-A +A
? محمد العبد الله (الدمام)
وصف المحلل المالي علي الخنيزي ما يحدث في سوق الأسهم بالكارثة الحقيقية، خصوصا أن المؤشر العام فقد خلال جلسة واحدة نحو 700 نقطة، مؤكدا أن الانهيار الشامل لكافة الأسهم المدرجة ليس طبيعيا، فهناك محافظ كبرى تواصل عملية التسييل، وبالتالي فإن اللون الأحمر المسيطر على السوق ليس طبيعيا، وإنما «مفتعل»، مشيرا إلى وجود أطراف تمتلك أجندة خاصة تسعى لتخريب السوق وإيصال ثقة المستثمرين لأدنى مستوياتها؛ ما يترتب عليه شراء هذه الأطراف للأسهم برخص التراب ــ على حد وصفه.
وحذر الخنيزي من ربط السوق المالية بأسعار النفط في السوق العالمية، مشيرا إلى أن عملية الربط اليومي بين المؤشر بأسعار البترول أمر غير منطقي على الإطلاق، فعملية الربط تعني وصول المؤشر لمستويات متدنية للغاية، خصوصا أن هناك مؤشرات توحي بانخفاض أسعار النفط في السوق العالمية لمستويات تقارب 40 دولارا للبرميل، وبالتالي فإن عملية الربط ليست منطقية على الإطلاق، داعيا لوقف رهن المؤشر العام بأسعار النفط في السوق العالمية، لافتا إلى أن المبررات التي يسوقها البعض للانخفاض ليست مقنعة على الإطلاق، الأمر الذي ساهم في إحداث فوضى عارمة ساهمت في القضاء على كافة المكاسب التي حققها المؤشر طيلة العام الماضي، مبديا خشيته من استمرار التدهور الحاصل؛ ما يشكل ضربة قاصمة يصعب استيعابها خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن السوق المالية ــ وفقا للمعطيات المتوافرة ــ لا تبشر بالخير على المدى القريب، فجميع المؤشرات توحي بدخول الأسهم مرحلة أشد صعوبة من الكارثة التي طالت المؤشر في عام 2006، والتي هوت بالسوق لمستويات كبيرة، مبينا أن الخسائر التي تكبدها المؤشر في غضون الأشهر الخمسة الماضية تجاوزت 700 مليار ريال؛ ما يعني خسارة اقتصادية كبيرة طالت جميع المستثمرين، ولا سيما الصغار منهم الذين يكونون في الغالب الضحية الكبرى.

وذكر الخنيزي أن مسلسل الانهيارات المتواصلة خلال الفترة الماضية يعطي رسالة قوية بأن السوق المالية السعودية لم تصل لمرحلة النضج المطلوبة، فالشائعات لا تزال تمثل المحرك الأساس في الكثير من القرارات التي يتخذها الصغار، فيما الأسواق المالية العالمية تعتمد على القراءة العلمية والتحاليل قبل الدخول في الأسهم، كما أن الكثير من صغار المستثمرين لا يمتلكون القدرة على المناورة في ظل الظروف الراهنة، إذ يصعب الخروج من السوق مع استمرار النزيف لكافة القطاعات المتداولة.