-A +A
د. أنور عشقي
ليس هناك شك أن التأخير في انتخابات الرئيس اللبناني لا يزال يلقي بظلاله على الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ لهذا بدأ الحراك يتسارع في التقارب بين 14 آذار و8 آذار.
فالحوار الداخلي بين تيار المستقبل وحزب الله لا بد أن يكون مدعوما بتحرك خارجي، وهو الأمر الذي سيبث الشعور بالطمأنينة في الأوساط اللبنانية. وليس هناك شك أيضا أن انطلاق الحوار بين تيار المستقبل مع حزب الله يعتبر بكل المعايير خطوة إيجابية بهدف تخفيف الاحتقان وإنهاء التصعيد وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم السياسية. لأن الحوار هو الطريقة الحضارية لحل الخلافات على الطاولة صراحة. فالحوار يفتح الآفاق ويسلك المخارج ويقدم الحلول للازمات مهما كانت صعوبتها. فاللبنانيون ما يكادون يخرجون من أزمة حتى يدخلوا في أخرى، والشعب اللبناني يدفع ثمن الخلافات بين الفرقاء التي أدت لتأخير انتخاب الرئيس اللبناني الجديد وشغور منصب الرئيس لفترة طويلة.

كما أن نشاط الموفد الدبلوماسي الفرنسي «فانسوا جيرو» للشرق الأوسط ساهم في تقريب وجهات النظر من خلال زياراته المتعددة للبنان، كما أن حدوث التفاهم الإقليمي والدولي حول الملفات العالقة في المنطقة، وبشكل خاص حول الملفين السوري واللبناني، سيساعد على تهيئة الأجواء التحرك نحو انفتاح التسوية للخلافات اللبنانية، ومن بينها الرئاسية وغيرها.
كل ذلك لا يدعونا إلى المبالغة في التفاؤل بشأن التوقعات، فلا يزال الأمر في حاجة إلى المزيد من الوقت، إلا أن كسر الجمود الذي خيم على لبنان سبعة أشهر أخذ في الانفراج، فأعياد الميلاد سوف تبشر بانفراج في الأزمة اللبنانية إذا ظلت الأمور تسير على هذا المنوال، فالحوار بين الدكتور سمير جعجع والرئيس السابق سوف يساهم في تعجيل الحل، ويساعد على إنجاح الحوار بين 14 آذار و 8 آذار؛ لأن التأخير سوف يعرض أمن لبنان للخطر، ولا بد من استثمار هذا الحراك الذي أصبح واضحا على الساحة اللبنانية بين الفرقاء.
فالتسريع في الداخل على ضوء التفاهم الخارجي سوف يبعد شبح الخطر ويقرب من وجهات النظر. فلبنان ينتظر الحوار الذي سينطلق بين حزب الله وتيار المستقبل، ولأن الحوار بينهما لا يستقيم إلا إذا فتح الحوار بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، وهذا يتطلب عدم إيراد الشروط، بل إن الهدف الأساس هو المصلحة الوطنية.