-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
حينما تشاهد شابا محترما مهذبا متعلما تعليما راقيا، عندها لن تتردد بأن تقول هذا الشاب (شاب متعوب عليه) أي أن والديه أحسنا تربيته وتعلم في أفضل المدارس ونال تعليما عالي المستوى وتعبوا عليه حتى وصل إلى ما وصل إليه .. والعكس صحيح .. فأنت إذا شاهدت شابا ضائعا بلا هدف ولا أدبيات ولا حسن تعامل فأنت لن تتردد بالقول هذا ما وراه أهل.
وهذا لا ينطبق فقط على تربية الأبناء وإنما يندرج حتى على العاملين في أي مكان، فأنت لو زرت أي قطاع حكومي أو خاص ووجدت الموظفين على مستوى عالٍ من البذل والعطاء والدقة والتنظيم ويجيدون التعامل مع المراجعين ويعملون على الإنجاز أولا بأول، فبالتأكيد بأنك ستقول إن هؤلاء الموظفين متعوب عليهم وبذِل الكثير لتدريبهم وإيصالهم إلى ما وصلوا إليه..

والأمر ينطبق حتى على الجيوش وتدريبها.. فالجيش المنظم العالي التدريب تقول إنه جيش متعوب عليه.. ونأخذ مثالا على ذلك جندي (المارينز) فهو يكلف حتى يصل للمستوى المطلوب ما يعادل مليون دولار، وهذا ما نقصده..
ولكي تقول إن ذلك الشخص متعوب عليه أي أنك لم تبخل عليه بالمال والوقت والجهد والتدريب حتى يصل إلى أعلى المستويات الممكنة.. ويقدم أفضل ماعنده.
فلنعمل جميعا على تربية أبنائنا ولنتعب عليهم من أجلهم حتى نوصلهم إلى أعلى مستوى ممكن ولنعمل على تأهيل وتدريب العاملين كل في موقعه حتى نحصل على أفضل الكفاءات وبالتالي نحصل على أفضل المكتسبات والمخرجات، وعلينا أن لانبخل بالبذل من أجل تحقيق هذا الهدف فلا يوجد استثمار أفضل من الاستثمار في البشر فهم الذين يصنعون الفرق.