قيل إن عربات القطار الفارغة أكثر ضجيجا من العربات الممتلئة، وهذا يصدق كثيرا الآن على قطارنا الرياضي، فمن يتصدرون مشهدنا الرياضي ويملؤونه بالضجيج هم من يمكن وصفهم بالعربات الفارغة، في الاتحاد الكروي، وفي الأندية، وفي الإعلام، لا صوت يعلو فوق صوتهم، تصريحاتهم، ومواقفهم، وصراعاتهم، وقضاياهم، وصورهم، وتغريداتهم تسيطر على مشهدنا الرياضي، صخبهم يصم الآذان، ويستنزف أوقات الناس وجهدها لمتابعة «قرقشتهم» التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد!
وجوه «العربات الفارغة» تملأ الشاشات والصحف والمنابر، وعلى ناصية كل حدث، وحتى على ناصية لا شيء، وبسبب هجمتهم المتهافتة تهافت الفراش على الضوء، غابت أو «غيبت» وجوه العقلاء وأصحاب الرأي الوازن والرصين في الاتحاد والأندية والإعلام، وضاع صوتهم وسط هذا الضجيج، وغابت أو غيبت معهم قضايانا الجوهرية والمهمة.
طقة بلوت!
وحتى لا يكون حديثي مرسلا، سوف استشهد ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ بما حدث منذ يومين عندما انشغل الجمهور الرياضي بقصة قيام اثنين ممن ينطبق عليهم وصف «العربات الفارغة» بلعب «البلوت» معا في استراحة في الثمامة!!
تصوروا أن هذه القصة طغت على كل ما عداها من قضايا ساخنة وملحة تتعلق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ومنتخبنا الوطني الذي يخوض تحديا خليجيا 22، وقضايا أخرى لا تقل أهمية وإلحاحا! و«العربات الفارغة» في قطارنا الرياضي كثيرة، لكن بطلي لعبة «البلوت» محترفان في إنتاج واختلاق القصص والمواقف والحكايات التي لا وظيفة لها سوى إلهاء الجمهور الرياضي وإشغالهم عن قضاياهم الأهم والأجدر بالمتابعة والمناقشة والاهتمام، فكلما أوشكنا أن ننتهي من واحدة، اختلقا وابتكرا قصة جديدة.
أين كنا وأين كانوا؟
قد يقول قائل: وما يضيرك، فالساحة تستوعب الغث والسمين، والجاد وغير الجاد، والعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، والبقاء للأصلح؟ ولهذا أقول: لا يا سيدي إن «العربات الفارغة» وتصدرها مشهدنا الرياضي هي أحد أهم الأسباب التي أدت لتراجعنا رياضيا على مختلف المستويات، فعندما يتقدم «الفارغون» المشهد بضجيجهم ويملؤونه بالغبار، ويتراجع العقلاء وأصحاب الرأي الوازن، وتتراجع معهم القضايا الجوهرية، ننتهي إلى ما نحن عليه الآن وربما أسوأ.
وإليك الدليل: «العربات الفارغة» لا نجد لها أي ضجيج عند دول الخليج المجاورة؛ لأن أوساطهم لا تسمح للتافهين والمتهافتين أن يتصدروا المشهد، ولذلك تقدموا علينا واحتلوا المواقع الرئيسية في الاتحاد الآسيوي وتركوا لنا الفتات. أوساطهم الرياضية الجادة والرصينة قدمت رئيسين للاتحاد الآسيوي على التوالي، ونحن لم نقدم سوى من يقف على ناصية الاتحاد منتظرا وظيفة «ترضية» و«جبر خاطر لنا» بل و«شفقة» على تاريخنا وماضينا!!
وتقدموا علينا إعلاميا، فأصبحت قنواتهم وبرامجهم الرياضية هي الأكثر نجاحا وحضورا واستقطابا للجمهور السعودي، وهذا يثبت أن الجمهور السعودي وبعكس ما يروج له البعض متعطش للإعلام المحترف والجاد والمهني.
وتقدموا علينا في الإدارة والتخطيط والتنظيم، فبينما قطر الشقيقة ماضية قدما في استعداداتها الضخمة لتنظيم كأس العالم، نتلقى نحن بكل حزن خبر استبعادنا من التنافس على تنظيم كأس آسيا!!
إن هذه الدول التي هي في حجم مدينة سعودية من القياس الوسط لحقت بنا وتفوقت علينا رياضيا وأنتجت الكفاءات؛ لأنها أغلقت الأبواب بـ«الضبة والمفتاح» في وجوه المتهافتين من هواة الأضواء والمناصب والأدوار التافهة، وأفسحت المجال واسعا أمام الجادين والصادقين والموهوبين الحقيقيين.
*هذا قولي: هل فاز منتخبنا البارحة؟ لست أدري، فهذا العمود أرسل للجريدة قبل يوم من المباراة.
وجوه «العربات الفارغة» تملأ الشاشات والصحف والمنابر، وعلى ناصية كل حدث، وحتى على ناصية لا شيء، وبسبب هجمتهم المتهافتة تهافت الفراش على الضوء، غابت أو «غيبت» وجوه العقلاء وأصحاب الرأي الوازن والرصين في الاتحاد والأندية والإعلام، وضاع صوتهم وسط هذا الضجيج، وغابت أو غيبت معهم قضايانا الجوهرية والمهمة.
طقة بلوت!
وحتى لا يكون حديثي مرسلا، سوف استشهد ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ بما حدث منذ يومين عندما انشغل الجمهور الرياضي بقصة قيام اثنين ممن ينطبق عليهم وصف «العربات الفارغة» بلعب «البلوت» معا في استراحة في الثمامة!!
تصوروا أن هذه القصة طغت على كل ما عداها من قضايا ساخنة وملحة تتعلق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ومنتخبنا الوطني الذي يخوض تحديا خليجيا 22، وقضايا أخرى لا تقل أهمية وإلحاحا! و«العربات الفارغة» في قطارنا الرياضي كثيرة، لكن بطلي لعبة «البلوت» محترفان في إنتاج واختلاق القصص والمواقف والحكايات التي لا وظيفة لها سوى إلهاء الجمهور الرياضي وإشغالهم عن قضاياهم الأهم والأجدر بالمتابعة والمناقشة والاهتمام، فكلما أوشكنا أن ننتهي من واحدة، اختلقا وابتكرا قصة جديدة.
أين كنا وأين كانوا؟
قد يقول قائل: وما يضيرك، فالساحة تستوعب الغث والسمين، والجاد وغير الجاد، والعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، والبقاء للأصلح؟ ولهذا أقول: لا يا سيدي إن «العربات الفارغة» وتصدرها مشهدنا الرياضي هي أحد أهم الأسباب التي أدت لتراجعنا رياضيا على مختلف المستويات، فعندما يتقدم «الفارغون» المشهد بضجيجهم ويملؤونه بالغبار، ويتراجع العقلاء وأصحاب الرأي الوازن، وتتراجع معهم القضايا الجوهرية، ننتهي إلى ما نحن عليه الآن وربما أسوأ.
وإليك الدليل: «العربات الفارغة» لا نجد لها أي ضجيج عند دول الخليج المجاورة؛ لأن أوساطهم لا تسمح للتافهين والمتهافتين أن يتصدروا المشهد، ولذلك تقدموا علينا واحتلوا المواقع الرئيسية في الاتحاد الآسيوي وتركوا لنا الفتات. أوساطهم الرياضية الجادة والرصينة قدمت رئيسين للاتحاد الآسيوي على التوالي، ونحن لم نقدم سوى من يقف على ناصية الاتحاد منتظرا وظيفة «ترضية» و«جبر خاطر لنا» بل و«شفقة» على تاريخنا وماضينا!!
وتقدموا علينا إعلاميا، فأصبحت قنواتهم وبرامجهم الرياضية هي الأكثر نجاحا وحضورا واستقطابا للجمهور السعودي، وهذا يثبت أن الجمهور السعودي وبعكس ما يروج له البعض متعطش للإعلام المحترف والجاد والمهني.
وتقدموا علينا في الإدارة والتخطيط والتنظيم، فبينما قطر الشقيقة ماضية قدما في استعداداتها الضخمة لتنظيم كأس العالم، نتلقى نحن بكل حزن خبر استبعادنا من التنافس على تنظيم كأس آسيا!!
إن هذه الدول التي هي في حجم مدينة سعودية من القياس الوسط لحقت بنا وتفوقت علينا رياضيا وأنتجت الكفاءات؛ لأنها أغلقت الأبواب بـ«الضبة والمفتاح» في وجوه المتهافتين من هواة الأضواء والمناصب والأدوار التافهة، وأفسحت المجال واسعا أمام الجادين والصادقين والموهوبين الحقيقيين.
*هذا قولي: هل فاز منتخبنا البارحة؟ لست أدري، فهذا العمود أرسل للجريدة قبل يوم من المباراة.