كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن مفهوم متشدد وجديد لـ«الجهاد» بدءا من القتال في أفغانستان وأولئك الذاهبين من شبابنا إلى الجبال والجحيم هناك وانتهاء بالقتال في العراق والشيشان نتيجة الدعوة وتحريض من بعض الدعاة في بلادنا وبعض الدعاة المتسللين إلى وسائل إعلامنا وقنواتنا.. والموجودين في كثير من دوائرنا ومؤسساتنا التعليمية والتربوية والثقافية والاجتماعية.
اليوم تتجدد الدعوة نفسها إلى الجهاد في مناطق التوتر وتحريض شباب المملكة من قبل بعض الدعاة في بعض وسائل الإعلام وقنوات التواصل إلى القتال في مواقع النزاع والتوتر والدخول إلى بوابة الجحيم مرة أخرى وتعريضهم لكل أنواع المخاطر وصولا إلى لحظة القتل بحثا عن الشهادة المنشودة.
ومن هنا لا بد من إعادة النظر في مفهوم الجهاد ومفهوم الشهادة ومن هو الشهيد وهو ما يقتضي تقعيد وتأصيل هذه الكلمات التي تمر كل يوم كتابة ونطقا على ألسنة بعض الدعاة والخطباء دون فحصها وقراءتها قراءة واعية وماعنة إضافة إلى المسألة المتعلقة بثقافة بعض الدعاة وخطباء المساجد والمشايخ والمرتبطة بالوعي بالسياسة وتداخلاتها وتشابكاتها المختلفة.
إن كثيرا ممن يدعون إلى القتال في مناطق النزاع والتوتر السياسي في العالم لديهم توجهات وأجندات تصب في مجملها وجلها في صالح أطراف خارجية ودينية ومذهبية ولا ترتكز على قاعدة علمية فقهية وشرعية ودينية، إضافة إلى غياب تام لمفهوم الجهاد ومفهوم الشهادة ودفع الشباب إلى بوابة الجحيم، ودعما لتنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» والقاعدة.. وغيرها..
متى يتوقف هذا الفكر الظلامي والخطاب الدعوي القائم على التحريض والتكفير من بعض الدعاة والخطباء؟.
ومتى يتحول هذا الخطاب الدعوي إلى خطاب تنويري يدعو إلى جهاد النفس ومحاربة نزعات البشر الشريرة، لا التحريض على القتال والعنف.
إن المفارقة الغريبة والعجيبة أن بعض الدعاة الذين يدعون إلى الجهاد.. ويدعون إلى التحريض وممارسة القتل والعنف من بيوتهم وعبر الفضائيات هكذا بكل بساطة وخفة وفي ظل المسؤولية الدينية والأخلاقية والوطنية.. دون ارتكاز إلى وعي بخطورة ما يقدمون أبناءهم للخوض في المعارك الدائرة في دول الجوار من سوريا الى العراق بل ويحرضون الآخرين من شباب الوطن للدخول في جحيم هذه المعارك تحت مسمى الجهاد والذي هو براء منهم ومن ذهنيتهم السوداء وأفكارهم الجهنمية.
والمفارقة أن هناك أكاديميين يحملون مؤهلات علمية يحرضون شبابنا للالتحاق بتنظيم داعش في العراق، وأستغرب أن هؤلاء ينتسبون إلى الحقل العلمي الذي يرتكز بالضرورة تفكيرا وممارسة على التفكير العلمي والعقلانية ليس على التفكير العامي والشعبي، إضافة إلى بعض المتطرفين المندسين في مؤسساتنا الاجتماعية والتربوية وهو ما حذر منه وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل وقال بتنظيف المؤسسة التربوية من هؤلاء.
إن بعض الأكاديميين وأساتذة الجامعة وبعض من يحملون شهادات عليا بدلا من أن يشيعوا ويكرسوا الثقافة في المجتمع ويؤسسوا للعقلانية والتفكير الحر والعلمي ويعملوا على بناء ركائز أساسية في المجتمع السعودي تتجه نحو مجتمع الحداثة والمدنية، يدعون إلى الانتكاس والتراجع وجعل الدولة والمجتمع ينتميان إلى العصور القديمة المظلمة والسقوط الحضاري.
إن المجتمع السعودي يحمل في داخله بذورا أساسية لزراعة شجرة المعرفة والعلم الوارفة الظلال على الحاضر والمستقبل، ويحمل في أعماق وأذهان أبنائه وبناته شعلة الأمل والتطوير والتغيير الاجتماعي والمعرفي من خلال الجامعات والمراكز العلمية والثقافية وعبر مشروع الابتعاث.. وهو المشروع العظيم والكبير المضيء، إضافة إلى وجود نخبة عالية من المثقفين والمفكرين..
لكن بالمقابل هناك عقليات داخل هذا المجتمع تعمل على إجهاض أي مشروع حضاري وعلمي وبدلا من أن تكرس مفهوم الجهاد في محاربة التخلف والجهل تكرس مفهوم الجهاد نحو «رمي» الجيل الشاب في دوائر النار والجحيم في دول الجوار.
أخيرا أقول إن هؤلاء المحرضين والداعين إلى الجهاد تنقصهم الحنكة والحصافة والوعي السياسي وفهم مجريات الأمور والأحداث وما يعملونه ويصنعونه هو نتاج فكر أسود وحسابات مذهبية خاطئة وهو ما يعبر عن عقول مريضة هي في الأساس خارج العصر.
ليكن هؤلاء أكثر وطنية وانتماء لهذه الأرض وأكثر إخلاصا وإنتاجا من أجل بناء هذا الوطن بعيدا عن تنظيمي القاعدة وداعش وخلافهما من التنظيمات، ليكن الانتماء للوطن، لا الانتماء لهذا التنظيم وذاك المذهب.
مرة أخرى، نحن بحاجة إلى خطاب التعمير لا خطاب التدمير في خطابنا الدعوي والإعلامي والاجتماعي من أجل بناء مجتمع أكثر حداثة ومدنية وتحضرا وإنسانية.
اليوم تتجدد الدعوة نفسها إلى الجهاد في مناطق التوتر وتحريض شباب المملكة من قبل بعض الدعاة في بعض وسائل الإعلام وقنوات التواصل إلى القتال في مواقع النزاع والتوتر والدخول إلى بوابة الجحيم مرة أخرى وتعريضهم لكل أنواع المخاطر وصولا إلى لحظة القتل بحثا عن الشهادة المنشودة.
ومن هنا لا بد من إعادة النظر في مفهوم الجهاد ومفهوم الشهادة ومن هو الشهيد وهو ما يقتضي تقعيد وتأصيل هذه الكلمات التي تمر كل يوم كتابة ونطقا على ألسنة بعض الدعاة والخطباء دون فحصها وقراءتها قراءة واعية وماعنة إضافة إلى المسألة المتعلقة بثقافة بعض الدعاة وخطباء المساجد والمشايخ والمرتبطة بالوعي بالسياسة وتداخلاتها وتشابكاتها المختلفة.
إن كثيرا ممن يدعون إلى القتال في مناطق النزاع والتوتر السياسي في العالم لديهم توجهات وأجندات تصب في مجملها وجلها في صالح أطراف خارجية ودينية ومذهبية ولا ترتكز على قاعدة علمية فقهية وشرعية ودينية، إضافة إلى غياب تام لمفهوم الجهاد ومفهوم الشهادة ودفع الشباب إلى بوابة الجحيم، ودعما لتنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» والقاعدة.. وغيرها..
متى يتوقف هذا الفكر الظلامي والخطاب الدعوي القائم على التحريض والتكفير من بعض الدعاة والخطباء؟.
ومتى يتحول هذا الخطاب الدعوي إلى خطاب تنويري يدعو إلى جهاد النفس ومحاربة نزعات البشر الشريرة، لا التحريض على القتال والعنف.
إن المفارقة الغريبة والعجيبة أن بعض الدعاة الذين يدعون إلى الجهاد.. ويدعون إلى التحريض وممارسة القتل والعنف من بيوتهم وعبر الفضائيات هكذا بكل بساطة وخفة وفي ظل المسؤولية الدينية والأخلاقية والوطنية.. دون ارتكاز إلى وعي بخطورة ما يقدمون أبناءهم للخوض في المعارك الدائرة في دول الجوار من سوريا الى العراق بل ويحرضون الآخرين من شباب الوطن للدخول في جحيم هذه المعارك تحت مسمى الجهاد والذي هو براء منهم ومن ذهنيتهم السوداء وأفكارهم الجهنمية.
والمفارقة أن هناك أكاديميين يحملون مؤهلات علمية يحرضون شبابنا للالتحاق بتنظيم داعش في العراق، وأستغرب أن هؤلاء ينتسبون إلى الحقل العلمي الذي يرتكز بالضرورة تفكيرا وممارسة على التفكير العلمي والعقلانية ليس على التفكير العامي والشعبي، إضافة إلى بعض المتطرفين المندسين في مؤسساتنا الاجتماعية والتربوية وهو ما حذر منه وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل وقال بتنظيف المؤسسة التربوية من هؤلاء.
إن بعض الأكاديميين وأساتذة الجامعة وبعض من يحملون شهادات عليا بدلا من أن يشيعوا ويكرسوا الثقافة في المجتمع ويؤسسوا للعقلانية والتفكير الحر والعلمي ويعملوا على بناء ركائز أساسية في المجتمع السعودي تتجه نحو مجتمع الحداثة والمدنية، يدعون إلى الانتكاس والتراجع وجعل الدولة والمجتمع ينتميان إلى العصور القديمة المظلمة والسقوط الحضاري.
إن المجتمع السعودي يحمل في داخله بذورا أساسية لزراعة شجرة المعرفة والعلم الوارفة الظلال على الحاضر والمستقبل، ويحمل في أعماق وأذهان أبنائه وبناته شعلة الأمل والتطوير والتغيير الاجتماعي والمعرفي من خلال الجامعات والمراكز العلمية والثقافية وعبر مشروع الابتعاث.. وهو المشروع العظيم والكبير المضيء، إضافة إلى وجود نخبة عالية من المثقفين والمفكرين..
لكن بالمقابل هناك عقليات داخل هذا المجتمع تعمل على إجهاض أي مشروع حضاري وعلمي وبدلا من أن تكرس مفهوم الجهاد في محاربة التخلف والجهل تكرس مفهوم الجهاد نحو «رمي» الجيل الشاب في دوائر النار والجحيم في دول الجوار.
أخيرا أقول إن هؤلاء المحرضين والداعين إلى الجهاد تنقصهم الحنكة والحصافة والوعي السياسي وفهم مجريات الأمور والأحداث وما يعملونه ويصنعونه هو نتاج فكر أسود وحسابات مذهبية خاطئة وهو ما يعبر عن عقول مريضة هي في الأساس خارج العصر.
ليكن هؤلاء أكثر وطنية وانتماء لهذه الأرض وأكثر إخلاصا وإنتاجا من أجل بناء هذا الوطن بعيدا عن تنظيمي القاعدة وداعش وخلافهما من التنظيمات، ليكن الانتماء للوطن، لا الانتماء لهذا التنظيم وذاك المذهب.
مرة أخرى، نحن بحاجة إلى خطاب التعمير لا خطاب التدمير في خطابنا الدعوي والإعلامي والاجتماعي من أجل بناء مجتمع أكثر حداثة ومدنية وتحضرا وإنسانية.