مع اقتراب موعد المهلة النهائية للتوقيع على اتفاقية نووية مع الغرب في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تتسابق الوفود الغربية والإيرانية إلى غرف التفاوض المغلقة لبحث سبل الوصول إلى تسوية مرضية للجميع، فالغرب سئم من هذا الملف ويريد الوصول إلى حل، أيضا إيران تختنق من العقوبات وبحاجة لهذا الاتفاق. وهو ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير مطول لها عن تحقيق انفراجة كبيرة في التفاوض بين الوفد الإيراني من جهة والدول الخمس الأعضاء وألمانيا من جهة، بسبب مقترح روسي غير مسبوق حيث قالت الصحيفة بأن إيران وافقت مبدئيا على شحن مخزونها الهائل من اليورانيوم إلى روسيا وفقا لمسؤولين ودبلوماسيين مشاركين في هذه المفاوضات، حيث وصفوا هذا المقترح من روسيا والموافقة المفاجئة الإيرانية بأنه اختراق كبير في المحادثات المتعثرة حتى الآن.
أما عن تفاصيل هذا المقترح الذي لاقى موافقة مبدئية من إيران، فقد قالت الصحيفة بموجب هذا المقترح، إن الروس سيقومون بتحويل اليورانيوم إلى قضبان وقود مخصصة لمحطة بوشهر النووية، وإذا تم تحويل اليورانيوم إلى قضبان من الوقود فإنه من الصعب للغاية أن تستخدم لصنع سلاح نووي. ورأت الصحيفة بأن هذا الاتفاق يمكن أن يقطع شوطا طويلا نحو تخفيف المخاوف الغربية حول مخزون إيران الهائل من اليورانيوم.
الغرابة في هذا الملف هو أن هناك توافقا روسيا نادرا مع الغرب في ملف المفاوضات النووية المرهق وهو التوافق المثير للجدل حتى الآن، حيث تقول عنه الصحيفة بأن لدى الروس حوافز مالية وسياسية على حد سواء لو قدر لهذا الاتفاق أن ينجح، وهو أن تخصيب اليورانيوم الإيراني على أراضيها سيجعلها تحتكر الإيرانيين في العديد من المجالات التجارية وسيمنحها أولوية في بناء مفاعلات نووية أخرى في إيران مستقبلا، وأيضا وهو المهم أنها تضع الرئيس بوتين في وسط المفاوضات التي قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط وهو المنصب الذي حرص عليه الروس كثيرا.
إذن، الآن المفاوضات الجارية حاليا لا تشمل فقط الملف النووي لكن أيضا تشمل قضايا حساسة تهم الشرق الأوسط في ظل غياب الأطراف الرئيسية الفاعلة في الشرق الأوسط. هذا ما أفصحت عنه صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير تحت عنوان العلاقات الأمريكية الإيرانية في طريقها إلى الانفراج.
الخليج وهذه التحركات
ومن الغريب بأن كل هذه التحركات على مستقبل المنطقة تحدث في ظل غياب للدول الخليجية والعربية المجاورة لإيران وهي صاحبة الشأن في هذا الإقليم ولديها تباينات تاريخية عميقة مع إيران، ولم نلحظ أي تأثير أو ضغط على الدول المتفاوضة لمراعاة مصالح المنطقة، ولم أرصد أي تصريح أو لقاء في وسائل الإعلام الأمريكية يخص المملكة أو أي دولة عربية تعرب عن مخاوفها من هذه المحادثات التي تتجاوز الملف النووي، بل على العكس أظهر الطرف الأمريكي ولعه الشديد بالإيرانيين حيث سيلتقي في هذا الأسبوع وزير الخارجية الأمريكية كيري مع نظيره الإيراني ظريف في دولة خليجية وهي عمان والتي دائما ما ترعى ملف الوساطة مع الجانب الإيراني.
هذا اللقاء الهدف منه مناقشة الملف النووي الإيراني ومجمل قضايا المنطقة. السؤال هنا: هل هناك تحركات خلف الأبواب المغلقة نحن لا نعلمها؟ لا أظن فالإعلام الأمريكي يرصد كل شاردة وواردة في هذا الملف الذي بات حديث كل السياسيين الأمريكيين وصناع القرار هنا. بل على العكس أصبح من الواضح بأن التأثير السعودي والخليجي بات مقتصرا على السياسيين الأمريكيين في ظل إدارة الرئيس الأمريكي أوباما. وربما أحد الأسباب في ذلك غياب عنصر التواصل مع الإعلام الأمريكي الذي هو الوقود الرئيسي لتحركات السياسيين في أمريكا.
وللأسف فإن هناك سوء فهم لدى الإعلام الأمريكي عن الدول الخليجية والمملكة بشكل خاص وهناك تشويه للحقائق التاريخية الأساسية على نطاق واسع حتى أن اسم الخليج العربي في وسائل الإعلام الأمريكية والجامعات يستبدل بمسمى الخليج الفارسي.
وعلينا تركيز جهودنا على تبديد التصورات الخاطئة عنا لدى وسائل الإعلام الأمريكية وتصحيح المفاهيم الخاطئة بمخاطبة مباشرة لهذا الإعلام حتى نتمكن من التأثير على السياسة الأمريكية، بخلاف ذلك ستصبح المنطقة ضحية لسوء الفهم وأيضا لمزاجيات الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
أما عن تفاصيل هذا المقترح الذي لاقى موافقة مبدئية من إيران، فقد قالت الصحيفة بموجب هذا المقترح، إن الروس سيقومون بتحويل اليورانيوم إلى قضبان وقود مخصصة لمحطة بوشهر النووية، وإذا تم تحويل اليورانيوم إلى قضبان من الوقود فإنه من الصعب للغاية أن تستخدم لصنع سلاح نووي. ورأت الصحيفة بأن هذا الاتفاق يمكن أن يقطع شوطا طويلا نحو تخفيف المخاوف الغربية حول مخزون إيران الهائل من اليورانيوم.
الغرابة في هذا الملف هو أن هناك توافقا روسيا نادرا مع الغرب في ملف المفاوضات النووية المرهق وهو التوافق المثير للجدل حتى الآن، حيث تقول عنه الصحيفة بأن لدى الروس حوافز مالية وسياسية على حد سواء لو قدر لهذا الاتفاق أن ينجح، وهو أن تخصيب اليورانيوم الإيراني على أراضيها سيجعلها تحتكر الإيرانيين في العديد من المجالات التجارية وسيمنحها أولوية في بناء مفاعلات نووية أخرى في إيران مستقبلا، وأيضا وهو المهم أنها تضع الرئيس بوتين في وسط المفاوضات التي قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط وهو المنصب الذي حرص عليه الروس كثيرا.
إذن، الآن المفاوضات الجارية حاليا لا تشمل فقط الملف النووي لكن أيضا تشمل قضايا حساسة تهم الشرق الأوسط في ظل غياب الأطراف الرئيسية الفاعلة في الشرق الأوسط. هذا ما أفصحت عنه صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير تحت عنوان العلاقات الأمريكية الإيرانية في طريقها إلى الانفراج.
الخليج وهذه التحركات
ومن الغريب بأن كل هذه التحركات على مستقبل المنطقة تحدث في ظل غياب للدول الخليجية والعربية المجاورة لإيران وهي صاحبة الشأن في هذا الإقليم ولديها تباينات تاريخية عميقة مع إيران، ولم نلحظ أي تأثير أو ضغط على الدول المتفاوضة لمراعاة مصالح المنطقة، ولم أرصد أي تصريح أو لقاء في وسائل الإعلام الأمريكية يخص المملكة أو أي دولة عربية تعرب عن مخاوفها من هذه المحادثات التي تتجاوز الملف النووي، بل على العكس أظهر الطرف الأمريكي ولعه الشديد بالإيرانيين حيث سيلتقي في هذا الأسبوع وزير الخارجية الأمريكية كيري مع نظيره الإيراني ظريف في دولة خليجية وهي عمان والتي دائما ما ترعى ملف الوساطة مع الجانب الإيراني.
هذا اللقاء الهدف منه مناقشة الملف النووي الإيراني ومجمل قضايا المنطقة. السؤال هنا: هل هناك تحركات خلف الأبواب المغلقة نحن لا نعلمها؟ لا أظن فالإعلام الأمريكي يرصد كل شاردة وواردة في هذا الملف الذي بات حديث كل السياسيين الأمريكيين وصناع القرار هنا. بل على العكس أصبح من الواضح بأن التأثير السعودي والخليجي بات مقتصرا على السياسيين الأمريكيين في ظل إدارة الرئيس الأمريكي أوباما. وربما أحد الأسباب في ذلك غياب عنصر التواصل مع الإعلام الأمريكي الذي هو الوقود الرئيسي لتحركات السياسيين في أمريكا.
وللأسف فإن هناك سوء فهم لدى الإعلام الأمريكي عن الدول الخليجية والمملكة بشكل خاص وهناك تشويه للحقائق التاريخية الأساسية على نطاق واسع حتى أن اسم الخليج العربي في وسائل الإعلام الأمريكية والجامعات يستبدل بمسمى الخليج الفارسي.
وعلينا تركيز جهودنا على تبديد التصورات الخاطئة عنا لدى وسائل الإعلام الأمريكية وتصحيح المفاهيم الخاطئة بمخاطبة مباشرة لهذا الإعلام حتى نتمكن من التأثير على السياسة الأمريكية، بخلاف ذلك ستصبح المنطقة ضحية لسوء الفهم وأيضا لمزاجيات الإدارات الأمريكية المتعاقبة.