-A +A
? عكاظ (جدة)

انطلقت أمس فعاليات المرحلة الثانية من التمرين السعودي الفرنسي المشترك المختلط (نمر 3)، بالساحل الشمالي الغربي بحضور رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح بن عبدالله البنيان، وعدد من القيادات العسكرية وقادة ومديري قطاعات وزارة الداخلية، واللواء دوسام كونتان قائد العمليات الخاصة المشتركة بالقوات الفرنسية.



وراقب الحضور الفرضية الأولى للتمرين في شرما، واحتوت على عمليات اقتحام، استطلاع خاص، مهام مباشرة، قنص وكشف وإبطال وإزالة، اقتحام راجل بالذخيرة الحية، اقتحام عمودي بواسطة الحبل السريع من الطائرة العمودية والانتشال، هبوط عملياتي هجومي وتسلل للضفادع البشرية.

وبدأ سيناريو الفرضية بمشاركة من جميع القوات المشتركة المختلطة السعودية الفرنسية، بتسلل فرضي لمجموعة قوارب معادية إلى ميناء على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، أسفر عن استيلاء القوات المعادية على الميناء وبعض المباني المحيطة وقمة جبلية متاخمة له للتحصن بها والاستفادة من ارتفاعها لإحكام السيطرة على الميناء، ما استدعى تحركات ميدانية سريعة متزامنة أرضا وبحرا وجوا لتطهير الميناء من القوات المعادية التي استولت على عدد من المرافق والمباني داخل الميناء.

وكانت العمليات قد بدأت بوصول إمدادات جوية بالأسلحة والذخيرة محمولة في مظلات موجهة عن بعد هبطت على منطقة محيطة بالأهداف المراد تطهيرها، تلاها قفز مظلي حر لمجموعة الاستطلاع والاستخبارات لتأمين مدرج هبوط طائرات C130 سعودية كانت في طريقها لميدان العمليات محملة بعربات دوريات مقاتلة ما إن هبطت الطائرة على المدرج حتى انطلقت من مؤخرتها في طريقها نحو الذخيرة والأسلحة التي هبطت بها مظلات الإمداد في مكان سبق تحديده، لتأخذها وتتمركز بها في نقطة حول الهدف.

ومع وصول طائرة هيلكوبتر تابعة للقوات البحرية الملكية السعودية إلى الميناء قفزت منها مجموعة من الضفادع البشرية إلى المياه سابحة في اتجاه المرفق الرئيس من طريق الماء لاعتلائه والسيطرة عليه، معززة بمجموعة الكوماندوز السعودية وقوة المهمات الخاصة لحرس الحدود، انطلقت العربات القتالية نحو القمة الجبلية وكانت ترابط أعلاها طائرة الاستطلاع (CS406) لتطويق العناصر المتحصنة بها، في الوقت الذي حلقت فيه طائرات أباتشي سعودية فوق القمة استعدادا لقصفها، في حين كانت تحلق طائرات أباتشي سعودية أخرى وطائرات تايجر فرنسية فوق زوارق للقوات المعادية كانت تراقب الوضع في المياه، عملت على تضييق الخناق على الجهة المعايدة، وانطلقت عملية إنزال بالحبال لعناصر العمليات الخاصة المشتركة؛ للعمل على من بقي داخلها من عناصر تحت غطاء جوي من فوهات أسلحة قناصة تطل من مروحيات مرابطة أعلى ميدان العمليات، فما هو إلا وقت قليل وكان الميناء تحت سيطرة قوات (نمر 3) التي نجحت في تطهيره من العناصر المعادية، التي كانت تحمل ملوثات كيماوية استدعت تدخل وحدة الكيماويات للعمل عليها على الفور، فيما نفذت الطائرات العمودية التي عادت مجددا إلى الميدان عملية انسحاب بالحبل، حيث تعلقت عناصر وحدات العمليات الخاصة المشتركة والقوات الفرنسية الخاصة في حبال ألقيت لهم من المروحيات التي حلقت بهم في السماء في طريق انسحابها من الميدان بعد إتمام وثبة ناجحة للتمرين (نمر 3) التمرين الفرنسي السعودي المشترك المختلط والمنعطف الاستراتيجي الأبرز في مسيرة سلسلة تمارين الصداقة بين المملكة والجمهورية الفرنسية، على أرض تبوك، متأهبا لوثبات عملياتية أخرى مقبلة، في مناطق أخرى، وفق جدول التمرين الذي تتواصل فعالياته حتى العشرين من شهر صفر الجاري.

وعقب تنفيذ الفرضية قال رئيس هيئة الأركان العامة «بتوجيه من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أقوم برعاية تمرين (نمر 3) بمشاركة من بعض القيادات العسكرية في وزارة الداخلية، والذي يطبق في ثلاث مناطق، بمشاركة من قطاعات وزارة الداخلية لزملائهم بوحدات المظليين والقوات الخاصة بالقوات البرية، بالإضافة لبعض القطاعات في القوات المسلحة، مع القوات الفرنسية».

وأعرب عن سعادته بالتمرين بقوله «سرني ما شاهدت، والتمرين يسير وفق الخطط المرسومة له، والأداء على أعلى درجات الاحترافية والتدريب لرفع الجاهزية القتالية والتخطيط المشترك».

وتمنى للجميع التوفيق والنجاح «في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين، بمتابعة سمو ولي العهد، وسمو وزير الداخلية».

وأشار قائد العمليات الخاصة المشتركة الفرنسية اللواء دوسام كونتان في تصريح لوسائل الإعلام إلى تاريخ التعاون العسكري المشترك بين الجانبين السعودي والفرنسي بقوله «الفرنسيون والسعوديون لهم عشر سنوات تقريبا يعملون بعضهم مع بعض، وهذه هي النسخة الثالثة من تمرين (نمر) وفي المستقبل سيكون هناك (نمر 4)».

وأضاف «نسعد بتعاوننا مع القوات المسلحة السعودية لأنه إيجابي، كما أن تنوع البيئات في المملكة وملاءمتها من جو وصحراء وبحر، فكل شيء مناسب تماما، وأنا سعيد أيضا بانضمام قوات أخرى إلينا إلى جانب القوات البرية من بقية القطاعات العسكرية والأمنية في المملكة».

وكشف أنه وفقا لجدول التمرين (نمر) فإن «الجولة المقبلة من التمرين (نمر 4) ستكون على الأراضي الفرنسية، نظرا لأن التمرين يقام كل عامين في أحد البلدين بالتبادل».

وكانت المرحلة الأولى من التمرين خصصت لتدريب وحدات العمليات الخاصة المختلطة المشتركة على عمليات قفز حر عملياتي بالأكسجين من ارتفاعات شاهقة، بالإضافة إلى تنفيذ مجموعات أخرى علميات قفز تكتيكي مختلط بطائرة (C160) الفرنسية، وقصف بصواريخ (HILL FIRE)، إضافة لقائمة من العمليات المدرجة على جدول التمرين، تنوعت بين عمليات إمداد جوي على ارتفاعات شاهقة، وعمليات اقتحام، وتجهيز معدات لخوض عمليات تدريبية نوعية تنفذ على أهداف بعيدة المدى، وعمليات رماية قتالية فردية وجماعية ليلية ونهارية، وعمليات اقتحام راجل بالذخيرة الحية، وعمليات تدريب على التسلل والاقتحام الراجل، وعمليات تدريب على الاقتحام العمودي بواسطة الحبل السريع من الطائرة العمودية والانتشال، وعمليات رماية قتالية فردية وجماعية، وعمليات انسحاب، وعمليات اقتحام بواسطة السلالم وعمليات انسحاب، وعمليات اقتحام بالذخيرة الحية بواسطة العربات والسلالم، وعمليات تخليص رهائن شارك فيها جميع مجموعات الاقتحام والقناصة والطيران العمودي، وعمليات إخلاء مصابين، بالإضافة إلى التدريب على عزل وقطع الإمدادات، والتدريب الأرضي على عمليات الهبوط العملياتي الهجومي، والتدريب على عمليات الإغارة والكمين، والتدريب على عمليات جلب وإيصال العناصر الصديقة، والقفز التكتيكي، والتحرك عن طريق الطائرات العمودية والتدريب على احتلال القمم، والإخلاء والانسحاب بالطائرات العمودية، وإخلاء الرعايا، فضلا عن التدريب على منظومات الاستطلاع العملياتي، والتسلل والوصول إلى الهدف والعمل عليه.

وتباشر مجموعات القناصة تدريبات على إجراءات ووضعيات الرماية من الطائرة، والإخفاء والتمويه والتسلل والمراقبة وتمرير البلاغات، وعمليات تخليص الرهائن، وتباشر مجموعات الكشف والإبطال والإزالة تدريبات على تطهير وتأمين طرق الاقتراب أثناء التسلل والاقتحام، وتطهير المداخل والأبواب أثناء عمليات الاقتحام، وأساليب تعليم العبوات في حالات العثور عند تنفيذ المهام.

يذكر أن (نمر 3) هو النسخة الثالثة من تمرين وحدات العمليات الخاصة (نمر) تمرين الصداقة المشترك المختلط بين القوات البرية الملكية السعودية ونظيرتها الفرنسية، ويشهد في هذه الدورة انضمام قطاعات من القوات الجوية الملكية السعودية والقوات البحرية الملكية السعودية وقوات حرس الحدود وقوات الأمن الخاصة وقوة أمن المنشآت وجهات أخرى.