-A +A
فهيم الحامد
ليس هناك شك أن انطلاق حوار تيار المستقبل مع حزب الله يعتبر بكل المعايير خطوة إيجابية بهدف تخفيف الاحتقان وإنهاء التصعيد وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم السياسية، لأن الحوار هو الطريقة الحضارية لحل الخلافات على الطاولة بشفافية وصراحة. ويبقى الحوار هو الحل وقد يتأخر البعض في إدراك هذه الحقيقة إلا أن الجميع ملزم بالوصول إليها، فالحوار يفتح الآفاق ويسلك المخارج ويقدم الحلول للأزمات مهما كانت صعوبتها. فاللبنانيون الذين لا يكادون يخرجون من أزمة حتى يدخلوا في أخرى والشعب اللبناني يدفع ثمن الخلافات بين الفرقاء التي أدت لتأخير انتخاب الرئيس اللبناني الجديد وشغور منصب الرئيس لفترة طويلة. ولجوء تيار المستقبل وحزب الله إلى الحوار يعكس حاجة لبنان إليه، إن لجهة تنفيس الاحتقان السياسي والأمني الذي يعيشه الشارع أو لجهة إيجاد حلول للقضايا العالقة الشائكة وأبرزها ملف انتخاب رئاسة الجمهورية.
الحوار الذي انطلق مع نهاية عام 2014 لا بد أن يؤسس للاستقرار والأمان في لبنان للعام 2015، فلبنان الذي عانى ما عاناه منذ العام 1975 يحتاج إلى زمن يلتقط فيه أنفاسه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالنيران السورية المشتعلة التي تهدد لبنان على الحدود وأزمة النازحين، تحتاج إلى استقرار ووحدة صف كي يتمكن لبنان من مواجهتها، كما تحتاج إلى رؤية موحدة للدولة اللبنانية وهذه الرؤية لا يمكن أن تصاغ إلا بانتظام المؤسسات الرسمية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية كي يكون كما يقول الدستور اللبناني الحكم بين كل اللبنانيين باختلاف تنوعاتهم.

وأهمية أي حوار تكون بمصداقية المتحاورين وهنا يكمن التحدي الذي سيحكم هذا الحوار الذي نتمنى أن ينجح ويحقق الاختراق الإيجابي لمصلحة تعزيز الأمن والاستقرار ووحدة لبنان وسيادته والنأي به عن المحاور الإقليمية والأزمات المجاورة.