-A +A
تركي الدخيل
شكل الابتعاث في السعودية وجه التنمية بالموارد البشرية، مشروع الملك عبدالله هذا كان فاتحة لأبناء هذا الجيل وبناته، أكثر من مائتي ألف سعودي وسعودية يجوبون جامعات العالم بحثا عن العلم والمعرفة. بعض هؤلاء لم يخرج كثيرا خارج البلاد مما يجعل مهمة التأقلم ليست سهلة، هناك أساليب لكل بلدٍ يذهب إليه الدارس، ثمة فرق بين أستراليا وأمريكا والصين واليابان، هناك ثقافات وأسس وتاريخ طويل لكل بلدٍ ولكلٍ أمةٍ من تلك الأمم. سرعة إرسال المبتعثين أحيانا قبل إخضاعهم لدورات تدريبية للتعامل مع المجتمع المختلف والآخر المغاير قد يخلق مشكلات، وهذا ما انتبهت إليه وركزت عليه وزارة الخارجية أولا، ومن ثم الملحقيات الثقافية في بلدان العالم. أن تكون دارسا بين المجتمعات المتعددة والمتنوعة ذات الثقافة المختلفة، يعني التأقلم والتغير، والتجدد، تبعا للظروف والقوانين، والأنظمة المعاشة.
قبل فترةٍ، أقرت الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا أنها أبعدت وألغت بعثة طالب بسبب إرساله رسائل نصية وصورا محظورة عن المشاركة في القتال والجهاد في أماكن الصراع عبر برنامج التواصل الاجتماعي "واتساب" إلى زميل له، مشددة على أنه لا مجال للمزاح في هذا الشأن.

ونقلت جريدة "الاقتصادية" أن وزارة التعليم العالي ستعقد عددا من اللقاءات خلال الفترة المقبلة مع رؤساء الأندية الطلابية السعودية، في جميع الجامعات والكليات في جميع الدول التي يتواجد فيها طلاب وطالبات مبتعثون؛ للتأكيد على خطر الأفكار المتطرفة، وعدم الانجراف وراء أي دعوات مضللة، حتى لو على سبيل المزاح والضحك، وأن مصير من يفعل ذلك الإبعاد والحرمان من استكمال الابتعاث مباشرة.
الابتعاث منحة جليلة، ونعمة عظيمة، على من توافرت له أن يحافظ على شروطها، بعيدا عن الذي اعتاد عليه، ليدخل مناخات التغيير والتجدد في العلم والمعرفة.. بل والحياة بأكملها.