مع قرب انطلاق المنتدى التشيكي ــ السعودي للأعمال الذي ينطلق في نوفمبر المقبل، ولمعرفة تفاصيل المنتدى وأهدافه، والمواضيع التي سيطرحها، أجرينا حوارا مع القنصل الفخري لجمهورية التشيك في المملكة حسين شبكشي، الذي كشف عن جهود تبذل حاليا لإنشاء منطقة ضريبية موحدة بين البلدين، تتضمن إعفاءات جمركية، وتسهيلات خاصة تتعلق بالتأشيرات طويلة الأجل، أو الإقامة طويلة الأجل، وغيرها من الامتيازات الأخرى التي تهم المستثمر السعودي، ونظيره التشيكي.
وقال: إنه يجري الآن إعداد بروتوكول للتعاون في المجال الصحي بين البلدين، يتضمن اعتماد كافة التخصصات الطبية، والشهادات التي تصدرها الجامعات التشيكية التي لم تكن معتمدة من قبل في المملكة. وكذلك الاعتراف بالكفاءات الصحية والمنظومة الصحية بين البلدين، واعتماد الإنتاج الدوائي للتشيك ضمن المنظومة الدوائية الموجودة في المملكة وإلى تفاصيل الحوار:
• أسست مؤخرا الغرفة التشيكية ــ السعودية للتجارة، فما أهم الأهداف التي تسعى الغرفة إلى تحقيقها؟
•• الهدف الأساسي من إنشاء الغرفة استحداث وسيلة تواصل بين القطاعين الخاص في البلدين .
• ما العنوان الرئيسي للمنتدى التشيكي ــ السعودي الأول للأعمال الذي سيعقد في براغ الشهر المقبل، وما أبرز المواضيع التي سيناقشها ؟
•• «الشراكة» هي عنوان المنتدى، ومن الأهمية بمكان أن نأخذ بعين الاعتبار العلاقات المتينة بين المملكة والقارة الأوروبية، وجمهورية التشيك تقع في عمق أوروبا، وموقعها الاستراتيجي يؤهلها لأن تكون جسر تواصل بين الشرق والغرب. كما أن لديها فرصا استثمارية منافسة جدا، وبكفاءات عالية، وأقل تكلفة من الجيران التقليديين، والشركاء الاستراتيجيين في أوروبا. والغاية من المنتدى هي التعريف بالمملكة كشريك استراتيجي. فالتشيكيون يجهلون الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي نمتلكها، ويعتقدون أننا دولة نفطية ليس لديها موارد اقتصادية أخرى. ونحن أيضا كونا صورة نمطية تقليدية عن التشيك بأنها دولة تعتمد على روسيا وألمانيا، ونسعى الآن لتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة، وتجلية الصورة والإمكانات التي يمتلكها كل جانب. أما المواضيع التي سيناقشها المنتدى فسوف تشمل العديد من القطاعات وفي مقدمتها القطاع الصحي، باعتباره قطاعا واعدا في المملكة والاستفادة من الخبرات التراكمية، والمميزات التي تمتلكها التشيك في هذا المجال، من خلال عرض تجاربها فيه، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى كالقطاع الخدمي، والصناعي، والزراعي لعرض التجارب، وتبادل الخبرات في تلك المجالات الحيوية.
20 جهة
• كم جهة ستشارك في المنتدى، وكم عدد رجال الأعمال الذين سيشاركون من الجانبين؟
•• إلى الآن هناك 20 جهة سعودية وتشيكية أكدت مشاركتها، في مقدمتها وزارة التجارة والصناعة التشيكية، والغرفة التجارية الصناعيةفي جدة، والغرفة التجارية في مكة، والعديد من القطاعات الصحية والمؤسسات المالية السعودية، وكذلك بعض الشركات العالمية الكبرى في التشيك (كسكودا، وميركو، وجي5). وسوف يستضيف المنتدى مائتي شخص من كبار رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين.
• من أبرز الشخصيات المشاركة في المنتدى؟ وهل سيتضمن مشاركة شخصيات بارزة ؟
•• من الجانب السعودي سيشارك رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة صالح كامل، والسفير السعودي في جمهورية التشيك أحمد آل الشيخ، وكفاءات سعودية مميزة وناجحة في العديد من القطاعات، مثل: طارق القصبي رئيس مجلس إدارة شركة دلة الصحية، والدكتورة نادية باعشن، والمستثمر السعودي أحمد رضا وغيرهم. أما من الجانب التشيكي فسوف يشارك وزير الصناعة، ونائب وزير الخارجية مارتان تلابا، ورئيس مجلس الشورى التشيكي، والسفير التشيكي في المملكة جيري سلافيك، ونائب رئيس جامعة تشارلز (وهي أعرق جامعة في جمهورية التشيك)، وبها أقدم كلية طب في أوروبا، كما سيشارك رئيس الغرفة العربية في التشيك وبعض الرؤساء التنفيذيين لكبار الشركات التشيكية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.
• ما أبرز الأهداف التي يسعى المنتدى إلى تحقيقها؟
•• إحداث شراكة حقيقية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكسر الحاجز النفسي بين المستثمر التشيكي و نظيره السعودي، وتشيجعهما على الاستثمار هنا و هناك. ففي السابق كنا نلتقي بالوفد التشيكي في زيارات خاصة تنظمها الغرفة التجارية. أما اليوم فسيتم تنظيم منتدى يتكرر بصورة سنوية، لتحقيق الشراكة الحقيقية بين البلدين، وترجمة الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع.
مركز للصناعات البتروكيماوية والنفطية
• باعتباركم قنصلا فخريا لجمهورية التشيك.. كيف ترون أفق التعاون الاقتصادي بين المملكة والتشيك، وما أهمية هذا التعاون ؟
•• تتميز جمهورية التشيك بموقعها المركزي في قلب أوروبا، وباعتبارها دولة صناعية وزراعية، فمن الممكن أن تكون مركزا لتطوير الكثير من الصناعات المساندة والبديلة في المملكة، وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين في قطاع البتروكيماويات ومصافي النفط التي تستثمر فيها المملكة الآن في أوروبا، وغيرها من دول العالم. كما أن هناك ميزة أخرى تتميز بها التشيك، فهي دولة مكتملة العضوية في الاتحاد الأوروبي، لكنها لا تخضع إلى عملة اليورو، إذ لديها عملتها الخاصة بها (الكرون التشيكي)، وهذا يجعلها تقدم فرصا تنافسية أرخص من دول اليورو، لأن فرق العملة يميل لصالحها.
• ما أبرز التطورات التي شهدتها العلاقة بين البلدين في خلال الخمس سنوات الأخيرة ؟
•• تعززت آفاق التعاون بين البلدين في الكثير من المجالات، وليس المجال الاقتصادي وحده. وهناك اتفاق ضريبي مالي مشترك بين وزارتي المالية في الدولتين، وهناك بروتوكول صحي سيتم التوقيع عليه قريبا. كما تم توقيع اتفاقية مهمة بين الطيران المدني في التشيك والطيران المدني في المملكة. وساعد انضمام الخطوط التشيكية مؤخرا إلى سكاي تيم (التحالف العالمي لشركات الطيران) إلى تنمية الرحلات بين البلدين. وكما هو معلوم فقد كان يوجد خط طيران مباشر بين جدة وبراغ في عام 2004 قبل أن يتوقف. وإلى الآن لا يوجد خط طيران مباشر بين البلدين، ولكن في القريب العاجل قد نشهد إعادة هذا الخط. وفي القطاع التعليمي تم الاعتراف بالشهادات التي تصدرها بعض المؤسسات التعليمية في التشيك، وصولا إلى مرحلة الابتعاث إلى جامعاتها.
• كم يبلغ عدد المبتعتين السعوديين إلى جمهورية التشيك، وما هي أبرز التخصصات التي يدرسونها؟
•• إلى الآن يوجد 200 طالب مبتعث يدرسون في أكثر من أربع جامعات تشيكية. وتتنوع التخصصات التي يدرسون فيها بين المحاسبة، والهندسة، والمحاماة، والطب. وفي هذا الصدد لا ننسى أن جامعة تشارلز التشيكية من أعرق الجامعات على مستوى العالم، وتضم أقدم كلية طب في أوروبا.
• أشرتم إلى أن هناك بروتوكولا صحيا سيجري التوقيع عليه قريبا بين البلدين، فهل هناك مزيد من التفاصيل في هذا الشأن ؟
•• هذا البرتوكول جاري إعداده الآن والهدف منه تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطب، والاستفادة من الخبرات التراكمية المميزة التي تمتلكها التشيك في هذا الجانب، خصوصا أنها من أكثر الدول التي يقصدها السياح للعلاج النقاهي. وهذا البروتوكول سيتضمن اعتماد كافة التخصصات الطبية، والشهادات التي تصدرها الجامعات التشيكية التي لم تكن معتمدة من قبل. وكذلك الاعتراف بالكفاءات الصحية والمنظومة الصحية بين البلدين، واعتماد الإنتاج الدوائي للتشيك ضمن المنظومة الدوائية الموجودة في المملكة. وأعتقد أن التجربة التشيكية في المجال الطبي ثرية، وينبغي الاستفادة منها بشكل أو بآخر.
• نبتعد قليلا عن الجانب الاقتصادي، ما مدى تقبل الشعب التشيكي للثقافة العربية والإسلامية ؟
ــ توجد جالية عربية في التشيك. كما توجد العديد من المراكز الإسلامية التي توزع نسخا من القرآن الكريم مترجما إلى اللغة التشيكية، والمسلمون في التشيك يمارسون طقوسهم الدينية بكل أريحية وسهولة.
• وما هي أبرز الجهود التي تمت لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين ؟
•• المملكة شاركت مؤخرا في معرض الكتاب الذي أقيم هناك، وكانت هي الضيف الرئيسي للمعرض. وترجمت بعض أعمال المؤلفين السعوديين إلى اللغة التشيكية، في حين ترجمت العديد من الروايات التشيكية إلى اللغة العربية. والسفارة السعودية في براغ وعلى رأسها السفير السعودي أحمد آل الشيخ تبذل جهودا حثيثة لإبراز الصورة الحقيقية والمشرقة للمملكة والتعريف بثقافتنا الأصيلة، ومنجزاتنا الحضارية. والسفارة التشيكية في الرياض تبذل هي الأخرى جهودا ملموسة سواء في تيسير إصدار التأشيرات للسعوديين والتواصل معهم في المناسبات والفعاليات الهامة، والمشاركة في كافة الفعاليات والمعارض التي تنظمها المملكة، ومنها المعرض الزراعي الذي أقيم مؤخرا في مدينة الرياض .
• ما مدى معرفة الشعب التشيكي بنا، وما هي الصورة التي ينقلها الإعلام التشيكي عنا ؟
•• لا تزال الصورة غير مكتملة وينقصها الوضوح والمعرفة. إلا أن هذه الصورة في تحسن، سواء من خلال الجهود التي تبذلها سفارتنا هناك أو طلابنا المبتعثون، أو نحن كمواطنين ومستثمرين( وأنا بصفتي قنصلا فخريا لجمورية التشيك في المملكة) فإن دورنا لا يقتصر على التبادل التجاري، بل هو يشمل أيضا البعد الثقافي من خلال زيادة التعريف بثقافتنا، ونشرها في الخارج، وتسليط الضوء على مساهماتنا وإنجازاتنا الحضارية. ومن خلال متابعتي الدائمة للإعلام التشيكي أجده منصفا في إتاحة المنبر المناسب لنا، لنتواصل مع الشعب التشيكي، وننقل رسائلنا له بكل سلاسة وموضوعية وصدق.
• ما أكثر ما تشتهر به جمهورية التشيك؟
•• السياحة العلاجية والتقليدية فهي بلد جميل مليء بالبحيرات والأنهار والمناظر الطبيعية. وفي السنوات الأخيرة ارتفع عدد السياح السعوديين إلى التشيك من 3000 سائح إلى ما يقارب 13000 سائح. كما تشتهر التشيك أيضا بأفضل أصناف العقيق، وأجمل أنواع الكريستال ومقتنياته.
دون المستوى
• بصفتكم قنصلا فخريا لجمهورية التشيك في المملكة، ما مدى إقبال المستثمرين السعوديين على الاستثمار في التشيك ؟
•• لا يزال إلى الآن دون المستوى، ولكن المرحلة المقبلة ستشهد فتح المجال الاستثماري، وتفعيل التبادل التجاري والثقافي، والعمل على إيجاد فرص استثمارية واعدة للمستثمرين في البلدين .
• ما النصائح التي توجهونها إلى رجال الأعمال السعوديين الراغبين بالاستثمار هناك، وما هي المجالات التي تنصحون بالاستثمار فيها ؟
•• ننصح بالإقبال وكسر الحاجز النفسي الذي ينشأ من اختلاف الثقافات. ويعتبر المجال العقاري والتجاري، والخدمي، والزراعي، والصحي خصوصا من أكثر المجالات التي تحوي فرصا واعدة للاستثمار، نظرا للإمكانات والخبرات الجيدة التي تمتلكها جمهورية التشيك في هذا المجال على وجه التحديد.
• وماذا عن قطاع الذهب والمجوهرات، فقد رأينا بعض التعاون والتبادل التجاري في هذا القطاع ؟
•• نعم، ولكنه لم يصل إلى مرحلة التصنيع. والفرص الاستثمارية مطروحة على المستثمر الخليجي لدخول هذا القطاع الذي من الممكن أن يحقق عوائد مجزية له.
• ما أبرز الخدمات التي تقدمونها إلى المستثمر السعودي، وماالتسهيلات التي تسعون إلى تقديمها لتشجيع التبادل التجاري بين البلدين؟
•• نحن بصدد إصدار بعض الفرص الاستثمارية للمستثمرين السعوديين، ومنح تسهيلات استثنائية لهم. وحاليا نسعى إلى توفير منطقة ضريبية موحدة بين البلدين، تتضمن إعفاءات جمركية، وتقديم تسهيلات خاصة، سواء فيما يتعلق بالتأشيرات طويلة الأجل، أو الإقامة طويلة الأجل.
وقال: إنه يجري الآن إعداد بروتوكول للتعاون في المجال الصحي بين البلدين، يتضمن اعتماد كافة التخصصات الطبية، والشهادات التي تصدرها الجامعات التشيكية التي لم تكن معتمدة من قبل في المملكة. وكذلك الاعتراف بالكفاءات الصحية والمنظومة الصحية بين البلدين، واعتماد الإنتاج الدوائي للتشيك ضمن المنظومة الدوائية الموجودة في المملكة وإلى تفاصيل الحوار:
• أسست مؤخرا الغرفة التشيكية ــ السعودية للتجارة، فما أهم الأهداف التي تسعى الغرفة إلى تحقيقها؟
•• الهدف الأساسي من إنشاء الغرفة استحداث وسيلة تواصل بين القطاعين الخاص في البلدين .
• ما العنوان الرئيسي للمنتدى التشيكي ــ السعودي الأول للأعمال الذي سيعقد في براغ الشهر المقبل، وما أبرز المواضيع التي سيناقشها ؟
•• «الشراكة» هي عنوان المنتدى، ومن الأهمية بمكان أن نأخذ بعين الاعتبار العلاقات المتينة بين المملكة والقارة الأوروبية، وجمهورية التشيك تقع في عمق أوروبا، وموقعها الاستراتيجي يؤهلها لأن تكون جسر تواصل بين الشرق والغرب. كما أن لديها فرصا استثمارية منافسة جدا، وبكفاءات عالية، وأقل تكلفة من الجيران التقليديين، والشركاء الاستراتيجيين في أوروبا. والغاية من المنتدى هي التعريف بالمملكة كشريك استراتيجي. فالتشيكيون يجهلون الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي نمتلكها، ويعتقدون أننا دولة نفطية ليس لديها موارد اقتصادية أخرى. ونحن أيضا كونا صورة نمطية تقليدية عن التشيك بأنها دولة تعتمد على روسيا وألمانيا، ونسعى الآن لتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة، وتجلية الصورة والإمكانات التي يمتلكها كل جانب. أما المواضيع التي سيناقشها المنتدى فسوف تشمل العديد من القطاعات وفي مقدمتها القطاع الصحي، باعتباره قطاعا واعدا في المملكة والاستفادة من الخبرات التراكمية، والمميزات التي تمتلكها التشيك في هذا المجال، من خلال عرض تجاربها فيه، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى كالقطاع الخدمي، والصناعي، والزراعي لعرض التجارب، وتبادل الخبرات في تلك المجالات الحيوية.
20 جهة
• كم جهة ستشارك في المنتدى، وكم عدد رجال الأعمال الذين سيشاركون من الجانبين؟
•• إلى الآن هناك 20 جهة سعودية وتشيكية أكدت مشاركتها، في مقدمتها وزارة التجارة والصناعة التشيكية، والغرفة التجارية الصناعيةفي جدة، والغرفة التجارية في مكة، والعديد من القطاعات الصحية والمؤسسات المالية السعودية، وكذلك بعض الشركات العالمية الكبرى في التشيك (كسكودا، وميركو، وجي5). وسوف يستضيف المنتدى مائتي شخص من كبار رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين.
• من أبرز الشخصيات المشاركة في المنتدى؟ وهل سيتضمن مشاركة شخصيات بارزة ؟
•• من الجانب السعودي سيشارك رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة صالح كامل، والسفير السعودي في جمهورية التشيك أحمد آل الشيخ، وكفاءات سعودية مميزة وناجحة في العديد من القطاعات، مثل: طارق القصبي رئيس مجلس إدارة شركة دلة الصحية، والدكتورة نادية باعشن، والمستثمر السعودي أحمد رضا وغيرهم. أما من الجانب التشيكي فسوف يشارك وزير الصناعة، ونائب وزير الخارجية مارتان تلابا، ورئيس مجلس الشورى التشيكي، والسفير التشيكي في المملكة جيري سلافيك، ونائب رئيس جامعة تشارلز (وهي أعرق جامعة في جمهورية التشيك)، وبها أقدم كلية طب في أوروبا، كما سيشارك رئيس الغرفة العربية في التشيك وبعض الرؤساء التنفيذيين لكبار الشركات التشيكية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.
• ما أبرز الأهداف التي يسعى المنتدى إلى تحقيقها؟
•• إحداث شراكة حقيقية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكسر الحاجز النفسي بين المستثمر التشيكي و نظيره السعودي، وتشيجعهما على الاستثمار هنا و هناك. ففي السابق كنا نلتقي بالوفد التشيكي في زيارات خاصة تنظمها الغرفة التجارية. أما اليوم فسيتم تنظيم منتدى يتكرر بصورة سنوية، لتحقيق الشراكة الحقيقية بين البلدين، وترجمة الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع.
مركز للصناعات البتروكيماوية والنفطية
• باعتباركم قنصلا فخريا لجمهورية التشيك.. كيف ترون أفق التعاون الاقتصادي بين المملكة والتشيك، وما أهمية هذا التعاون ؟
•• تتميز جمهورية التشيك بموقعها المركزي في قلب أوروبا، وباعتبارها دولة صناعية وزراعية، فمن الممكن أن تكون مركزا لتطوير الكثير من الصناعات المساندة والبديلة في المملكة، وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين في قطاع البتروكيماويات ومصافي النفط التي تستثمر فيها المملكة الآن في أوروبا، وغيرها من دول العالم. كما أن هناك ميزة أخرى تتميز بها التشيك، فهي دولة مكتملة العضوية في الاتحاد الأوروبي، لكنها لا تخضع إلى عملة اليورو، إذ لديها عملتها الخاصة بها (الكرون التشيكي)، وهذا يجعلها تقدم فرصا تنافسية أرخص من دول اليورو، لأن فرق العملة يميل لصالحها.
• ما أبرز التطورات التي شهدتها العلاقة بين البلدين في خلال الخمس سنوات الأخيرة ؟
•• تعززت آفاق التعاون بين البلدين في الكثير من المجالات، وليس المجال الاقتصادي وحده. وهناك اتفاق ضريبي مالي مشترك بين وزارتي المالية في الدولتين، وهناك بروتوكول صحي سيتم التوقيع عليه قريبا. كما تم توقيع اتفاقية مهمة بين الطيران المدني في التشيك والطيران المدني في المملكة. وساعد انضمام الخطوط التشيكية مؤخرا إلى سكاي تيم (التحالف العالمي لشركات الطيران) إلى تنمية الرحلات بين البلدين. وكما هو معلوم فقد كان يوجد خط طيران مباشر بين جدة وبراغ في عام 2004 قبل أن يتوقف. وإلى الآن لا يوجد خط طيران مباشر بين البلدين، ولكن في القريب العاجل قد نشهد إعادة هذا الخط. وفي القطاع التعليمي تم الاعتراف بالشهادات التي تصدرها بعض المؤسسات التعليمية في التشيك، وصولا إلى مرحلة الابتعاث إلى جامعاتها.
• كم يبلغ عدد المبتعتين السعوديين إلى جمهورية التشيك، وما هي أبرز التخصصات التي يدرسونها؟
•• إلى الآن يوجد 200 طالب مبتعث يدرسون في أكثر من أربع جامعات تشيكية. وتتنوع التخصصات التي يدرسون فيها بين المحاسبة، والهندسة، والمحاماة، والطب. وفي هذا الصدد لا ننسى أن جامعة تشارلز التشيكية من أعرق الجامعات على مستوى العالم، وتضم أقدم كلية طب في أوروبا.
• أشرتم إلى أن هناك بروتوكولا صحيا سيجري التوقيع عليه قريبا بين البلدين، فهل هناك مزيد من التفاصيل في هذا الشأن ؟
•• هذا البرتوكول جاري إعداده الآن والهدف منه تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطب، والاستفادة من الخبرات التراكمية المميزة التي تمتلكها التشيك في هذا الجانب، خصوصا أنها من أكثر الدول التي يقصدها السياح للعلاج النقاهي. وهذا البروتوكول سيتضمن اعتماد كافة التخصصات الطبية، والشهادات التي تصدرها الجامعات التشيكية التي لم تكن معتمدة من قبل. وكذلك الاعتراف بالكفاءات الصحية والمنظومة الصحية بين البلدين، واعتماد الإنتاج الدوائي للتشيك ضمن المنظومة الدوائية الموجودة في المملكة. وأعتقد أن التجربة التشيكية في المجال الطبي ثرية، وينبغي الاستفادة منها بشكل أو بآخر.
• نبتعد قليلا عن الجانب الاقتصادي، ما مدى تقبل الشعب التشيكي للثقافة العربية والإسلامية ؟
ــ توجد جالية عربية في التشيك. كما توجد العديد من المراكز الإسلامية التي توزع نسخا من القرآن الكريم مترجما إلى اللغة التشيكية، والمسلمون في التشيك يمارسون طقوسهم الدينية بكل أريحية وسهولة.
• وما هي أبرز الجهود التي تمت لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين ؟
•• المملكة شاركت مؤخرا في معرض الكتاب الذي أقيم هناك، وكانت هي الضيف الرئيسي للمعرض. وترجمت بعض أعمال المؤلفين السعوديين إلى اللغة التشيكية، في حين ترجمت العديد من الروايات التشيكية إلى اللغة العربية. والسفارة السعودية في براغ وعلى رأسها السفير السعودي أحمد آل الشيخ تبذل جهودا حثيثة لإبراز الصورة الحقيقية والمشرقة للمملكة والتعريف بثقافتنا الأصيلة، ومنجزاتنا الحضارية. والسفارة التشيكية في الرياض تبذل هي الأخرى جهودا ملموسة سواء في تيسير إصدار التأشيرات للسعوديين والتواصل معهم في المناسبات والفعاليات الهامة، والمشاركة في كافة الفعاليات والمعارض التي تنظمها المملكة، ومنها المعرض الزراعي الذي أقيم مؤخرا في مدينة الرياض .
• ما مدى معرفة الشعب التشيكي بنا، وما هي الصورة التي ينقلها الإعلام التشيكي عنا ؟
•• لا تزال الصورة غير مكتملة وينقصها الوضوح والمعرفة. إلا أن هذه الصورة في تحسن، سواء من خلال الجهود التي تبذلها سفارتنا هناك أو طلابنا المبتعثون، أو نحن كمواطنين ومستثمرين( وأنا بصفتي قنصلا فخريا لجمورية التشيك في المملكة) فإن دورنا لا يقتصر على التبادل التجاري، بل هو يشمل أيضا البعد الثقافي من خلال زيادة التعريف بثقافتنا، ونشرها في الخارج، وتسليط الضوء على مساهماتنا وإنجازاتنا الحضارية. ومن خلال متابعتي الدائمة للإعلام التشيكي أجده منصفا في إتاحة المنبر المناسب لنا، لنتواصل مع الشعب التشيكي، وننقل رسائلنا له بكل سلاسة وموضوعية وصدق.
• ما أكثر ما تشتهر به جمهورية التشيك؟
•• السياحة العلاجية والتقليدية فهي بلد جميل مليء بالبحيرات والأنهار والمناظر الطبيعية. وفي السنوات الأخيرة ارتفع عدد السياح السعوديين إلى التشيك من 3000 سائح إلى ما يقارب 13000 سائح. كما تشتهر التشيك أيضا بأفضل أصناف العقيق، وأجمل أنواع الكريستال ومقتنياته.
دون المستوى
• بصفتكم قنصلا فخريا لجمهورية التشيك في المملكة، ما مدى إقبال المستثمرين السعوديين على الاستثمار في التشيك ؟
•• لا يزال إلى الآن دون المستوى، ولكن المرحلة المقبلة ستشهد فتح المجال الاستثماري، وتفعيل التبادل التجاري والثقافي، والعمل على إيجاد فرص استثمارية واعدة للمستثمرين في البلدين .
• ما النصائح التي توجهونها إلى رجال الأعمال السعوديين الراغبين بالاستثمار هناك، وما هي المجالات التي تنصحون بالاستثمار فيها ؟
•• ننصح بالإقبال وكسر الحاجز النفسي الذي ينشأ من اختلاف الثقافات. ويعتبر المجال العقاري والتجاري، والخدمي، والزراعي، والصحي خصوصا من أكثر المجالات التي تحوي فرصا واعدة للاستثمار، نظرا للإمكانات والخبرات الجيدة التي تمتلكها جمهورية التشيك في هذا المجال على وجه التحديد.
• وماذا عن قطاع الذهب والمجوهرات، فقد رأينا بعض التعاون والتبادل التجاري في هذا القطاع ؟
•• نعم، ولكنه لم يصل إلى مرحلة التصنيع. والفرص الاستثمارية مطروحة على المستثمر الخليجي لدخول هذا القطاع الذي من الممكن أن يحقق عوائد مجزية له.
• ما أبرز الخدمات التي تقدمونها إلى المستثمر السعودي، وماالتسهيلات التي تسعون إلى تقديمها لتشجيع التبادل التجاري بين البلدين؟
•• نحن بصدد إصدار بعض الفرص الاستثمارية للمستثمرين السعوديين، ومنح تسهيلات استثنائية لهم. وحاليا نسعى إلى توفير منطقة ضريبية موحدة بين البلدين، تتضمن إعفاءات جمركية، وتقديم تسهيلات خاصة، سواء فيما يتعلق بالتأشيرات طويلة الأجل، أو الإقامة طويلة الأجل.