-A +A
عبدالله الحارثي
ماذا لو فكرت أمانة جدة في طرح مناقصة سحرية عامة لتأمين أغطية مناهل الصرف الصحي وردم الحفر والمطبات وسفلتة الشوارع وإعادة الوهج والبريـق للعروس، وهو الذي فقدته منذ أمد بعيد، وشاخت ملامحها بعد كارثة السيول ومأساة حفرة التحلية الشهـيرة وتعثر مشاريـع الأنفاق والجسور؟!.
وماذا لو تخلى الأمين والوكلاء والمسؤولون في الأمانة عن مكاتبهم الفارهة، التي لا يستطيـع المواطن والمراجع الوصول إليها إلا بعد الحصول على إذن الزيارة من سكرتارية الإدارة المعنية؛ بحجة أن قسم علاقات الجمهـور القابع في الدور الأرضي ينجز المعاملات دون الحاجة للوصول للمسؤول في الأدوار العلوية، وتخصص حراس الأمن في إغلاق الأبواب والمصاعد، بالتأكيد سيحدث تغيير جذري في الأداء وسيتم القضاء على المشكلات البلدية والخدمية في عروس البحر الأحمر.

أدرك أن هذا الكلام قد لا يروق لمسؤولي الأمانة الذين أوجدوا مساحات شاسعة بينهم وبين الجمهـور، ولكن أوقن ويوقن الجميـع أنه لن تكفيهم ساعات طويلة لمقابلة المراجعين، إلا أن الأهم من ذلك هو أن نجدهم في الميدان ينفذون جولات ميدانية يومية في الأحياء والشوارع للوقوف على مستوى الخدمات، وأستغرب أن البلديات الفرعية تحول عملها إلى روتيني إجرائي وأسندت المهمات للمراقبين في جولات لا تفي ولا تكفي بأن تعيد جدة عروسا للبحر الأحمر كما يطلق عليها أو يحلو لنا تسميتها.
هنا، من باب المثال وليس الحصر، وكنوع من الرصد السريـع، «حلقة الخضار تعج بالعمالة الوافدة، البسطات تدار من قبل عمالة مخالفة، إنشاءات المباني تخالف التراخيص، تحول العشوائيات إلى مراتـع للجريـمة، التعديات على الأراضي، ضعف رش أماكن تجمع الحشرات، .......».
مضى شهـر على حادث حفرة التحلية الشهـيرة التي أودت بحياة مواطن وابنه بعد قضاء ليلة الوداع مع أسرتهم الصغيرة، وأسدل الستار على الحادث المأساوي، بعد انتهاء أعمال لجنة تقصي الحقائق ولم تعلن التفاصيل حتى الآن، ولم يعرف المتورطون من جهات أو أفراد في الواقعة، غياب تام للشفافية!!.
كلنا يدرك أن شوارع جدة تحولت إلى ورش عمل ومشاريـع عملاقة، لكن ما يؤلمنا أن تخلف وراءها حفريات أكثر من تلك التي تعج بها الشوارع أساسا، وتسببت في إعطاب مركباتنا علاوة على الاختناقات المرورية التي تعطلنا عن قضاء مصالحنا وأعمالنا اليومية.
هل ستستـثـمر أمانة جدة كل ما يطرح من ملاحظات يومية على مستوى ونوعية أدائها لتشرع في معالجتها أم أنها تمـر بكل النقد الموجه إليها مرور الكرام؟!، وهل بدأت بإغلاق المناهل وإصلاح الحفر أم أنها تحتاج إلى حوادث جديدة للتحرك قدما، وهل سيشاهد سكان الأحياء مسؤولي الأمانة؟!.