•• يسيطر على أطفالنا خيال شخصيات «ديزني» وعلى وجه الخصوص الشخصيات التي تحيط بالأميرة «سنووايت» وهي قصة وهمية لأميرة جميلة وناعمة من «بفاريا» ظهرت في فيلم رسوم متحركة انتجته «ديزني» بعنوان «سنووايت والأقزام السبعة» وعملت فيه على تجسيد صورة الأميرة التي اشتق اسمها من بشرتها البيضاء كالثلج وعملت على أن تخرجها بجمال أنثوي إنساني أصبحت معه «سنووايت» أو «بياض الثلج» شخصية تنافس نجمات هوليوود القديمات والمعاصرات.
ليست «بياض الثلج» هي موضوعي، ولكن ما أحدثته في عالمنا من نتائج، بفعل التفكير المنظم والتخطيط المتقن لغزو العقول والجيوب والأسواق بشخصية يمكن من خلالها بث أي أفكار وقيم بأسلوب رقيق وناعم يستهدف «أطفالنا» الذين يعرفون عن «سنووايت» وبقية أميرات «ديزني» أكثر مما يعرفونه عن شخصيات تاريخية عربية لها صيتها وتاريخها وأعمالها ولا نعرف عنها نحن الكبار إلا من قراءة الكتب، أو سماع محاضرات العلماء والأدباء وأحاديث وكتابات المثقفين.
«سنووايت» أصبحت ماركة تجارية تدر المليارات، وتدخل في كل ما له علاقة بالأطفال وخصوصا البنات.. من فستانها إلى جزمتها وبطانيتها و«دماها» ومطبخها وغرفة نومها. تفكير يستحق الإعجاب ولا أسميه غزوا، وإنما أسميه فكرا ينظر إلى المستقبل ويسطو على مجتمعاتنا التي يسودها الخمول والاسترخاء والتفرغ للتوافه والتفكير في «خزعبلات» الديمقراطية وقبول الآخر، وهي توجهات نضحك عليها في «اليوتيوب» عندما نشاهد حوارات المثقفين والنخبة من كل الأطياف والتوجهات في عالمنا العربي والتي تنتهي بالشتائم والعراك وتقاذف الكراسي والأحذية، وكلها نتاج الحرية الإعلامية التي تتشدق بها القنوات «الحرة».
لماذا لا يكون لنا توجه لبناء العقلية العربية السليمة التي تتطلع إلى الإبداع والاختراع؟، لماذا نترك أطفالنا يستمتعون ويعرفون ويتفاعلون مع ما تنتجه «ديزني» ولا ننتج لهم حتى شخصية نسائية عربية واحدة ننفذ منها إلى تكوين العقل العربي النظيف غير الملوث بتيارات عصرنا التي تهب علينا بين الوقت والآخر.
ربما يقول البعض إننا انتجنا الدمية «فلة».. وهذا صحيح لكنها توارت أمام «باربي» و«سنووايت» و«أرورا» و«سندريلا».. فقط لأن «ديزني» خدمتها ولم تتوقف عند إنتاجها كما فعل منتجو «فلة».
نحن نحتاج أيها السادة التجار والمثقفون والتربويون إلى أن نفكر في أطفالنا ونشأتهم وبناء عقولهم، وترسيخ قيمنا في أذهانهم، أكثر من حاجتنا إلى بناء الأبراج والتسابق على مراتب قوائم الأغنى والأثرى عربيا وعالميا.
ليست «بياض الثلج» هي موضوعي، ولكن ما أحدثته في عالمنا من نتائج، بفعل التفكير المنظم والتخطيط المتقن لغزو العقول والجيوب والأسواق بشخصية يمكن من خلالها بث أي أفكار وقيم بأسلوب رقيق وناعم يستهدف «أطفالنا» الذين يعرفون عن «سنووايت» وبقية أميرات «ديزني» أكثر مما يعرفونه عن شخصيات تاريخية عربية لها صيتها وتاريخها وأعمالها ولا نعرف عنها نحن الكبار إلا من قراءة الكتب، أو سماع محاضرات العلماء والأدباء وأحاديث وكتابات المثقفين.
«سنووايت» أصبحت ماركة تجارية تدر المليارات، وتدخل في كل ما له علاقة بالأطفال وخصوصا البنات.. من فستانها إلى جزمتها وبطانيتها و«دماها» ومطبخها وغرفة نومها. تفكير يستحق الإعجاب ولا أسميه غزوا، وإنما أسميه فكرا ينظر إلى المستقبل ويسطو على مجتمعاتنا التي يسودها الخمول والاسترخاء والتفرغ للتوافه والتفكير في «خزعبلات» الديمقراطية وقبول الآخر، وهي توجهات نضحك عليها في «اليوتيوب» عندما نشاهد حوارات المثقفين والنخبة من كل الأطياف والتوجهات في عالمنا العربي والتي تنتهي بالشتائم والعراك وتقاذف الكراسي والأحذية، وكلها نتاج الحرية الإعلامية التي تتشدق بها القنوات «الحرة».
لماذا لا يكون لنا توجه لبناء العقلية العربية السليمة التي تتطلع إلى الإبداع والاختراع؟، لماذا نترك أطفالنا يستمتعون ويعرفون ويتفاعلون مع ما تنتجه «ديزني» ولا ننتج لهم حتى شخصية نسائية عربية واحدة ننفذ منها إلى تكوين العقل العربي النظيف غير الملوث بتيارات عصرنا التي تهب علينا بين الوقت والآخر.
ربما يقول البعض إننا انتجنا الدمية «فلة».. وهذا صحيح لكنها توارت أمام «باربي» و«سنووايت» و«أرورا» و«سندريلا».. فقط لأن «ديزني» خدمتها ولم تتوقف عند إنتاجها كما فعل منتجو «فلة».
نحن نحتاج أيها السادة التجار والمثقفون والتربويون إلى أن نفكر في أطفالنا ونشأتهم وبناء عقولهم، وترسيخ قيمنا في أذهانهم، أكثر من حاجتنا إلى بناء الأبراج والتسابق على مراتب قوائم الأغنى والأثرى عربيا وعالميا.