمرهم الذين سخروا كل إمكانات الدولة لخدمة هؤلاء الحجيج وحفظ الأمن والسكينة والراحة لمن قصد هذا البيت الحرام وهذه الديار المقدسة»، مضيفا: لن ينال الشغب والإرهاب بإذن الله من ديار قدسها أهل الإسلام وعظموها ورعتها دولتنا المباركة وحرسها جنودنا الأبطال الفضلاء وسنظل بإذن الله وحوله وقوته مثالا للأمن والأمان ومثالا للقيم الأخلاقية الفاضلة التي حثنا عليها ديننا وتشكلت منها هويتنا.
وأكد رئيس تحرير مجلة حقوق الإنسان أحمد الحوت، أن هذه المواقف الإنسانية غير مستغربة على رجال الأمن وأظهرت صورتهم مشرفة في خدمة الحج والحجاج بالحماية ومساعدة الضعيف والصغير والمريض ومنع التدافع وترتيب التفويج وحماية ممتلكات الحجاج فأدوا ماهو فوق الواجب.
أما العضو في هيئة حقوق الإنسان الدكتور المحامي عبدالحكيم بن عبدالله الخرجي فقال «أمرنا الله عز وجل بالشكر وذلك في قوله (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وهذه قاعدة ربانية تنطبق على الخليقة والإنسانية على وجه الخصوص فالشكر يزيد العطاء ويجعله يستمر، ورجال الأمن وحماته ضربوا أروع الأمثلة في الإيمان والأخلاق، منطلقين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) فسقيا الماء إيمان ودلالة التائه إيمان، ومساعدة المريض إيمان، ودف عربة الكبير أو المريض إيمان، وغيرها من المواقف الإنسانية الجميلة تدل على الإيمان والخلق الرفيع إذا اقترنت بالإخلاص.
وأضاف: رجال الأمن السعوديون رجال أشداء في الحروب وحماية الوطن، ولكن في المواقف الإنسانية تتجلى تربيتهم الإسلامية وأخلاقهم الفاضلة.
وتقول مديرة رعاية الفتيات بمكة المكرمة حفصة شعيب «هذه ليست المرة الأولى التي أرى فيها هذه المواقف الإنسانية من رجال الأمن بل رأيتهم بأم عيني قبل ثلاثة أعوام وهم يحملون حاجة كبيرة في السن لترمي الجمرات وسط الزحام وهي سعيدة لأنها رمتها بنفسها بكل يسر وسهولة، وهذا أمر غير مستغرب على رجال الأمن والطوارئ، وما التقطته كاميرات التصوير هذا العام إلا نموذج لبعض من كل فالعمل الإنساني لا يتعارض مع الحزم إذا دعت الحاجة، كل في موقعه وهو ما تعلق في الأذهان من شدة وغلاظة رجال الأمن والطوارئ وبهذه المواقف ظهر الأصل الإنساني بجانب العمل فتحية لكل أبنائنا المرابطين البواسل».
وأفضل ما قيل في شأن هذه المواقف الإنسانية، هو ما صرح به الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، بأن هذا العمل الإنساني ليس بمستغرب على رجال الأمن الأوفياء من أبناء هذه البلاد المباركة الذين جندوا أنفسهم لخدمة الحجيج وبذل قصارى جهدهم لراحتهم وأمنهم.