في يوم 10 أكتوبر الماضي «2014» وقع حدث غير عادي في سوريا ولم يلق الاهتمام اللازم، فقد اغتيل خمسة علماء سوريين متخصصين بالطاقة النووية أثناء توجههـم لمقر عملهم «مركز البحوث العلمية» بدمشق في حافلة نقل جماعي، وتم إعدامهم رميا بالرصاص، مع العلم أن عملية الاغتيال وقعت في منطقة تحت سيطرة نظام الأسد «حي برزة» والعلماء الخمسة من السنة وينحدرون من مناطق ثائرة ضد الأسد، ولم يتم التعرف على الجناة، ولإدراك مدى خطورة هذا الحدث يجب استرجاع ما حدث في العراق بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق «2003» حيث حصلت حملة اغتيالات جماعية للعلماء العراقيين قبل حتى أن تبدأ أعمال المقاومة وعمليات القاعدة والمليشيات الطائفية وكانت البداية بعلماء الطاقة النووية، ومن ثم تم اغتيال المئات من العلماء والأكاديميين والأطباء العراقيين بالإضافة لتهجير آلاف العلماء والاكاديميين والأطباء الذين وصلتهم رسائل تهديد بالقتل أو تسربت إليهم معلومات عن وجود أسمائهم بقوائم الاغتيال ولم يكونوا في مأمن حتى بالدول المجاورة ولهذا هاجروا للغرب. وعلماء العراق القتلى والمهجرون لم يخسرهم العراق فقط إنما خسرهم كل العالم العربي الذي لم يتدارك الكارثة التي وقعت بحق العقول العراقية، واتهمت عدة جهات بالوقوف خلف هذه الحملة المنظمة لتصفية العقول العراقية فقد اتهمت بها أمريكا وإسرائيل وإيـران وجهات طائفية، ويذكر أن تصفية علماء بلد تحت الاحتلال أو الوصاية له سابقة فيما حدث بعد هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الثانية حيث قامت أمريكا بنقل أكثر من 1500 عالم ومهندس وطبيب ألماني من بلدهم إلى أمريكا في عملية عرفت باسم «Operation ــ Paperclip عملية المشبك» ووظفتهم.. ولهذا طالما بدأت في سوريا بوادر تكرار سيناريو تصفية العلماء فيجب أن تكون للعرب هذه المرة إجراءات استباقية لحمايتهم.