تهدف الحروب الاقتصادية إلى إحداث شلل كامل للخصم عن طريق تدمير الاقتصاد وإحداث القلاقل/ الاضطرابات داخل المجتمع وخفض الإنتاج ورفع مستوى البطالة وزيادة الفساد المالي الإداري؛ بغاية تدمير المجتمع وتحطيم نفوس الأفراد لاهتزاز الثقة بأنفسهم وقياداتهم ووطنهم، مما يسهل اختراقهم وشراء ذممهم واستغلال ضعاف النفوس للتجسس على وطنهم وتزويد العدو بالمعلومات المطلوبة مقابل مبالغ مالية بخسة أحيانا، وهذه واحدة من أكبر الخيانات التي يرتكبها البعض بحق دولهم ويدفع ثمنها الجميع، بالإضافة إلى شلل الصناعات وإعاقة النمو الاقتصادي بجميـع أنواعه داخل البلد المقصود تدمير اقتصاده.
ولقد بدأت الحروب الاقتصادية منذ قبل عهد النبوة وبعدها، وقد استخدمت قريش الحرب الاقتصادية والاجتماعية ضد أتباع الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ والقصة المشهـورة عندما كتب مشركو قريش وثيقة وعلقوها على الكعبة ألا يبايعوا ولا يعاملوا أحدا من بني هاشم حتى يدفعوا إليهم محمدا ويقتلوه، وقد استمر الحصار لأكثر من ثلاث سنوات عانى منها أصحاب محمد الجوع والأذى والفقر حتى أكلوا حشائش الأرض، وتعد هذه الحادثـة من أشهـر الحصارات الاقتصادية التي فرضت على المسلمين منذ بداية انطلاق الدعوة.
وفي العصر الحديث، استخدمت العديد من الدول الحصار الاقتصادي كوسيلة للضغط على الدولة المستهدفة، ولا يزال هذا السلاح هو الأقوى تأثيرا، وأكبر دليل على ذلك ما تقوم به إسرائيل منذ احتلالها لفلسطين من أساليب الحصار والتجويـع والتركيـع والإذلال للشعب الفلسطيني، ولكي تأخذ الحروب الاقتصادية طابعها الدولي، فقد تبنت مجموعة من الدول في عدة مناسبات الحظر الاقتصادي على دول معينة بشكل جماعي لضمان قوة تأثيره، ومن الأمثلة على ذلك ما تم اتخاذه ضد إيـران من أجل إيقافها عن استكمال برنامجها النووي، وكذلك روسيا بعد أزمتها مع أوكرانيا، هذا وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها الحرب الاقتصادية لأكثر من 115 مرة.
مع ظهـور وسائل الإعلام الجديدة وقوة تأثيرها وسرعة انتشارها، فقد بدأ التحول إلى الحروب الإعلامية، ومن الأمثلة الحديثة على ذلك الحرب الإعلامية التي شنها الإعلام الغربي وما زال على روسيا بعد أزمتها الأخيرة مع أوكرانيا، حيث قاد الإعلام الغربي حملة إعلامية شرسة ضد روسيا، وحينها وجدت روسيا نفسها بين كماشة الإعلام الغربي الذي روج لدولة احتلال تهـدد جيرانها، ولم تكتفِ أمريكا وأوروبا بالحملات الإعلامية فقط، بل وضعت بعض الرموز الإعلامية الروسية تحت قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، وكان على رأس القائمة الإعلامي الروسي المشهـور ديمتري كيسيليوف الذي عين قريبا رئيس مشروع روسيا الإعلامي.
بعد الحرب الإعلامية التي شنها الغرب على روسيا وبعد فشلها بمجاراة الإعلام الغربي، بدأت روسيا التفكير بجدية لوضع خطط إعلامية تواجه الإعلام الغربي الذي يروج بأن روسيا تسعى لإعادة بناء إمبراطوريـتها السابقة، وسرعان ما جاء الإعلان عن مشروع روسيا الإعلامي الدولي الجديد (سبوتنيك) الذي يعد إمبراطورية إعلامية روسية ضاربة تبث بأكثر من 30 لغة تهدف إلى التصدي للإعلام الغربي بنفس الأسلوب الذي يتخذه الغرب، وإيجاد مكانة إعلامية على خارطة العالم تزيـد عدد مكاتبها على 125 مكتبا في أهم عواصم العالم، بدءا من واشنطن ولندن وباريس وغيرها من المكاتب في الدول العربية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، ويزيد عدد العاملين بهذا المشروع الإعلامي العملاق على 1600 إعلامي على مستوى مهني عالٍ.
ونحن ــ كمجتمع سعودي ــ لسنا بمعزل عن هذه الحروب، بل نحن من الدول المستهدفة اقتصاديـا وإعلاميا، ونحن ندرك بأننا لا نستطيـع مجاراة الترسانة الإعلامية التي تملكها بعض الدول، والمهم هنا ليس المواجهة، ولكن الأهم هو تحصين المجتمع من الداخل لعدم التأثير عليه، وهذا واجب وطني الجميع يتحمل مسؤوليته، ويحتاج تكاتف الجميع من الأفراد والأسر والأجهـزة الحكومية والمؤسسات الخاصة. ونحن بحاجة ماسة وبشكل عاجل لوضع خطط واضحة المعالم لتحصين المجتمع السعودي بجميع فئاته للحد من تأثير الحروب الاقتصادية والإعلامية القادمة..
لقد أصبحت الحروب الإعلامية اليوم لا تقل أهمية عن الحروب الاقتصادية أو الحروب العسكرية، بل ربما تكون أحيانا أفتك بكثير منهما، وكما يقال قديما «من يكسب الحرب الإعلامية فقد كسب نصف الحرب».
ولقد بدأت الحروب الاقتصادية منذ قبل عهد النبوة وبعدها، وقد استخدمت قريش الحرب الاقتصادية والاجتماعية ضد أتباع الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ والقصة المشهـورة عندما كتب مشركو قريش وثيقة وعلقوها على الكعبة ألا يبايعوا ولا يعاملوا أحدا من بني هاشم حتى يدفعوا إليهم محمدا ويقتلوه، وقد استمر الحصار لأكثر من ثلاث سنوات عانى منها أصحاب محمد الجوع والأذى والفقر حتى أكلوا حشائش الأرض، وتعد هذه الحادثـة من أشهـر الحصارات الاقتصادية التي فرضت على المسلمين منذ بداية انطلاق الدعوة.
وفي العصر الحديث، استخدمت العديد من الدول الحصار الاقتصادي كوسيلة للضغط على الدولة المستهدفة، ولا يزال هذا السلاح هو الأقوى تأثيرا، وأكبر دليل على ذلك ما تقوم به إسرائيل منذ احتلالها لفلسطين من أساليب الحصار والتجويـع والتركيـع والإذلال للشعب الفلسطيني، ولكي تأخذ الحروب الاقتصادية طابعها الدولي، فقد تبنت مجموعة من الدول في عدة مناسبات الحظر الاقتصادي على دول معينة بشكل جماعي لضمان قوة تأثيره، ومن الأمثلة على ذلك ما تم اتخاذه ضد إيـران من أجل إيقافها عن استكمال برنامجها النووي، وكذلك روسيا بعد أزمتها مع أوكرانيا، هذا وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها الحرب الاقتصادية لأكثر من 115 مرة.
مع ظهـور وسائل الإعلام الجديدة وقوة تأثيرها وسرعة انتشارها، فقد بدأ التحول إلى الحروب الإعلامية، ومن الأمثلة الحديثة على ذلك الحرب الإعلامية التي شنها الإعلام الغربي وما زال على روسيا بعد أزمتها الأخيرة مع أوكرانيا، حيث قاد الإعلام الغربي حملة إعلامية شرسة ضد روسيا، وحينها وجدت روسيا نفسها بين كماشة الإعلام الغربي الذي روج لدولة احتلال تهـدد جيرانها، ولم تكتفِ أمريكا وأوروبا بالحملات الإعلامية فقط، بل وضعت بعض الرموز الإعلامية الروسية تحت قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، وكان على رأس القائمة الإعلامي الروسي المشهـور ديمتري كيسيليوف الذي عين قريبا رئيس مشروع روسيا الإعلامي.
بعد الحرب الإعلامية التي شنها الغرب على روسيا وبعد فشلها بمجاراة الإعلام الغربي، بدأت روسيا التفكير بجدية لوضع خطط إعلامية تواجه الإعلام الغربي الذي يروج بأن روسيا تسعى لإعادة بناء إمبراطوريـتها السابقة، وسرعان ما جاء الإعلان عن مشروع روسيا الإعلامي الدولي الجديد (سبوتنيك) الذي يعد إمبراطورية إعلامية روسية ضاربة تبث بأكثر من 30 لغة تهدف إلى التصدي للإعلام الغربي بنفس الأسلوب الذي يتخذه الغرب، وإيجاد مكانة إعلامية على خارطة العالم تزيـد عدد مكاتبها على 125 مكتبا في أهم عواصم العالم، بدءا من واشنطن ولندن وباريس وغيرها من المكاتب في الدول العربية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، ويزيد عدد العاملين بهذا المشروع الإعلامي العملاق على 1600 إعلامي على مستوى مهني عالٍ.
ونحن ــ كمجتمع سعودي ــ لسنا بمعزل عن هذه الحروب، بل نحن من الدول المستهدفة اقتصاديـا وإعلاميا، ونحن ندرك بأننا لا نستطيـع مجاراة الترسانة الإعلامية التي تملكها بعض الدول، والمهم هنا ليس المواجهة، ولكن الأهم هو تحصين المجتمع من الداخل لعدم التأثير عليه، وهذا واجب وطني الجميع يتحمل مسؤوليته، ويحتاج تكاتف الجميع من الأفراد والأسر والأجهـزة الحكومية والمؤسسات الخاصة. ونحن بحاجة ماسة وبشكل عاجل لوضع خطط واضحة المعالم لتحصين المجتمع السعودي بجميع فئاته للحد من تأثير الحروب الاقتصادية والإعلامية القادمة..
لقد أصبحت الحروب الإعلامية اليوم لا تقل أهمية عن الحروب الاقتصادية أو الحروب العسكرية، بل ربما تكون أحيانا أفتك بكثير منهما، وكما يقال قديما «من يكسب الحرب الإعلامية فقد كسب نصف الحرب».