ما بين شح الوظائف الشاغرة والرغبة في مواصلة التعليم الأكاديمي وجد العديد من الطلاب ضالتهم في الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي للحصول على تعليم جامعي مميز يؤهلهم للالتحاق بالوظائف التي يرغبونها. واتفق عدد من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز في جدة في استطلاع «عكاظ» على أن الابتعاث الخارجي أصبح مطلبا أساسيا للطالب بعد تخرجه من الجامعة بل أصبحت المرحلة الأهم بالنسبة إليهم نظراً لما يقدمه للطالب من مهارات وخبرات أكاديمية مختلفة أدناها تعلم اللغة الانجليزية، ولا سيما أن الوظائف في الوقت الحاضر تبحث عن الموظف الشامل الحاصل على لغة أو اكثر.
وفي هذا الإطار قال هشام خليل طالب في قسم الإحصاء بجامعة الملك عبد العزيز «خريج الجامعات الخارجية خاصة الأمريكية والأوربية يحظى بمميزات في العمل أفضل من التي يحصل عليها خريج الجامعات السعودية، واضاف، أصبح الالتحاق بجامعاتنا المحلية مرحلة تأهيلية وطريقا أساسيا يساعد الطالب على مواصلة دراسته العليا في الجامعات الخارجية، مشيراً الى أن معظم الطلاب اصبحوا يحلمون بالالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لتحسين مستوياتهم العلمية والانتاجية فضلا عن اكتسابهم الخبرات الخارجية التي تؤهلهم للالتحاق بالوظائف الشاغرة في مختلف المواقع. و أشار احمد السلمي «طالب في السنة التاهلية» إلى ان تعلم اللغة الانجليزية يعتبر هدفه الأول، خاصة وان تعلمها في الجامعات المحلية يتم بشكل نظري وهي بحاجة الى ممارسة وهذا ما يوفره الابتعاث الخارجي للطالب الذي يدرس علوما مختلفة متقدمة باللغة الانجليزية وليس هناك قصورا في اللغة العربية ولكن التقدم العلمي باللغة الانجليزية وهذه حقيقة حيث إن معظم الشركات الخاصة اليوم تطالب بإجادة اللغة قبل أي شروط أخرى من ضمنها الشهادة الجامعية. وقال فيصل العتيبي، من النادر جدا أن تجد طالبا جامعيا لا يحلم بالابتعاث والحقيقة ليست الأهداف تعليمية في كل الاحوال وإنما ايضا من المهم جدا الاختلاط بالثقافات الأجنبية والاطلاع عليها فهم يعيشون حياة متقدمة عنا نوعا ما والاستفادة الكبرى هي من آلية الحياة التي لم نعتد عليها هنا. وشاركه الرأي طالب الشريعة ماهر الروقي الذي أفاد انه ونظرا لعدم توفر تخصصات في الخارج تفيده في دراسته الا انه يرى من المهم الحصول على اللغة الإنجليزية و الاختلاط بالمجتمعات المختلفة و التي سوف تساعده كثيرا في دراساته الدينية.
و أشار هشام الشمراني طالب القانون إلى أن التخصصات في الجامعات المحلية محدودة ولا تلبي كافة طموحات وتطلعات الطلاب التعليمية ولا سيما أن سوق العمل يطلب دائما التخصصات الجديدة، مطالبا بابتعاث الطلاب خارجيا لدراسة الفنون الجميلة والتصاميم والإعلانات ولا شك أن الأخيرة هي الأكثر طلبا في سوق العمل.
و أكد معاذ باحسن «طالب قانون» وجود بعض التخصصات التي لاتحتاج لدراستها في الجامعات الخارجية كالمحاماة فالمحاكم السعودية والمجتمع و القانون هو أساس تقدم المحامي ولكن اللغة الانجليزية مطلب مهم وخاصة ممارستها في الحياة اليومية لمدة سنة واحدة على الأقل.
إبراهيم النفيعي يقول أدرس حاليا في الفصل الدراسي الأخير لأتخرج وانا على بعد خطوة واحدة للالتحاق ببرنامج الابتعاث والانضام لأقاربي وشقيقتي المبتعثين في الولايات المتحدة الامريكية. و أضاف أقمت مع شقيقتي في امريكا مدة من الزمن قبل ان اعود لإكمال دراستي الجامعية وانا متشوق لعيش تجربة الابتعاث والحياة في العالم المتقدم حسب وصفه. وذكر بأن الابتعاث يقدم للطالب الكثير من المهارات في كل المجالات الحياتية والعلمية وكل شيء تقريبا حيث يعود من الخارج بأفكار جديدة وأحلام يرغب في تحقيقها. وأشار سلطان القرني إلى أن أقاربه الخريجين من الجامعات الخارجية حصلوا على فرص وظيفية مميزة في الشركات الكبرى ومنحوا رواتب مرتفعة ومميزات خاصة هو ما جعلني اعد نفسي للابتعاث بالرغم انني لا أزال في السنة التحضيرية. وقال من الجيد الاستعداد ووضع اهداف واضحة في هذه المرحلة من حياة الشاب وبناء على نتائجها سوف يعيش مستقبله. و قال عبد الرحمن الغريبي هناك تخصصات يدرسها الطلاب السعوديين في الخارج ولا تتوفر لها وظائف والكثير منها تخصصات طبية متخصصة ببعض الأجهزة، وأطالب من القائمين على ابتعاث الطلاب عدم إلغاء تلك التخصصات وإنما إيجاد وظائف لها في عبر الوزارات السعودية.