-A +A
سالم الجهني (جدة)
الانترنت لم يعد وسيلة للأخبار والمعلومات العامة وانما مسرح للجريمة المنظمة “والفالتة” ايضاً بل اصبح معملاً ومختبراً لتدريب المجرمين والارهابيين على صنع القنابل القذرة فضلاً عن نشر المسكوت عنه بالصوت والصورة لكن تبقى المصداقية هي المحك خصوصاً مع انتشار المواقع ورسائل البلوتوث الملغومة والتي تهدف للتخويف والارهاب والانتقام احياناً. ثمة مشككون في مصداقيتها لكن آخرون يعتقدون بصحة تلك الجرائم ولهذا يتنامى جمهورها بشكل مضطرد. غازي المالكي وهو مستخدم ضليع لشبكة الانترنت قال انه يثق فيما تنشره كثيراً عن الجرائم والفضائح التي كما يقول لا يمكن تناولها بوضوح من قبل للصحافة او الفضائيات مستشهداً في هذا الصدد بكارثة نفق النهضة وبرجس المشهورتين واللتين تداولتهما مقاطع “النت” والبلوتوث على نطاق واسع قبل ان تتناقلهما الصحافة المكتوبة.
تصفية حسابات شخصية

لكنه يرى في الوقت نفسه ان ما تنشره بعض المواقع المشبوهة لا يخلو من محاولات النيل من الآخرين والتشهير بهم مشيراً الى ان تلك المواقع تستمد شهرتها واستمراريتها وجماهيرها من ترويج الشائعات والاخبار الملفقة.
وفي الاطار ذاته يقول حسن الشهري موظف في وزارة الصحة اثق كثيراً فيما تتداوله بعض المواقع الجماهيرية العالية مثل شبكة الساحات نظراً لمصداقيته وشفافيته فهناك اسماء اصبحت معروفة بحرفيتها ودقتها وخاصة الإخبارية والتي تحظى بمتابعة واهتمام عدد هائل من رواد الشبكة العنكبوتية.
فتاة الحاوية
ولايخفي الشهري استياءه من استغلال البعض لنقل الشاذ والغريب من الجرائم والتي تهدف للشهرة والانتشار في اوساط المتلقين خاصة ان مثل هذه الجرائم تستحوذ على اهتمام معظم فئات المجتمع ويستشهد بحادثة الفتاة التي عثر على جثتها حسب الرواية النتية في حاوية للنفايات في احد شوارع مكة المكرمة.. ووفقاً للصورة تبدو الفتاة في العقد الثاني من عمرها.. وتابعت الرواية ان الفتاة عثر عليها في كامل اناقتها وانها كانت عائدة للتو من مناسبة زواج من احدى صالات الافراح.
واردف: رغم ان هذه الرواية جرى تداولها بشكل واسع على نطاق الشبكة ورسائل الجوال الا ان الجهات المعنية التزمت الصمت حيالها رغم خطورتها الامر الذي عزز فرضية صحة الحادثة خاصة انه تم توثيقها بالصورة.
من يردع مروجي الشائعات
وتمنى الشهري ان تكون هناك جهات امنية مهمتها متابعة ما يتم نشره على مواقع النت بالذات فيما يتعلق بالجرائم الشاذة التي يتم تداولها على نطاق واسع عبر الانترنت والجوال وذلك لنشرايضاحات حولها من خلال الصحف لاغلاق الابواب امام مروجي الشائعات.
ويقول محمد عايض المحياوي من مدمني الشبكة العنكبوتية انه لا يثق في كل ما يتم تداوله عبرها من اخبار وفضائح خاصة انه يعتقد بان من يقومون بنشر هذه المواضيع من فئة المراهقين وصغار السن وبعض هواة ترويج الاكاذيب والغرائبيات الشاذة مستثنياً ذلك بعض المواقع الاخبارية الرصينة.
جمعية قضائية واكاديمية
وطالب المحياوي بتأسيس جمعية اهلية تهتم بنشر الوعي المجتمعي بالمخاطر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الناجمة عن الاستخدامات غير الآمنة للانترنت على غرار جمعيات افتتحت مؤخراً في عدد من البلدان تضم بين اعضائها قضاة ومحامين واعضاء هيئة تدريس بالجامعات ومختصين في البرمجيات على ان تملك موقعاً على الشبكة باكثر من لغة مثل العربية والانجليزية والفرنسية للتواصل مع المهتمين بهذه القضية على مستوى العالم.
اختطاف واغتصاب
وتأكيداً لما ذهب اليه المحياوي من خطورة ترك الامر فالتا دون جمعية مختصة لدرء المخاطر وجلب المنافع يقول محمد عمر حناوي كثرت في الآونة الاخيرة جرائم الاختطاف والاغتصاب والمشاهد الجنسية الفاضحة الموجهة لفئة الشباب على اعتبار انهم اكثر الفئات استخداماً لتقنية النت والبلوتوث واسرع تأثراً من غيرهم معرباً عن اسفه لقيام مواقع سعودية وخليجية للترويج لهذه الجرائم والتي تستهدف المشاهير في العالم العربي.
خادمة متهتكة
ويؤكد حناوي عدم ثقته احياناً فيما تتناقله المواقع من احداث غرائبية وجرائم خيالية مستشهداً بما تم تداوله عن خادمة آسيوية لم تكتف بإدخال الغرباء الى منزل مخدومها اثناء غيابه وزوجته وممارسة الفاحشة معهم بل سلمت اطفال مخدومها الابرياء ممن تتراوح اعمارهم بين 3-8 سنوات لوحوش بشرية لهتك اعراضهم في غيبة ذويهم على مدى سنة كاملة الى جانب استخدام اسلوب التهديد مع الاطفال بالسكين لضمان عدم فضح امرها لوالديهما كما مارست الفاحشة مع هؤلاء الاطفال وطالب حناوي وسائل الاعلام المقروءة بسرعة التدخل في مثل هذه القضايا ومتابعتها بشكل دقيق ونشر ما يتعلق بها من امور لكشف الحقائق وتبديد الشائعات الرخيصة لتبصير الرأي العام بحقيقتها حتى لاتكون نهباً للتضليل وسوء الفهم.
ارهاب الانترنت
ويرى حسين الزهراني ان خطر الانترنت يكمن في نشر المعلومات السرية او المضللة عن اشخاص بهدف اخافتهم واخضاعهم لسيطرتهم كالجريمة التي جرت احداثها في احدى الدول العربية قبل بضعة اشهر حينما قام شخص تربطه علاقة بفتاة خليجية احتفظ بصور لها قام بنشرها لاحقاً على “النت” لأنها تراجعت عن الزواج به فقرر الانتقام منها من خلال انشاء موقع خاص به على الشبكة ووضع صور اباحية ومعلومات عن حياتها الشخصية وتمادى اكثر من ذلك بأن ارسل الصور الى والدها واقاربها وتبين فيما بعد انه قام بتركيبها بشكل متقن بهدف التشهير وارهاب الضحية وبإحالته للقضاء اصدرت احدى المحاكم حكماً هو الاول من نوعه في قضايا التشهير وانتهاك حرمة الحياة الخاصة عبر الانترنت على هذا الشخص بالسجن 6 أشهر لادانته بنشر صور اباحية ومعلومات خاصة عن الفتاة.
غير ان الزهراني اعتبر الحكم غير كاف في جريمة بهذا الحجم من التدمير النفسي للضحية مشيراً الى ان خطر هذه الجرائم يكمن في وقوف اشخاص وجهات مشبوهة خلفها تسعى لتحويل المجتمع العربي المحافظ الى مجتمع بوهيمي من خلال ترويج الشذوذ الجنسي وانتهاك المحارم وذلك عبر التغلب على الحجب باستخدام رسائل البريد الالكتروني او العرض على مواقع الشبكة او عن طريق المساحات وغيرها.