.. لفت أحد أبنائي نظري، أو بالأصح ذكرني بأن الأمريكان يحافظون على الإنسان حفاظا زاد عن حده.
قال: إذا كنت في أمريكا وجاءك صديق يزورك ثم عثر في طاولة بالصالون وطاح وانكسر رأسه يمكن أن يرفع عليك قضية ويلبسك تهمة أنك لم تجهز صالونك بشكل سليم مما أدى إلى «فقش» رأس الصديق، ويمكن أن تحكم عليك المحكمة بمليون دولار تعويضا للصديق الضيف الذي حل في دارك وخرج مكسور الرأس.
نحن لا نتفق معهم طبعا، ونعتبر هذا الصديق ما عنده أي شهامة، لكن القضاء هو القضاء، والقاضي قد يحكم بغرامة تزيد على دية الآدمي في القضاء السعودي.
القضاء السعودي أيضا يعطي القاضي الحق في أن يحكم أو أن يتجاهل، أو يغرم صاحب سيارة واقفة في الشارع غرامة كبيرة إذا سقط عليها إنسان وانكسرت رجله مثلا، لماذا أوقفت هذه السيارة هنا، ولا يمكن أن يقيك من الغرامة إلا إذا أثبت للقاضي أن الرجل الكسير رمى بنفسه أو أن أحدا دفعه للسقوط فهوى على سيارتك الواقفة في موقف صحيح وسليم في الشارع.
والقاضي يستند في حكم كهذا إلى مبدأ سلامة العاقبة، فالمباحات في هذه الدنيا مباحة شريطة سلامة العاقبة، لكن إذا انخرمت السلامة، فعلى من فرط في السلامة العامة أن يتحمل وزره.
وأبرز ما يمكن أن يقاس على هذا المبدأ هو ما نراه في شوارعنا من سيارات مظللة، بحيث يمكن القول باطمئنان أنه لا يقل عن ثلث السيارات التي تتحرك في شوارعنا مظللة الزجاج الخلفي والزجاج الأيمن والأيسر، ولا شك أن التظليل مخالفة مرورية وقد تتسبب في حوادث ناشئة عن عدم وضوح الرؤية.
ولست أدري سر هذا التظليل، فنساؤنا ــ والحمد لله ــ محجبات، وبعضهن منقبات أو مبرقعات، لكن الإفراط في الخصوصية بلغ حد إيذاء الآخرين الذين من حقهم رؤية من في السيارة حتى لا يحدث عبث، كما أن من مصلحة السائق أو مالك أو مالكة السيارة أن يبصر بوضوح ما يدور أثناء حركة المرور.
لذلك أدعو رجال المرور لأن يشددوا حملتهم ضد تظليل السيارات، وعلى القضاء أن يعاقب كل من وصلت قضيته إلى المحاكم بسبب تظليل السيارات.
ففي سلامة العاقبة فائدة لكافة مستخدمي الشوارع من بني آدم.
السطر الأخير:
قال تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم).
قال: إذا كنت في أمريكا وجاءك صديق يزورك ثم عثر في طاولة بالصالون وطاح وانكسر رأسه يمكن أن يرفع عليك قضية ويلبسك تهمة أنك لم تجهز صالونك بشكل سليم مما أدى إلى «فقش» رأس الصديق، ويمكن أن تحكم عليك المحكمة بمليون دولار تعويضا للصديق الضيف الذي حل في دارك وخرج مكسور الرأس.
نحن لا نتفق معهم طبعا، ونعتبر هذا الصديق ما عنده أي شهامة، لكن القضاء هو القضاء، والقاضي قد يحكم بغرامة تزيد على دية الآدمي في القضاء السعودي.
القضاء السعودي أيضا يعطي القاضي الحق في أن يحكم أو أن يتجاهل، أو يغرم صاحب سيارة واقفة في الشارع غرامة كبيرة إذا سقط عليها إنسان وانكسرت رجله مثلا، لماذا أوقفت هذه السيارة هنا، ولا يمكن أن يقيك من الغرامة إلا إذا أثبت للقاضي أن الرجل الكسير رمى بنفسه أو أن أحدا دفعه للسقوط فهوى على سيارتك الواقفة في موقف صحيح وسليم في الشارع.
والقاضي يستند في حكم كهذا إلى مبدأ سلامة العاقبة، فالمباحات في هذه الدنيا مباحة شريطة سلامة العاقبة، لكن إذا انخرمت السلامة، فعلى من فرط في السلامة العامة أن يتحمل وزره.
وأبرز ما يمكن أن يقاس على هذا المبدأ هو ما نراه في شوارعنا من سيارات مظللة، بحيث يمكن القول باطمئنان أنه لا يقل عن ثلث السيارات التي تتحرك في شوارعنا مظللة الزجاج الخلفي والزجاج الأيمن والأيسر، ولا شك أن التظليل مخالفة مرورية وقد تتسبب في حوادث ناشئة عن عدم وضوح الرؤية.
ولست أدري سر هذا التظليل، فنساؤنا ــ والحمد لله ــ محجبات، وبعضهن منقبات أو مبرقعات، لكن الإفراط في الخصوصية بلغ حد إيذاء الآخرين الذين من حقهم رؤية من في السيارة حتى لا يحدث عبث، كما أن من مصلحة السائق أو مالك أو مالكة السيارة أن يبصر بوضوح ما يدور أثناء حركة المرور.
لذلك أدعو رجال المرور لأن يشددوا حملتهم ضد تظليل السيارات، وعلى القضاء أن يعاقب كل من وصلت قضيته إلى المحاكم بسبب تظليل السيارات.
ففي سلامة العاقبة فائدة لكافة مستخدمي الشوارع من بني آدم.
السطر الأخير:
قال تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم).