البخل صفة إذا تمكنت من (جينات) إنسان، وتغلغلت في أعماقه لا يستطيع الفكاك منها، حتى لو بلغت ثروته ثروة (قارون)، وحتى لو تظاهر بالكرم (فالصب) مثلما قال الشاعر: (تفضحه عيونه)، إن نعيم البخيل هو أن (يأخذ ويجمع)، وعذابه هو أن (يعطي ويصرف).
واسمحوا لي أن أشبه البخيل والكريم (بالبقرة والثور) بطريقة حوارية تهكمية.
فيحكى أن رجلا ثريا قال لصديقه: إنني متعجب ولست أدري لماذا يبغضني الناس ويتهمونني بالبخل، في حين أني كما تعلم، سوف أوقف أكثر ممتلكاتي بعد وفاتي لأعمال البر.
فرد عليه صديقه: إنك تذكرني يا عزيزي بقصة الثور والبقرة، فقد قيل إنهما التقيا مرة، فراح الثور يشكو من تفضيل الناس للأبقار على الثيران، وقال للبقرة: إنه إذا كانت الأبقار تعطي الإنسان اللبن والجبن والزبد، فإننا نعطيه لحومنا.
ففكرت البقرة مليا، ثم قالت له: لعل تفضيلهم لي، أني أمنحهم الخير وأنا لا أزال على قيد الحياة ــ انتهى.
وأظن أنه ليس هناك صفة اسوأ من البخل غير صفة الحسد.
ويقال إن أحد الحكام قديما كان من ضمن جلسائه رجل بخيل وآخر حسود، وبينهما (ما صنع الحداد) من شدة الكراهية، وبما أن الحاكم يعرف تنافرهما من بعضهما البعض، فقد جمعهما يوما قائلا لهما وهو يريد أن يختبرهما:
على الأول أن يتمنى ما يشاء من مال أو جاه، وسوف أعطيه في الحال ما تمنى، على أن أعطي الثاني بعده ضعف ما تمناه الأول.
فأسقط في يد الاثنين، وكل واحد يطلب من الثاني أن يكون هو الأول، وحمي الوطيس بينهما دون الوصول إلى نتيجة مما أزعج الحاكم، غير أن الحسود عندما أحس باليأس وافق أن يكون هو الأول.
فقال له الحاكم: أطلب وتمن، ولكن عليك أن تعلم أنني سوف أمنح رفيقك ضعف ما منحتك إياه، فقال: إنني أعلم وهذا هو ما اريده، فأرجوك يا مولاي أن تأمر جلادك أن يفقأ الآن واحدة من عيوني.
***
وبعيدا عن البخل والحسد، والأبقار والثيران، دعونا نقلب الصفحة، ونتحدث عن فقرة أخرى مختلفة.
ومما يذكر أنه كانت هناك صبية حسناء تسير مع أحد الفلاحين الشباب في إحدى الأمسيات في طريق مهجور، وكان الشاب حاملاً مقطفا ــ أي زنبيل ــ، وعصا ودجاجة، وممسكا بمقود خروف، فلما دخلا في بقعة مظلمة توقفت هي عن السير وقالت له: لن أمضي معك في السير لأنني أخشى أن تقبلني، فقال لها: وكيف لي أن أقبلك وأنا أحمل كل هذه الأشياء؟!، فأجابته: أنا عارفتك فأنت خبيث لأنك سوف تثبت العصا في الأرض وتشد الخروف إليها، وتضع الدجاجة تحت المقطف، ثم تقبلني ــ انتهى
ولا أدري من هو الخبيث منهما، هل هو الفلاح المسكين الساذج، الذي لم يخطر على باله إطلاقا هذا (السيناريو)، أم أنها الصبية الحسناء؟!، التي لا أشك إطلاقا أنها تمتلك قدرا هائلا من (الخباثة العبقرية).
واسمحوا لي أن أشبه البخيل والكريم (بالبقرة والثور) بطريقة حوارية تهكمية.
فيحكى أن رجلا ثريا قال لصديقه: إنني متعجب ولست أدري لماذا يبغضني الناس ويتهمونني بالبخل، في حين أني كما تعلم، سوف أوقف أكثر ممتلكاتي بعد وفاتي لأعمال البر.
فرد عليه صديقه: إنك تذكرني يا عزيزي بقصة الثور والبقرة، فقد قيل إنهما التقيا مرة، فراح الثور يشكو من تفضيل الناس للأبقار على الثيران، وقال للبقرة: إنه إذا كانت الأبقار تعطي الإنسان اللبن والجبن والزبد، فإننا نعطيه لحومنا.
ففكرت البقرة مليا، ثم قالت له: لعل تفضيلهم لي، أني أمنحهم الخير وأنا لا أزال على قيد الحياة ــ انتهى.
وأظن أنه ليس هناك صفة اسوأ من البخل غير صفة الحسد.
ويقال إن أحد الحكام قديما كان من ضمن جلسائه رجل بخيل وآخر حسود، وبينهما (ما صنع الحداد) من شدة الكراهية، وبما أن الحاكم يعرف تنافرهما من بعضهما البعض، فقد جمعهما يوما قائلا لهما وهو يريد أن يختبرهما:
على الأول أن يتمنى ما يشاء من مال أو جاه، وسوف أعطيه في الحال ما تمنى، على أن أعطي الثاني بعده ضعف ما تمناه الأول.
فأسقط في يد الاثنين، وكل واحد يطلب من الثاني أن يكون هو الأول، وحمي الوطيس بينهما دون الوصول إلى نتيجة مما أزعج الحاكم، غير أن الحسود عندما أحس باليأس وافق أن يكون هو الأول.
فقال له الحاكم: أطلب وتمن، ولكن عليك أن تعلم أنني سوف أمنح رفيقك ضعف ما منحتك إياه، فقال: إنني أعلم وهذا هو ما اريده، فأرجوك يا مولاي أن تأمر جلادك أن يفقأ الآن واحدة من عيوني.
***
وبعيدا عن البخل والحسد، والأبقار والثيران، دعونا نقلب الصفحة، ونتحدث عن فقرة أخرى مختلفة.
ومما يذكر أنه كانت هناك صبية حسناء تسير مع أحد الفلاحين الشباب في إحدى الأمسيات في طريق مهجور، وكان الشاب حاملاً مقطفا ــ أي زنبيل ــ، وعصا ودجاجة، وممسكا بمقود خروف، فلما دخلا في بقعة مظلمة توقفت هي عن السير وقالت له: لن أمضي معك في السير لأنني أخشى أن تقبلني، فقال لها: وكيف لي أن أقبلك وأنا أحمل كل هذه الأشياء؟!، فأجابته: أنا عارفتك فأنت خبيث لأنك سوف تثبت العصا في الأرض وتشد الخروف إليها، وتضع الدجاجة تحت المقطف، ثم تقبلني ــ انتهى
ولا أدري من هو الخبيث منهما، هل هو الفلاح المسكين الساذج، الذي لم يخطر على باله إطلاقا هذا (السيناريو)، أم أنها الصبية الحسناء؟!، التي لا أشك إطلاقا أنها تمتلك قدرا هائلا من (الخباثة العبقرية).