أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل أن الاعتداء الآثم الذي تعرضت له قرية الدالوة بمحافظة الأحساء حادث بشع ومؤلم في بلدنا الذي يسوده الأمن والأمان واللحمة الوطنية المتماسكة.
وقال، في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس الأول: «عزاؤنا في الضحايا أننا نحتسبهم عند الله وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفع لهم بصغارنا الذين تم اغتيالهم».
وأضاف «شاركت في تشييع جثمان الشهيد في حائل؛ لأنني مواطن يشارك أخوانه في المنطقة أتراحهم، وتألمت لمصابهم، فالفقيد غالٍ علينا جميعا، وأنا أعتبره أخي الذي لم تلده أمي، وبطلا يفخر به كل مواطن في بلادنا، فقد ضحى بنفسه في موقف بطولي وشجاع للتصدي للفئة الضالة التي أرادت ترويع الآمنين في بقعة آمنة وأهلها مطمئنون، ونفديه بالغالي والنفيس هو وأمثاله من أبطالنا الذين يضحون من أجل أمننا وسلامتنا».
وبين أنه حرص على المشاركة في حمل جثمان شهيد الواجب قائلا: «أنا مواطن وجزء من المجتمع، في داخلي إنسانية، تأثرت بالحادث الجلل والمصاب الكبير، وسارعت للمقبرة وحملته ولساني يلهج له بالدعاء، فهو مواطن ضحى بروحه فداء لوطنه والدفاع عن أرواح الأبرياء، فلا البشت ولا المنصب يجعلني أشارك رسميا للتباهي والعياذ بالله، بل شاركت إنسانيا، كوني ابنا لهذا الوطن أتألم لمصاب إخواني المواطنين؛ لأنهم مني وأنا منهم، وكلنا متكاتفون ومتعاضدون في وجه من يحاول النيل منا أو من مقدرات بلادنا بالقول أو الفعل، فأرواحنا نرخصها ولا نبالي في تقديمها للدفاع عن وطننا ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على أرض نقطنها جميعا كمواطنين وأسرة واحدة، وعندما نجتمع في أفراحنا وأتراحنا نلتقي كأسرة واحدة».
وزاد: «بالأمس كنت أتابع المشهد المهيب لتشييع جثامين الضحايا، وقد خرجت جموع المواطنين الغفيرة يرددون ويهتفون بصوت واحد «إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه»، وهم يرفعون صورا لشهيدي الواجب محمد العنزي، وتركي الرشيد اللذين استشهدا في المواجهة الأمنية مع الفئة الإجرامية الضالة التي استهدفت الأبرياء، إلى جانب صور أبنائهم، وكانت كلماتهم أبلغ رسالة للحاقدين بأن أبناء الوطن لحمة وطنية قوية.
واستطرد الأمير سعود بن عبدالمحسن يقول: «أرادوا إشعال الفتنة بين أبناء الوطن، وانقلب السحر على الساحر، ليتم الرد عليهم من قبل رجال الأمن البواسل، ومن ثم يتصدى لهم المواطنون في الدالوة والأحساء بأن وطننا مترابط ومتكاتف، فهو جسد واحد بجميع فئاته ومذاهبه؛ يجمعهم الوطن ولا يستطيع أن يفرقهم الأعداء والمتربصون، ويقطعون بمواقفهم الرجولية الطريق على الحاقدين والخوارج والفئات الضالة بوطنيتهم المعهودة والمترسخة في قلوب الجميع بأنهم يد واحدة متماسكة».
وقال: «المواقف التي عبر عنها أهالي محافظة الأحساء وقرية الدالوة كانت عفوية نابعة من وطنيتهم، إذ إنهم استنكروا الحادث الأليم واصطفوا جنبا إلى جنب، ليوجهوا رسالة عظمى للعالم بأسره بأننا وطن واحد وجسد واحد، نعي المخاطر التي تلتف حولنا من أعداء الوطن والأمة الذين يريدون الفتنة، وأظهروا للعيان وبجلاء في هذا الحادث معدنهم النقي بأن الجميع في بلادنا إخوة كالبنيان يقفون صفا واحد بوطنيتهم، وتجسد ذلك من خلال كلماتهم وبياناتهم التي شجبت مثل هذه الأعمال التي لن تزيدهم إلا قوة ولحمة في وجه الطغاة والمحرضين، وكلنا صامدون للدفاع بأقوالنا وأفعالنا ضد كل محتقن وحاقد على أمن وسلامة الوطن وتلاحم شعبه الوفي».
وأوضح أمير حائل بأن أبناء الوطن تأثروا جميعهم بالحادث الآثم الذي لن يوثر علينا، طالما بلادنا يحرسها شعب متلاحم ورجال أبطال وهبوا أنفسهم للدفاع عنه بكل ما أوتوا من قوة، فهم العين الساهرة والعزيمة الصلبة التي تثبت دائما بأن الأعداء يهزمون في المواجهة، فأبناء الوطن بكل أطيافه لا يتخلون عن وطنيهم ومبادئهم».
واختتم الأمير سعود بقوله: «رسالة خادم الحرمين الشريفين واضحه للعالم بأن الشعوب العربية في مواجهة معقدة مع تيارات إرهابية لا تستثني أبشع الوسائل والأساليب في القتل والتدمير، كما أنها لن تتوقف عن تضليل الشعوب، وخصوصا فئات الشباب؛ لذلك تظل مسؤولية المجتمع أن يعيد بناء خطابه الديني بشكل متضاد تماما مع ثغرات التراث التي تستغلها الجماعات الإرهابية لتجنيد الشباب وتوظيف قدراتهم وطاقاتهم لخدمة المصالح السياسية الدولية والإقليمية، وكانت رسالة واضحه نلمسها في كافة أرجاء العالم ويجب التصدي لها».