أعود، فأقول لسعادة الدكتور محمود شاهين (جامعة الملك عبدالعزيز): أما عن أن تطبيق الرعاية الصحية سيؤدي إلى تخفيض الإنفاق على القطاع الصحي العلاجي فهذا صحيح، ولكن على حساب المرضى لجنوحهم إلى المستوصفات والمستشفيات الخاصة؛ لعدم تمكنهم من مراجعة تلك المراكز بسبب دوامها الظالم الدوام الواحد الذي يتوافق من دوام موظفي الدولة والشركات والمؤسسات، ولو قارنت بين نسبة مراجعي المراكز فيما قبل عام 1425 في الفترة المسائية حينما كانت تعمل بالدوامين لوجدتها أضعاف نسبة المراجعين خلال اليوم ذي الدوام الواحد على الرغم من ازدياد عدد السكان خلال العشر السنوات الأخيرة، وبسبب هذا الدوام أصبح هناك تسيب لمنسوبي المراكز لقلة المراجعين لدرجة أنهم يقتسمون الدوام صباحي ومسائي، وأنا وغيري ممن يراجعون تلك المراكز نشهد على ذلك وعن الوقاية الأولية والثانوية، فللأسف حتى الآن لم تصل نسبتها 20% مما يجب أن تكون عليه، وبالأخص طب الأسنان، أما الأمراض المزمنة فنسبها عالية بالمجتمع كنسبة السكر والسمنة والضغط وخلافها، مما يوجب مضاعفة الجهد في هذا السبيل ليتحقق التخفيف من حدوث تلك الأمراض، علما أن السكر يوشك أن يتحول إلى وبائي كما تحدث عنه وكيل الصحة للصحة العامة بمناسبة اليوم العالمي للسكر، وبالفعل قد يتحول إلى وبائي فـ 32% من المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكر، مما يستوجب مضاعفة اتخاذ أسباب الوقاية بعناية واتخاذ خطوات فعالة وإجراءات حاسمة لمكافحته؛ لأن التقاعس أو التساهل بشان الوقاية والعناية والتوعية المستمرة بأمراض السكر وغيره من الأمراض المزمنة سيؤدي إلى تحمل الدولة تكاليف عالية من أجل الرعاية الصحية للمرضى، أما عن الأسرة وعدم توفرها بالقدر الكافي فهذا معروف، فعلى الرغم من ازديادها بنسبة كبيرة لانضمام مستشفيات كبيرة خلال السنتين الأخيرتين إلى المستشفيات القائمة، إلا أنه لا يزال هناك عدم توفر سرير، فهذا سعد ينتظر حجز سرير بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر منذ عدة أشهر، وهذا عبدالعزيز في حائل الذي يعاني من نزيف في الكبد لا يزال ينتظر سريرا بالعناية المركزة، فيا ترى متى تتوفر الأسرة وهل هناك بريق ضوء لتوفر السرير، وننسى الاعتذار المشؤوم بوقت قريب أتمنى ذلك!! ومن الله نستمد العون والسداد.