-A +A
خالد السليمان
مثير حد الدهشة ذلك التقرير الصحفي الذي نشرته الزميلة «المدينة» أمس عن أوكار لصوص كيابل النحاس في منطقة الخمرة جنوب جدة، فمن الواضح أن هذه الأوكار ليست بسطات على الأرصفة تختفي بلمح البصر عند ظهور أول مفتش بلدية أو رجل أمن، بل ساحات مكشوفة تملؤها أطنان من الكيابل النحاسية الثقيلة!
اللافت أن سكان المنطقة المحيطة لا تنتهك جيرتهم بممارسة نشاط ضار وحسب، بل وتنتهك بيئتهم بسبب الآثار الخانقة والملوثة لحرق وصهر الكيابل، بينما يبقى الأكثر استفزازا جرأة هؤلاء المخالفين الأجانب على ممارسة نشاطهم في وضح النهار في غياب سوط القانون!

فالسؤال الذي يطرح نفسه أين مفتشو الدفاع المدني عن أعمدة الدخان الناجمة عن حرق الكيابل النحاسية، وأين الجهات البيئية عن مخالفات تلويث البيئة، وأين الأمانة عن الاستخدام غير المشروع للأراضي، وأين الشرطة عن مراقبة الأنشطة المشبوهة في هذه البقعة التي تصب فيها الغنائم النحاسية المسروقة؟!
أما السؤال الأهم، فهو من يقف خلف هذه التجارة ومن يستفيد منها؟!، فلا يمكن أن تكون نشاطا ذاتيا ومتفرقا لعمال بسطاء يمارسونه في أرض الميدان، بل هو في الغالب نشاط منظم تتلاقى خيوطه عند هوامير تحجبهم أدخنة كيابل النحاس المحروقة!