انتهى العام، رحل بكل ما فيه، سنقول صفحة وانتهت، وسنفتح صفحة جديدة، ونتفاءل بعام جديد دون أن نراجع أنفسنا، ونتناسى أن الحياة كلها مجرد لمحة بصر، تحتاج إلى مراجعة ومعالجة في كل مناحيها.
هذا سيقول: أنت سيئ، والعام المنصرم سيئ، وذاك سيقول: انس ما فات، العام الجديد مرحلة مختلفة، ومحطة مقبلة، وثالث بعيد كل البعد عن الأماني والتطلعات، ورابع وخامس وكثر همهم في الدنيا المظاهر البراقة وجمع الأموال دون التفكير بأنها لن تدخل معهم في القبر، في تلك الحفرة الصغيرة التي ستكون هي البيت الذي لم يفكروا فيه ولم يجهزوا له حق التجهيز لتلافي عذابه.
قبل 360 يوما استقبلنا هذا العام، وها نحن نودع أيامه التي لن تعود أبدا، ومرت سريعة كلمحة بصر، فهل فكر الإنسان في تعويض كل يوم وكل ساعة وحاسب نفسه قبل أن يأتي أجله المنتظر الذي لا يدري متى يدركه في هذا العام أو في هذه الساعة.
سألت أحد الأصدقاء عن العام الذي سنودعه اليوم، وماذا صنع فيه؟، فقال: «ما يؤلمني هو سعر الشاي!!» ، وأطلق ابتسامة عريضة، وبدأ يسرد الأماني والتطلعات والهموم، وقلت له: «وما سر الشاي والابتسامة؟!» ، فرد ضاحكا: «تخيل شربت بيالة شاي بـ(10 ريالات) وأمام الفاتورة مكثت أتلذذ به إلى آخر قطرة، بل لو بقي سكر في قاع الكوب ولم يذب للعقته بيدي؛ لأنه شاي ما يسوى ريال، وسعره عال مثل «المجنونة» في الحلقة؛ أشتري صندوق طماطم بخمسين ريالا، العام أدركني وكل شيء في تصاعد حتى رسوم المدارس والإيجار والأضاحي في ازدياد، وكلها أمور تشغلني، فلماذا لا تتعجب من الضحكات؟!». (هم يبكي وهم يضحك).
أعادني إلى رواية لأحد الأصدقاء يذكر فيها في فترة ظهور الأطباق الفضائية (الدش) والغلاء الفاحش الذي صاحب تلك المرحلة، بأنه تجاذب الحديث مع إخوته في جلسة حضرتها والدتهم، وكان يتباهى أمامهم بأنه ركب دش بحوالي 5000 ريال، فردت والدته العجوز بعفوية «الله يجعلني ما أتروش تحت الدش، يا ولدي شف لك سباك يركب لك دش زي الناس، ليش تكلف على نفسك»، وأطلق أبناؤها ضحكات بأصوات عالية ضج بها المكان، انزعجت الأم من أبنائها واتجهت لغرفتها ليلحقوا بها ويتوسلوها الرضا؛ إدراكا منهم بأنها غضبت منهم، ولم يبرحوا غرفتها حتى أطلقت ابتسامتها ودعت لهم «الله يرضى عليكم دنيا وآخرة».
ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية العام، والذي يجب فيه أن نتخلص من كل شيء من الحقد والكراهية والنفاق والتدليس ونستقبل عامنا الجديد بكل تسامح وتفاؤل، وقبل هذا وذاك أن نضع مخافة الله نصب أعيننا، وأن نتحلى بها في القول والفعل والعمل.. وإلى الملتقى في العام الجديد، وسامحونا.
هذا سيقول: أنت سيئ، والعام المنصرم سيئ، وذاك سيقول: انس ما فات، العام الجديد مرحلة مختلفة، ومحطة مقبلة، وثالث بعيد كل البعد عن الأماني والتطلعات، ورابع وخامس وكثر همهم في الدنيا المظاهر البراقة وجمع الأموال دون التفكير بأنها لن تدخل معهم في القبر، في تلك الحفرة الصغيرة التي ستكون هي البيت الذي لم يفكروا فيه ولم يجهزوا له حق التجهيز لتلافي عذابه.
قبل 360 يوما استقبلنا هذا العام، وها نحن نودع أيامه التي لن تعود أبدا، ومرت سريعة كلمحة بصر، فهل فكر الإنسان في تعويض كل يوم وكل ساعة وحاسب نفسه قبل أن يأتي أجله المنتظر الذي لا يدري متى يدركه في هذا العام أو في هذه الساعة.
سألت أحد الأصدقاء عن العام الذي سنودعه اليوم، وماذا صنع فيه؟، فقال: «ما يؤلمني هو سعر الشاي!!» ، وأطلق ابتسامة عريضة، وبدأ يسرد الأماني والتطلعات والهموم، وقلت له: «وما سر الشاي والابتسامة؟!» ، فرد ضاحكا: «تخيل شربت بيالة شاي بـ(10 ريالات) وأمام الفاتورة مكثت أتلذذ به إلى آخر قطرة، بل لو بقي سكر في قاع الكوب ولم يذب للعقته بيدي؛ لأنه شاي ما يسوى ريال، وسعره عال مثل «المجنونة» في الحلقة؛ أشتري صندوق طماطم بخمسين ريالا، العام أدركني وكل شيء في تصاعد حتى رسوم المدارس والإيجار والأضاحي في ازدياد، وكلها أمور تشغلني، فلماذا لا تتعجب من الضحكات؟!». (هم يبكي وهم يضحك).
أعادني إلى رواية لأحد الأصدقاء يذكر فيها في فترة ظهور الأطباق الفضائية (الدش) والغلاء الفاحش الذي صاحب تلك المرحلة، بأنه تجاذب الحديث مع إخوته في جلسة حضرتها والدتهم، وكان يتباهى أمامهم بأنه ركب دش بحوالي 5000 ريال، فردت والدته العجوز بعفوية «الله يجعلني ما أتروش تحت الدش، يا ولدي شف لك سباك يركب لك دش زي الناس، ليش تكلف على نفسك»، وأطلق أبناؤها ضحكات بأصوات عالية ضج بها المكان، انزعجت الأم من أبنائها واتجهت لغرفتها ليلحقوا بها ويتوسلوها الرضا؛ إدراكا منهم بأنها غضبت منهم، ولم يبرحوا غرفتها حتى أطلقت ابتسامتها ودعت لهم «الله يرضى عليكم دنيا وآخرة».
ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية العام، والذي يجب فيه أن نتخلص من كل شيء من الحقد والكراهية والنفاق والتدليس ونستقبل عامنا الجديد بكل تسامح وتفاؤل، وقبل هذا وذاك أن نضع مخافة الله نصب أعيننا، وأن نتحلى بها في القول والفعل والعمل.. وإلى الملتقى في العام الجديد، وسامحونا.