-A +A
جبير بن محمد بن جبير
يُحكى أن رجلا عاش في جزيرة مأهولة، عُرف عن سكانها تقديس الدجل وتمجيد الدجالين، اكتسب الرجل سمعة وشهرة واسعة تخطت حدودها الجزر المجاورة بسبب حادثة بسيطة تبوأ على إثرها زعامة الدجالين والأفاكين.. تقول القصة: إن قروياً أتى من جزيرة أخرى إلى حيث يجتمع الدجالون، يجر بقرة حاملاً وسأل الجمع: من منكم يملك القدرة على معرفة ما يوجد داخل بطن هذه البقرة.. أهو عجل أم عجله؟ (معروف أن البقرة لا تلد إلا مولوداً واحداً)، الدجالون الذين أحسوا بالورطة تواروا عن الأنظار.. إلا (صاحبنا) كان ذا دهاء ومكر، قام يتحسس البقرة ويلف ويدور حولها.. وقال: الأمر محير بالفعل.. إن أتيت هذا الجانب رأيت أن ما في بطنها عجلاًٍ وإن أتيت الجانب الآخر رأيتها عجلة، وبذلك تخلص من الموقف بصورة ذكية. ذهب القروي أدراجه إلى حيث أتى.. وبعد مضي أسبوعين ولدت البقرة.. وقام بسحبها مرة أخرى إلى نفس المكان يجر معها عجلاً وعجلة.. وما إن شاهد المجتمعون ومعهم البسطاء من الناس ذلك القروي يصيح باسم ذلك الرجل صاحوا باسمه.. وانتخبوه زعيما عليهم. دائما ما أربط تلك الزعامة بزعامة إحدى وسائل إعلامنا العربي هذه الأيام.. فحين تكذب تمرر كذبتها بمهارة وخبث على رعاع الناس فيصدقونها.. كيف تمجد تلك القناة الفضيلة في برنامج.. ويأتي بالرذيلة في باقي البرامج. أحسِبت تلك الوسيلة أن الناس مازالوا ينقسمون إلى فئات وملل.ألم تفقه تلك الوسيلة الإعلامية بعد أن الناس اليوم يصنفون بما يتمتعون به من عقل ووعي واحترام الناس. وإلا كيف تنتهي قمة الرياض وما صاحبها من لقاءات جانبية- والكل يشهد أنها ناجحة- كان لها مفعولها الواقعي في تضميد الجراح.. ولم الشمل.. وتنقية الأجواء.. وارتفاع أسهم العرب لدى المجتمع الدولي داخل القمة وأمام أجهزة الإعلام العالمي... إلا وتنعقد قمة بعدها بساعة للمُخذلين والآفاكين والمُتشائمين لينكأوا الجراح، ويشوهوا سمعة وعقول العرب أمام الآخرين. لقد أثبتت القمة العربية التاسعة عشرة أن القادة العرب بألف خير.
Dr.jobair@gmail.com