كنت صغيرا على الصعيد المالي ولاأزال. ومع ذلك تجرأت ذات يوم على اللعب مع الكبار، كبار المستثمرين في سوق الأسهم السعودية. خدعوني، كما خدعوا غيري، فوضعنا في هذه السوق أخضرنا وهو قليل ويابسنا وهو كثير، ثم صحونا في فبراير 2006 على الكارثة التي أكلت الأخضر واليابس. من وقتها تعلمت أن أخبئ قرشي تحت البلاطة حتى لا يراه الهوامير فينقضوا عليه كانقضاضهم على تلك القروش القليلة في ذلك العام المشؤوم.
وحين حدث الهبوط الأخير تذكرت تلك (الهبوطات) التي أصابت الناس آنذاك في مقتـل، من باع بيته ومن باعت مخزونها من الذهب ومن استدان ومن أقفل مؤسسته التجارية ليستثمر في السوق المجنونة، التي كانت تربحه يوميا آلاف الريالات وهو يتناول فنجان قهوته في صالة البيت أو قبالة مسبح الاستراحة. كنا جميعا أغبياء أو مستغفلين أو طامعين، لكن كثيرين منا تعلموا الدرس بينما بقي آخرون يصرون على اللعب بدراهمهم ودراهم عيالهم بعد أن عادوا إلى المربـع الأول: مربـع إغراءات السوق التي بدا أنها تستعيد عافيتها، وأنها، حسب بعض محللي الغفلة، ستتجاوز 12000 نقطة.
الضحايا الآن، طبعا، يتساقطون بالآلاف، خاصة ضحايا المديونيات الذين اقترضوا من أجل أن يسدوا رمق جوع هذه السوق التي لا قرار لبطنها ولا علم للناس بمداخلها ومخارجها. وإلى الآن، على حد علمي، لم يخرج صوت اقتصادي لا من هيئة سوق المال ولا من غيرها يفسر ما حدث أو يعطي الناس مراكب مأمونة تنقذهم من الغرق الكامل أو حتى الغرق الجزئي.
كل ما هنالك كلام مجاني في كلام غير مفهوم. وعلى المتضررين الصغار أن يحملوا أوزار جرأتهم وأوهامهم وأوجاعهم ويرحلوا إلى حيث يستطيعون معالجة طعونهم وخلو جيوبهم من آخر هللة (سوقية) امتصتها العناكب المستشرية. في هذه السوق لا حياة لمن يفكر بالحليب وطبق البيض وسيارة مستعملة للأولاد. هي قاصرة، كما هي في العام 2006 وفي هذا العام، على من يفطرون على (فقع) فرنسي ويتغدون هوت دوغ بالكافيار ويتعشون جراد البحر الأسكتلندي ويحلون بكعكعة فونيكس الذهبية. وإذا حل الصيف ضاقت بهم أرقى منتجعات أوروبا بينما تضيق بنا أسعار التذاكر السياحية وبضعة أيام في فندق نجمتين.
إذا ما لنا وما لهم؟!، وكيف لا نفهم الفرق بيننا وبينهم ونتعلم من وقوع فؤوسهم في رؤوسنا.؟!، ولماذا أصلا نأمل بأن نسمع شيئا من الهيئة التي تتركنا نضرس بعد أن يأكل كبار السوق المعدودون الحصرم.؟!، أنا شخصيا لا أعرف عن هذه الهيئة غير أنها تجيد الصمت. وإذا نطقت نادرا فإنها تنطق عن هوى لا أتبين أدواته ولا آلاته ولا آلياته. وهذا يعني، إلى الآن على الأقل، أنها لا تملك من الأمر شيئا، وليس بمقدورها أن تدعي ذلك، لأنها ستنكشف لا محالة أمام إلحاح السائلين والمتضررين.
وها نحن، في واقعة السوق الحالية، لا نسمع لها صوتا ولا نتبين لها رأيا رغم الإلحاح بأن تنقذ ما يمكن إنقاذه وتسعف المصابين في أرزاقهم وأرزاق عيالهم. والتفسير عندي هو أن هذه الهيئة تقول، من غير أن تنطق، أن من وضع قدمه في السوق يتحمل إنزلاقها إلى الهاوية، لأن أحدا لم يضربه على يده ليلعب مع الكبار الذين يتسلون بإضافة قليل الصغار إلى كثيرهم، فهل من متعظ.؟!.
وحين حدث الهبوط الأخير تذكرت تلك (الهبوطات) التي أصابت الناس آنذاك في مقتـل، من باع بيته ومن باعت مخزونها من الذهب ومن استدان ومن أقفل مؤسسته التجارية ليستثمر في السوق المجنونة، التي كانت تربحه يوميا آلاف الريالات وهو يتناول فنجان قهوته في صالة البيت أو قبالة مسبح الاستراحة. كنا جميعا أغبياء أو مستغفلين أو طامعين، لكن كثيرين منا تعلموا الدرس بينما بقي آخرون يصرون على اللعب بدراهمهم ودراهم عيالهم بعد أن عادوا إلى المربـع الأول: مربـع إغراءات السوق التي بدا أنها تستعيد عافيتها، وأنها، حسب بعض محللي الغفلة، ستتجاوز 12000 نقطة.
الضحايا الآن، طبعا، يتساقطون بالآلاف، خاصة ضحايا المديونيات الذين اقترضوا من أجل أن يسدوا رمق جوع هذه السوق التي لا قرار لبطنها ولا علم للناس بمداخلها ومخارجها. وإلى الآن، على حد علمي، لم يخرج صوت اقتصادي لا من هيئة سوق المال ولا من غيرها يفسر ما حدث أو يعطي الناس مراكب مأمونة تنقذهم من الغرق الكامل أو حتى الغرق الجزئي.
كل ما هنالك كلام مجاني في كلام غير مفهوم. وعلى المتضررين الصغار أن يحملوا أوزار جرأتهم وأوهامهم وأوجاعهم ويرحلوا إلى حيث يستطيعون معالجة طعونهم وخلو جيوبهم من آخر هللة (سوقية) امتصتها العناكب المستشرية. في هذه السوق لا حياة لمن يفكر بالحليب وطبق البيض وسيارة مستعملة للأولاد. هي قاصرة، كما هي في العام 2006 وفي هذا العام، على من يفطرون على (فقع) فرنسي ويتغدون هوت دوغ بالكافيار ويتعشون جراد البحر الأسكتلندي ويحلون بكعكعة فونيكس الذهبية. وإذا حل الصيف ضاقت بهم أرقى منتجعات أوروبا بينما تضيق بنا أسعار التذاكر السياحية وبضعة أيام في فندق نجمتين.
إذا ما لنا وما لهم؟!، وكيف لا نفهم الفرق بيننا وبينهم ونتعلم من وقوع فؤوسهم في رؤوسنا.؟!، ولماذا أصلا نأمل بأن نسمع شيئا من الهيئة التي تتركنا نضرس بعد أن يأكل كبار السوق المعدودون الحصرم.؟!، أنا شخصيا لا أعرف عن هذه الهيئة غير أنها تجيد الصمت. وإذا نطقت نادرا فإنها تنطق عن هوى لا أتبين أدواته ولا آلاته ولا آلياته. وهذا يعني، إلى الآن على الأقل، أنها لا تملك من الأمر شيئا، وليس بمقدورها أن تدعي ذلك، لأنها ستنكشف لا محالة أمام إلحاح السائلين والمتضررين.
وها نحن، في واقعة السوق الحالية، لا نسمع لها صوتا ولا نتبين لها رأيا رغم الإلحاح بأن تنقذ ما يمكن إنقاذه وتسعف المصابين في أرزاقهم وأرزاق عيالهم. والتفسير عندي هو أن هذه الهيئة تقول، من غير أن تنطق، أن من وضع قدمه في السوق يتحمل إنزلاقها إلى الهاوية، لأن أحدا لم يضربه على يده ليلعب مع الكبار الذين يتسلون بإضافة قليل الصغار إلى كثيرهم، فهل من متعظ.؟!.