-A +A
أحمد الصائغ (جدة)
استعاد عبدالوهاب اياز من منسوبي قاعدة الملك فيصل البحرية ذكريات أيام الدراسة حيث كانت «المذاكرة» هي المحور الأساسي للطلاب فبمجرد دخول الأسبوع الذي يسبق الاختبارات يبدأ في انتباههم ليصل عن طريقهم إلى الأسر في المنازل.
وعن تلك الأيام يقول كانت المساجد تزدحم بالطلاب فالبعض منهم يبحث عن الهدوء والآخر عن بركة المسجد وجوه الروحاني، وهناك من كان يتفاءل بالأطفال الصغار فيعطيه كتابه ليفتح الطفل صفحاته بشكل عشوائي فيتم التركيز على ما تم فتحه معتقدا بأن هناك سؤالا ما سيكون من هذه الصفحة.

وفي صباح يوم الاختبار يتجمع الطلاب داخل المدرسة وكل يحمل أدواته من أقلام وقطعة خشبية أعلاها مساكة معدنية تسمى بالسنادة يضع عليها الطالب ورقة الاختبار ذات اللون المصفر التي يطلق عليها مسمى (فرخ) وعند ظهور نتيجة الاختبار يتسابق الطلاب إلى المدرسة ليستلموا النتيجة النهائية (الشهادة) فمن خلت شهادته من الدوائر الحمراء فقد نجح وعليه إحضار صندوق البيبسي لتوزيعه على معلمين المدرسة وما بقى منه للجيران، وكان الوضع في المرحلة المتوسطة لا يختلف كثيرا عنه في الابتدائية وشهادة الصف السادس الابتدائي في ذلك الوقت لا تقل أهمية عن الكفاءة المتوسطة والثانوية العامة حتى أن تصحيح اختباراتها تتم في محافظة جدة وتعلن النتائج في الصحف اليومية، فيما كان التباين واضحا في المرحلة الثانوية، حيث تختلف طرق المذاكرة وأماكنها وأشهر هذه الأماكن كانت هي الدقم وشاطئها الجميل، وفي كثبان رمال سمنة يجد الكثيرون الهدوء والتركيز، وبعد الاختبار ينطلق الطلاب إلى أماكن بيع المأكولات وخاصة (الطعمية) وتجدهم يتبادلون وبصوت مرتفع الأحاديث حول أسئلة الاختبار، ثم يعودون لمنازلهم مستعدين ليوم واختبار جديد فلا يوجد ملهيات ينشغل بها الطلاب فزمنهم ليس زمن الاي باد والاي فون والبلاك بيري.