-A +A
نعيش أزمة إعلام رياضي حقيقية، فما تنتهي موجة من الاحتقان والتشنج إلا وتطل علينا موجة أخرى، وما يمتص شارعنا الرياضي صدمة تعصبية من صدماتنا الإعلامية إلا ويتلقى صدمة أقوى وأعنف تعيده إلى المربع الأول، مربع «الصفر الفكري» الذي أصاب الكثير منا، لينكشف حال المتلونين بالساحة الإعلامية أمام من كان يحسن الظن فيهم وفي وعيهم الرياضي وثقافتهم الإعلامية.
للأسف، بعض إعلامنا الرياضي أصيب بتخمة الفكر، وترهل العمل، وعدم مقدرة على مجاراة الآخرين على العطاء، فانكمش على نفسه وبات يقدم لنا نماذج مشوهة تقف على خط واحد مع المتميزين وعلى مسافة واحدة من المهنية، لينصهر الغث والسمين في قالب واحد، فلا أحد يعرف لمن يقرأ! ومن يتابع! ولمن يستمع!، وهل ذلك الإعلامي الذي ينافح هنا، ويتصدر المشهد هناك، مؤهل تأهيلا مهنيا وعلميا ليكون في ذلك الموقع، أم أن للعلاقات والميول دورا في صناعته إعلاميا، إلى أن حضر السيد تويتر الذي قام مشكورا بفضحهم وفضح فكرهم الضحل، بوضعهم على المحك، فتطاير الوجه الجميل عن أقلامهم، وانسلخت الثقافة المزيفة من أفكارهم، وأصبحوا كتلة واحدة متحركة تنثر عبثها بين أروقة صفحاتنا الرياضية وقنواتنا الفضائية، يصغرون يوما بعد يوم في عيون المتابعين،

ففي تويتر وجدنا إعلاميين يحتفلون لخسارة منتخب، وآخرين «يرقصون» ابتهاجا لسقوط ممثل الوطن، وفئة ثالثة لا هم لها إلا التغني على تتبع أعمال الآخرين دون أن تقدم فكرا يؤخذ به أو رأيا ينصت له.
فماذا ينتظر من هؤلاء لكي يساهموا في توعية المشجع الصغير قبل الكبير! أو تقويم عمل أو تقدير جهد طالما هذا فكرهم وهذا مبدأهم الذي يعملون به.
إلى متى ونحن في الوسط الإعلامي الرياضي نمارس تسفيه رسالتنا السامية؟ والى متى ونحن نصارع أنفسنا من أجل أنفسنا؟.